ترافقه في حل وترحاله

المجتمع التندوفي يتمسك بكنوزه التراثية

المجتمع التندوفي يتمسك بكنوزه التراثية
المجتمع التندوفي يتمسك بكنوزه التراثية
  • 182
لفقير علي سالم لفقير علي سالم

يحتفظ المجتمع التندوفي منذ القدم، بعدة أصناف تراثية، ما تزال ترافقه في حله وترحاله إلى يومنا هذا، ولم تفارقه رغم التحول العمراني الذي واكب المنطقة، ودخول أجهزة الكترونية في حياته اليومية، مع ما يصاحبها من تحول في التفكير والذهنية، من خلال ممارسة وسائل الاتصال الحديثة التي غزت البيوت قبل العقول.

رغم هذا التغير في سلوكيات الكثيرين، إلا أن معظم سكان تندوف ما يزالون يحتفظون إلى يومنا هذا، برموز تراثية أصيلة.

القربة تنافس الثلاجة

رغم اختفائها أحيانا من الذاكرة الجماعية للمجتمع التندوفي، إلا أن بعض الأسر ما تزال تعلق القربة في أحد زوايا المنزل، أو في باحة الدار المعروفة بـ«الحوش" أو "السقيفة"، وهي مكان للاستراحة مهوى من كل الجهات، وتعتبر القربة وسيلة لحفظ الماء وتبريده بطريقة تقليدية، تصنع من جلد الماعز أو الخرفان، بعد أن تقوم الحرفيات بدبغها وتجفيفها وتنظيفها، ويفضل الكثيرون من سكان تندوف، هذه الأيام، خاصة مع ارتفاع الحرارة، استعمال القربة بدل الثلاجة، التي ارتفع ثمنها ولم يعد المواطن البسيط قادرا على اقتنائها، رغم فرص البيع بالتقسيط.

لحم الجمل.. الأكلة المفضلة

 يكثر الإقبال على أكل لحم الجمل لدى سكان تندوف، خاصة بعد أن انخفض سعره، حيث وصل ثمنه عند بعض الجزارين إلى 1000 دينار للكيلوغرام الواحد.

وقال البعض ممن يستهلكون لحم الإبل، لاسيما "سنمان"، وهي الشحمة الموجودة على ظهر البعير، إنها تنفع لتداوي الكثير من الأمراض، كالروماتيزم وآلام المفاصل وغيرها، كما يفضل الكثير من السكان تناول وجبة مفضلة تسمى "بنافة" وهي خليط من الكبد واللحم و«سنمان" تقطع أليافا صغيرة، ثم تطهى على نار هادئة، وهي أحسن ما يقدم لضيوف تندوف، الذين أصبحوا يتحدثون عنها في كل مكان.

"ظاما" هواية متأصلة في أذهان الكبار 

  تعتبر لعبة "ظاما"، من الألعاب التقليدية التي لم يطالها الزمن ولم تشخ، ما تزال في ذاكرة سكان تندوف، ويمارسها إلى يومنا هذا الشيوخ، تحت ظلال الطلح وأمام المنازل في الصباح والمساء.

وهي لعبة توطد العلاقات بين أفراد المجتمع، وتساهم في تقوية الذاكرة والمؤانسة، حيث يتم خلال ممارستها، تجاذب أطراف الحديث وتبادل الأخبار عما يحدث بالمدينة، من وفيات ومواعيد الوعدات والولائم، ورغم ما جاءت به رياح الحداثة من تطور في الألعاب وتنوعها، تبقى لعبة "ظاما" هي السيدة المتربعة على عرش العادات والتقاليد إلى يومنا هذا.

الزخرفة والنقش.. حرف لم تزل  

رغم ما لحق بالعديد من الحرف من حداثة وعصرنة، تبقى صناعة الزخرفة على الجلود، أهم هوايات المرأة التندوفية التي تشتهر في زخرفة الجلود بأنواع متعددة من الصباغة، وتصميم أشكال متنوعة ترمز إلى الأمل والسعادة والتمسك بالأصالة، ويمثل "أصرمي" أهم إنتاج المرأة الحرفية بتندوف، وهو عبارة عن وسادة جلدية مزخرفة بأشكال تعجز الآلة على تصميمها، لتبقى الحنكة والذكاء التقليدي أهم محرك لهذا الإنتاج الزخرفي الباهر والساحر.

كما أنتجت المرأة الحرفية، رغم محدودية إمكانياتها، العديد من المنتوجات الجلدية، مثل "تاسوفرة"، وهي حقيبة جلدية كبيرة يحفظ فيها البدوي متاعه، من لباس ومؤونة وشاي وسكر وأواني الشاي التي لا تفارق التندوفي القديم والمعاصر.