رمضان في زمن "كورونا"

المختصون يحذرون من دعوات الإفطار والاحتكاك

المختصون يحذرون من دعوات الإفطار والاحتكاك
المختصون يحذرون من دعوات الإفطار والاحتكاك 
  • القراءات: 1237
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذرت عبير براهيمي، مختصة اجتماعية، من الانسياق وراء الحنين إلى العادات والتقاليد في هذا الشهر الفضيل، من خلال الإبقاء على عادة الدعوات للفطور والتنقل من بيت إلى بيت وتناسي الأزمة الصحية الراهنة، التي لا زالت تهدد الصحة العمومية، مشيرة إلى أن طبع الإنسان وفطرته اجتماعية، فبعد أن طال حجره الصحي بسبب انتشار فيروس "كورونا" المستجد، سيستغل الكثيرون فرصة رمضان لزيارة الأهل، ضاربين تعليمات الوقاية والعزل الصحي عرض الحائط.

قالت المتحدثة في اتصال مع "المساء"، إن الإنسان اجتماعي بطبعه، وذلك الشعور بالانتماء، يجعله يحتاج في علاقته مع من حوله إلى الاهتمام والمودة والتعاون، وغيرها من الأحاسيس التي تدفع الفرد إلى البحث عن التقرب ممن حوله، وهذا شيء طبيعي تماما.

قالت المختصة، إن العزل الصحي قبل أكثر من شهر، وضع حدودا مؤقتة لذلك التقرب الاجتماعي، ووضع كل شخص أمام مسؤولية عدم الاحتكاك بالغير خوفا من نشر الفيروس أكثر، وفقا لتعليمات الوقاية والحجر الصحي وحظر التجوال، لتخطي هذه المرحلة الاستثنائية بأقل الخسائر البشرية.

أضافت براهيمي أن المجتمع الجزائري كغيره من المجتمعات الإسلامية، يرى في رمضان فرصة للقاء العائلة والتجمع أمام مائدة الإفطار، من خلال دعوة أفراد العائلة أو الأصدقاء إلى مشاركة الفطور، وهذا حسب المتحدثة، يتنافى وشروط الحجر الصحي، قائلة؛ إن الحجر لا يعني فقط عدم لقاء الأصدقاء خارج البيت والتجمع في الأماكن العمومية، إنما أيضا عدم الاحتكاك في أي مكان آخر، خصوصا بالنسبة لأشخاص لم يحترموا الحجر لأسبوعين، ولا يدركون إذا كانوا حاملين للفيروس أو لا، ولا تظهر عليهم الأعراض إلا بعد فترة.

شددت المتحدثة على ضرورة التحلي بروح المسؤولية، وزيارة الأهل فقط إذا كان الطرفان محترمين للحجر تماما، ولا يخرجون ولا يحتكون بأشخاص فيهم هامش ظن بأنهم مصابون، فهذا لا يمنع أبدا من زيارة الوالدين أو السؤال عن أحوالهم، فرمضان حقيقة له تلك الخصوصية من حيث زيارة الأهل والتجمع والإفطار والسحور جماعة، لكن الجزائر كباقي العالم، تمر مرحلة استثنائية، ولابد من احترام تلك الحدود التي تساعد على كبح الفيروس، في الوقت الذي لم يوجد له أي علاج بعد.