بعد الحوت الأزرق القاتل.. "جنية النار" وأخواتها

المختصون يحذّرون من الألعاب الإلكترونية الخاطفة لأرواح الأطفال

المختصون يحذّرون من الألعاب الإلكترونية الخاطفة لأرواح الأطفال
  • القراءات: 687
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّرت الأخصائية النفسانية فتحية محمودية، من بعض الالعاب الإلكترونية الخطيرة، والتحديات المتداوَلة بين أطفالنا، والتي وصفتها بالقاتلة نظرا لتسببها في مقتل عدد من الأطفال والمراهقين، الباحثين عن التسلية والمتعة، والتي كان وراءها الانطواء الذي تحمله تعليمات اللعبة، فانتهت بهم إلى القتل والانتحار من خلال توجيهات افتراضية، فبعد الحوت الأزرق الذي أثار الجدل وتم حجبه، لاتزال هناك ألعاب أخرى لا تقل خطورة عنه؛ إذ تحذّر الأخصائية الأولياء، داعية إلى مراقبة الأطفال والمراهقين، ومنع تحميلها.

أشارت المتحدثة إلى أن الألعاب الإلكترونية، عامة، تشكل خطرا على الصحة العقلية للأطفال، خاصة أنها تتسبب في عزلتهم، مما يجعلهم يفقدون الحياة الاجتماعية، وينطوون على أنفسهم، ومشيرة إلى أن في زمن مضى كان الأطفال يعرفون ألعابا أخرى، تمنحهم ما لا تمنحهم الألعاب الإلكترونية، وهي روح الجماعة؛ إذ كانت تُلعب في مجموعات، تعطي الطفل فرصة الاحتكاك بأطفال من عمره، مما يساعده على صقل شخصيته، موضحة: "رغم مزايا التكنولوجيا، إلا أنه يجدر بنا الحذر من سلبياتها، التي تجعل منها سلاحا ذا حدين. ومن تلك السلبيات تأثيرها على الصحة العقلية للطفل". وليس ذلك فقط، تضيف المتحدثة، فاليوم الخطر لم يعد يقتصر على تأثيرات نفسية أو عقلية، وإنما تهديد الموت المحدق بأطفالنا، الذين باتت تُعرض عليهم ألعاب مجانية، يمكن تحميلها بكبسة زر واحدة، على هواتفهم ولوحاتهم الذكية؛ الأمر الذي يجعل الخطر يدخل حياتهم بكل عفوية. ولسذاجتهم يعرّضون حياتهم للخطر بدون وعي بذلك، واعتقادا أنها مجرد ألعاب تسليهم وتجعلهم يمضون أحلى الأوقات، إلا أنها، في حقيقة الأمر، تخطف أرواحهم.

وقالت فتحية محمودية: "تنتشر بين كل فترة وأخرى تحديات وألعاب إلكترونية جديدة تميل إلى العنف، وهذا راجع إلى طغيان ذلك المفهوم على العالم، من خلال ما يحدث في المعمورة من حروب، وما تعرضه من شاشات تعكس بعض برامجها وأفلامها ذلك الواقع، وحتى خيال يفسد العقول؛ ما يتسبب في عواقب وخيمة على صحة الأطفال والمراهقين، الباحثين من خلال تنزيل ألعاب مماثلة. والكثير من تلك الألعاب تم تصنيفها كقابلة، مثل ألعاب "مريم، مومو"، و"الحوت الأزرق"، و"جنية النار"، و"بوكيمون غو"، و"كسارة الجمجمة" وتحدي شارلي، وكلها تنص تعليماتها على بعض التحديات الخطيرة، بعضها يعتمد على طلاسم سحرية بمحاولة استحضار الجن، وأخرى تدعو إلى تحديات خطيرة عندما يكون الطفل بعيدا عن الأهل؛ إذ ينص بعضها على اعتماد لعبها ليلا عندما يأوي الجميع إلى الفراش، وهذا ما يجعل الطفل رفيق اللعبة وحده بدون أن تراقبه أعين من يكبرونه سنا، فأبرز ما يميز تلك الألعاب هو الغموض والإثارة والمؤثرات الصوتية والمرئية التي تسيطر على طبيعة اللعبة، والتي تتسبب في إثارة الرعب والخوف في قلوب المستخدمين، خاصة الأطفال، وفي نفس الوقت تثير فضولهم ورغبتهم في تجربتها وتحدي مخاوفهم.

ومثلت المختصة بلعبة "جنية النار"، التي تنص تعليماتها على الانتقال إلى المطبخ ليلا عند نوم الأهل، وفتح موقد الغاز بدون استعمال النار بحجة "النار خطيرة"، وإلقاء كلمات يعتقد الأطفال أنها "سحرية"، وتشدد اللعبة على البقاء بعيدا عن أنظار الأهل وإلا تفقد تلك الكلمات سحرها، ثم العودة إلى الفراش والغاز مفتوح "الحامل للسحر" على حسب تعليمات اللعبة، سيجعلها جنية عند استيقاظها. ونظرا للخطر الكبير لهذا النوع من الألعاب قالت الخبيرة لا بد من مراقبة كل ما يحمله أطفالنا، مع أهمية الاستطلاع عن الألعاب المحملة، وما هي توجيهاتها، للتحقق من سلامتها على صحة الطفل، مع سحب الهواتف واللوحات من الأطفال عندما يكونون بعيدين عن المراقبة، خصوصا ليلا، لا سيما أن هذه الفترة مخصصة للنوم لا للعب.