طباعة هذه الصفحة

حديقة التسلية

المتنفس الوحيد للعائلات السطايفية وضيوفها

المتنفس الوحيد للعائلات السطايفية وضيوفها
  • القراءات: 1961
❊منصور حليتيم ❊منصور حليتيم

إذا كانت عين الفوارة معلما ارتسمت عليه رمزية مدينة سطيف، باستقطابها الآلاف من زوار المدينة والعابرين، فإن حديقة التسلية لا تقل أهمية لدى ضيوف المدينة، باستقطابها يوميا العديد من الزوار، واستهوائها أبناء الدار قبل الجار بفضائها المتنوع، وتوفيرها جميع الظروف لاستقبال الضيوف في أحسن الأحوال.

تعد حديقة التسلية بمدينة سطيف، الفضاء الوحيد الذي يستهوي العائلات السطايفية، هذا الصرح الترفيهي الضخم الذي يتربع على مساحة تفوق الأربعين هكتارا في قلب مدينة سطيف، جعل منها قبلة للفارين من حرارة المنازل، ومتنفسا لمن يبحث عن الراحة والطمأنينة والاستمتاع.

لا بديل للعائلات السطايفية ما تكسر به ملل وروتين نهارها، وإيجاد مستقر ينسيها كلل يومياتها وصيفها الحار، سوى قلعة التسلية التي ارتطمت بها إبداعات الطبيعة وآلات اللهو والترويح، وهو ما يطبع مختلف أجنحة الحديقة من إقبال كبير للعائلات، خصوصا بعد عملية التهيئة التي شهدتها عبر مداخلها، خصوصا الباب الرئيسي، بالقرب من فندق الهضاب الذي ارتدى جانبيه بساطا أخضر أتحفته زهور وورود غير معهودة، وحديقة العائلات التي أضحت المكان الأكثر إقبالا من طرف الزوار، جهزت خصيصا للعائلات التي تفضل الاستمتاع بأعشابها وورودها ونافورتها.

إذا كانت العائلات السطايفية هي من تصنع حركة المدينة ليلا، فإن ضيوفها يصنعون انتعاشها نهارا، باستقطابها يوميا، أعدادا كبيرة من زوار يحجون إليها من مختلف الولايات المجاورة، سواء عبر رحلات منظمة أو عائلية، كلهم شغف لجولة بعاصمة الهضاب العليا وشربة ماء من عين الفوارة، التي غالبا ما تكون الوجهة المباشرة، حيث تشهد حركة مكثفة، بفعل الإقبال غير المنقطع طيلة اليوم من قبل الزوار، لرؤيتها وأخذ صورة تذكارية، وشربة ماء تشفي الغليل، وغير بعيد عن ساحة عين الفوارة بمئات الأمتار، توجد حديقة التسلية "القلعة"، الصرح السياحي المعتبر الذي تمتاز به المدينة، يستقطب هو الآخر أعدادا لا بأس بها من ضيوف المدينة، فبالإضافة إلى ديكورها الطبيعي الخلاب المحاط بالمعلم الأثري التاريخي المتمثل في الجدار البيزنطي، تتوسطه البحيرة.

من جهتها، تجلب المرافق الترفيهية والألعاب عددا كبيرا من الزوار، فيما يفضل الكبار المساحات الخضراء تحت ظل الأشجار المترامية عبر كامل تراب الحديقة، هكذا هي مدينة سطيف خلال هذه الصائفة، تعيش على وقع أعراس وأفراح من مختلف الطبوع، يصنع نشاطها وحركتها، ضيوفها الذين ما إن يغادروها تركن للهدوء وتستعيد سكينتها.