ارتفاع معدل المصابين بالسكري

المتمدرسون ضحايا "اللمجة"

المتمدرسون ضحايا "اللمجة"
جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر
  • القراءات: 984
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

 

أطلقت جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، حملة تحسيسة واسعة على مستوى المؤسسات التربوية، الهدف منها توعية المتمدرسين بأهمية التحلي بثقافة غذائية صحية. وتأتي هذه الحملة، حسب رئيس الجمعية فيصل أوحدة، بعد أن كشفت الإحصائيات عن وجود 20 بالمائة من الأطفال مصابين بداء السكري.

يقول رئس الجمعية إن ضُعف الثقافة الغذائية والإقبال الكبير على تناول الأغذية المحلاة كالحلويات والغنية بالدهون مثل "الشيبس" والمملّحة كالبذور، من شريحة كبيرة من الأطفال، دفع بالجمعية إلى إدراج التوعية والتحسيس في صفوف المتمدرسين بمختلف الأطوار التعليمية ضمن برنامج عمل الجمعية لسنة 2019 وأعطائه أولوية كبيرة، موضّحا: "خاصة أن الأمر يتعلّق بتفشي داء السكري وسط شريحة كبيرة من الأطفال، وهو ما تشير إليه الأرقام، التي تكشف أن ربع المتمدرسين مصابون بالسمنة التي تُعد من المؤشرات التي تقود إلى الإصابة بداء السكري".

ومسّت الحملة التحسيسية التي شُرع فيها منذ دخول السنة الجديدة، حسب محدثنا، عددا من المؤسسات التربوية في كل من بلدية الدويرة بالعاصمة وبلديتي حجوط وأحمر العين بتيبازة، حيث أشرف على العملية التحسيسية عدد من الأطباء والأخصائيين النفسانيين والمرشدين الصحيين وأخصائيّي التغذية، مشيرا إلى أن الاحتكاك بالمتمدرسين كشف عن ضعف الثقافة الغذائية الصحية، ولعل أبسط مثال على ذلك "اللمجة"، التي يقول إنها تُعتبر المتسبب الأول في إفساد النظام الغذائي للتلاميذ، مؤكدا في كل مرة على ضرورة حرمانهم منها عوض مدهم بغذاء غير صحي، يتسبب فقط في تزويدهم بشحنة من الطاقة الفارغة الناجمة عن ارتفاع معدل السكريات والدهون".

وعن مدى تجاوب المتمدرسين مع المعلومات المقدّمة، أشار محدثنا إلى أن التفاعل كان كبيرا بالنظر إلى الطريقة البسيطة التي يعتمدها الفريق العامل بالجمعية، والتي تقوم على الدردشة في أول الأمر مع التلاميذ لأخذ فكرة حول ما يملكونه من معلومات عن السكر والملح كمادة غذائية، ومن ثمة يتم تعريفهم بمختلف الأغذية الغنية بهاتين المادتين ومدى تأثيرهما السلبي على الجسم نتيجة الإكثار منهما، وفي الأخير تقدَّم لهم معلومات عن الأمراض التي تتسبّب فيها هذه الأغذية والممثلة في السكري وارتفاع الضغط الدموي. وبالنظر إلى ضعف الثقافة الغذائية عند الأطفال، أشار المتحدث، بالمناسبة، إلى أمل الجمعية في إدراجها كمادة تدرَّس في المناهج التربوية، وإن تعذّر ذلك حبذا لو يُفتح الباب للجمعيات لتتكفل بالعملية بالتنسيق، طبعا، مع البلديات والدوائر ومديريات التربية؛ بهدف غرس الثقافة الغذائية الصحية عند التلاميذ منذ الأطوار الأولى؛ بالاحتكاك بهم، على الأقل، مرة أو مرتين في الأسبوع.

من جهة أخرى، أشار رئيس الجمعية إلى أن برنامج عمل الجمعية يتمحور إلى جانب التركيز على تحسيس المتمدرسين، في تنظيم حملات على مستوى الصيدليات بعد الوقوف على عزوف بعض المصابين بداء السكري عن التواصل مع الجمعيات للاستفادة وتصحيح بعض العادات المغلوطة، موضحا أهمية المبادرة بالاحتكاك بالمرضى الذين يقصدون الصيدليات لجلب الأدوية والتواصل معهم، خاصة فيما يتعلق بالغذاء الصحي لمريض السكري وكيفية تناول الأدوية وضرورة التقيد بها، كون بعض المرضى خاصة الذين يتناولون الأقراص، يسمحون لأنفسهم بتحديد المواعيد وفق ما يناسبهم ولا يتقيّدون بتوجيهات الأطباء؛ قال: "بالمناسبة، ترفع الجمعية نداءها إلى الجهات المعنية ممثلة في وزارة الصحة والعمل والضمان الاجتماعي، للمطالبة بتعويض دواء "فيكتوزا" المتمثل في أقراص، والموجه إلى المصابين بداء السكري  من النوع الثاني، والذي دخل الجزائر سنة 2014 كدواء موجّه للمصابين بداء السكري،  غير أنّه لا يعوَّض؛ الأمر الذي يرهق المرضى"