اقتراح قانون يتيح مقاضاة المُشهرّين بهم

المتعايشون مع الأيدز يعانون من المرض والتهميش

المتعايشون مع الأيدز يعانون من المرض والتهميش
  • القراءات: 904
 حنان. س حنان. س

أبدت السيدة نوال لحول، رئيسة جمعية "الحياة" للأشخاص المتعايشين مع فيروس السيدا، أسفها عن التمييز والتهميش الذي ما يزال يمارس ضد حاملي الفيروس، قائلة بأنه رغم تسجيل تطورات كبيرة فيما يخص المعرفة بداء السيدا عموما، إلا أن بعض الذهنيات السلبية تحول دون تمتع الأشخاص المتعايشين بكامل حقوقهم في مجتمعهم، ناهيك عن معاناة هؤلاء المتعايشين من التشهير بإصابتهم من طرف مهنيّ الصحة، بالرغم من أن القانون يكفل لهم أحقية السر الطبي. 

وطالبت ممثلة الأشخاص المتعايشين مع فيروس الآيدز من السلطات المعنية، إيجاد صيغة قانونية تمكن هؤلاء الأشخاص، خاصة النساء، من نيل التعويض عن كل التشهير بإصابتهم بهذا الفيروس جراء إجراء فحص طبي ويتم التشهير بهم، مؤكدة لـ"المساء" في لقاء خاص، انعدام السر الطبي الذي يكفل للمريض خصوصية الحفاظ على سرية مرضه، تقول: "لقد سجلنا على مستوى جمعيتنا العديد من الشكاوى من مريضات على وجه التحديد تم التشهير بإصابتهن بفيروس الآيدز من طرف أطباء أو ممارسين طبيين أو حتى أعوان في شبه الطبي، على مستوى كل جهات الوطن لدرجة ممارسة التمييز في المستشفيات وقاعات العلاج وغيرها من المؤسسات الصحية، وهذا يمس خصوصية المريض ويضرب مصداقية المنظومة الصحية، هذه الأخيرة التي تكفل طواعية السر الطبي بين الطبيب ومريضه".

وتواصل: "أسوق لكم مثل امرأة من شرق الوطن انتقلت إليها العدوى وهي في أحد المستشفيات، وبعد التأكد من أمر إصابتها بفيروس السيدا، طلقها زوجها وأخرجها من بيتها هي وطفلتها، والأكثر من ذلك شهّر بإصابتها حتى لم يترك أحدا إلا وأسمعه بأنها حاملة لفيروس السيدا، إضافة إلى إصابة ممرضة عن طريق عدوى انتقلت إليها من حقنة أثناء تأدية عملها، وتم التشهير بها للجميع سواء عمال الصحة أو المرضى أو حتى محيطها حتى تخلت المسكينة عن عملها". وهنا نتساءل ـ تضيف - ما الداعي للتشهير بشخص مصاب بـ"الأش أي في"، يعني في الوقت الذي لمسنا نحن كممثلي المجتمع المدني تحسنا كبيرا في مستوى الوعي العام بداء السيدا وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه، وحتى تمكنا من استمالة أعداد متزايدة من المواطنين لإجراء التشخيص المبكر عن طريق إجراء التحاليل، نصطدم في المقابل بوضع صعب يجعل حياة المصاب أكثر صعوبة مما هي عليه، لذلك نطالب اليوم من الجهات المعنية وعلى رأسها وزارتي الصحة والعدالة، لإدراج نص قانوني،  مثلا، يكفل للمريض حق متابعة من لا يحفظ سر إصابته أو حتى من يشهر بها قضائيا". كما تقول: "يعني لا يكفي أن يقال عن مرض الآيدز أنه مرض العار ويروج عن حاملاته بأنهن عاهرات رغم أن 90 بالمائة منهن حملنه عن أزواجهن في مؤسسة الزواج، حتى يشهر بهن فيحملن ثقل الداء والتهميش والتمييز ليضاف لها ثقل التشهير أينما حللن!.

من جهة أخرى، تقول المتحدثة بأن الحملة العالمية "محاربة الآيدز- المدن تتدخل" والتي كانت قد انطلقت في جوان 2015 وتستمر إلى غاية جوان 2016 ببلدية سيدي أمحمد، قد سمحت بإجراء أكثر من 300 تشخيص مبكر بكل من ساحة أول ماي وخلفية بوخالفة حاليا، في انتظار استكمال آخر محطة في ساحة حرية الصحافة خلال العام القادم، بمعدل ثلاثة أشهر في كل ساحة، واعتبرت السيدة نوال لحول أن هذه المبادرة التي جاءت بدعم من برنامج الأمم المتحدة الخاص بمكافحة الآيدز حققت هدفها والقاضي بتقريب التحليل المبكر حول الآيدز من المواطنين بدل انتظار تقربهم هم من مراكز التحاليل، إضافة إلى الأيام التربوية والتحسيسية حول الآيدز بمختلف المؤسسات التربوية والجامعات وحتى مراكز التكوين.