للتكفّل بالفئات الهشة وعابري السبيل

المجتمع المدني يتجنّد لاستقبال شهر التضامن

المجتمع المدني يتجنّد لاستقبال شهر التضامن
  • القراءات: 443
 رشيدة بلال رشيدة بلال

شرعت مختلف أطياف المجتمع المدني في التحضير المسبق لدعم جهود الدولة في التكفل بالفئات الفقيرة والمعوزة تزامنا واقتراب حلول شهر رمضان المعظم، من خلال تسطير برامج متنوعة تباينت بين جمع مواد غذائية، وتحضير القفة والتجهيز لمطاعم تضامنية بالتنسيق مع مختلف الهيئات العمومية، على غرار البلديات، في مسعى أشرك فيه المتطوعين للمساهمة في توزيع مختلف المساعدات.

تحدثت "المساء" إلى بعض تنظيمات المجتمع المدني الناشطة في العمل الخيري على مستوى ولاية البليدة، فكانت البداية مع جمعية بن جلول العلمية والثقافية، حيث كشف رئيسها بوعلام بلحاج، بأن الجمعية كعادتها حاضرة في كل الأنشطة التضامنية الخاصة بشهر رمضان، حيث تم ضبط برنامج متنوع يجمع بين الجانب الروحي والخيري لهذه المناسبة، وحسبه فإن البرنامج يتمثل في تنظيم مسابقات في حفظ القرآن الكريم للأطفال في طبعتها الثانية، وفي المجال الثقافي يتم الإشراف على سهرات ليلية في المطاعم التضامنية لفائدة أطفال التريزوميا وطلبة القرآن الكريم، أما في الشق التضامني، فإن الجمعية، دأبت منذ سنوات على توزيع ألف وجبة محمولة، في الطريق السريع في اليوم ووجبات متنقلة إلى الأطقم الطبية ومرافقي المرضى بالمؤسسات الاستشفائية.

وفيما يتعلق بمطاعم الرحمة، يكشف المتحدث، أنه قد تم إيداع طلب الحصول على الرخصة، في انتظار الشروع في التجهيز لاستقبال الصائمين، ومن ثمة يجري التواصل مع المحسنين، كما قال، "من الصناعيين ورجال الأعمال، الذين عودوا الجمعية على التكفل بكل ما تحتاج إليه من موارد لتفطير الصائمين"، مؤكدا بأن ولاية البليدة، معروفة برجال أعمالها الأوفياء من محبي العمل الخيري الذين لا يتأخرون في دعم كل الحملات الخيرية التي تصب في باب التكافل والتضامن مع الفئات الهشة، لافتا الى أن جمعية بن جلول، لديها طاقم بشري هام من الشباب والنساء ينتظرون بشوق شهر رمضان، من أجل التطوع وتقديم بعض الخدمات الخيرية سعيا وراء الأجر بالشهر الفضيل.

وقال رئيس الجمعية: "الشيء المميز الذي تحرص عليه جمعية بن جلول كل سنة، هو تخصيص حيز في المجال التطوعي لفائدة طلبة البكالوريا، حيث يتم إشراكهم في الفترة الصباحية بالعمل التضامني، بينما يستفيدون من الدعم والمراجعة في مختلف المواد بالفترة المسائية على مستوى الجمعية، وهي التجربة التي لقيت ترحيبا كبيرا من الطلبة وذويهم".

تراهن جمعية بن جلول هذه السنة لبلوغ توزيع 30 ألف وجبة، مشيرا إلى أنه في السنة الماضية تمكنت الجمعية من توزيع 20 ألف وجبة خلال شهر رمضان، أما السنة التي سبقتها فتمكنت من توزيع 25 ألف وجبة، لافتا الى أن مساعي الجمعية ضمن برنامجها المستقبلي هو الوصول إلى بناء دار تكون وقفا للعمل الخيري، تقدم خدمات مختلفة تحت اسم "وقف الوالدين".

إمكانيات الكشافة الإسلامية في خدمة العمل التضامني

سطرت من جهتها الكشافة الإسلامية الجزائرية، هي الأخرى برنامجا هاما لاستقبال الشهر الفضيل، من خلال المشاركة في كل الأنشطة التي لها علاقة بالجانب الروحي والفكري، حسب ما أكد عبد الكريم بلرقاع، المحافظ الولائي للكشافة الاسلامية بالبليدة، ويشمل البرنامج مسابقات في القرآن الكريم في مجال التحفيظ والفقه، أما بالنسبة للجانب التضامني الخيري، يردف المتحدث، فيتم فيه إشراك الأفواج الكشفية عبر الـ25 بلدية للمساهمة في دعم جهود الجماعات المحلية من خلال توزيع قفة رمضان، بالنظر إلى ما تتوفر عليه الأفواج الكشفية من طاقم بشري.

وأردف قائلا: "إلى جانب المبادرة الشخصية للكشافة الإسلامية، تقوم بعض الأفواج بتوفير القفة المكونة من عدد من المواد الغذائية بناء على قائمة تضم سكان الأحياء المعوزين، من باب التضامن والتآزر والمساهمة في دعم الفئات الهشة".

من بين التحضيرات أيضا التي لا تغفل عنها الكشافة الاسلامية الجزائرية ككل سنة هي المشاركة في مطاعم الإفطار وتوزيع الوجبات على الطريق السريع، وأوضح المحافظ الولائي، في هذا السياق: "اعتدنا على مستوى الولاية المشاركة في أكثر من 12 مطعما يتم فتحها على مستوى مختلف البلديات ما جعل الكثيرين يصفون البليدة، مدينة الورود المضيافة لكثرة العمل التطوعي الخيري فيها، لافتا بالمناسبة، الى أن الكشافة الإسلامية لديها حضور مميز في العمل التضامني، خاصة وأنها تشارف على بلوغ 10 آلاف منتسب، بينما الهدف المنشود للقيادة العامة إلى سنة 2036 هو بلوغ  مليون ونصف منتسب تزامنا ومرور 100 سنة على تأسيس الكشافة الإسلامية الجزائرية."