كشف عنها تقرير علمي دولي

المبيدات الزراعية تهدد الطيور والديدان وليس النحل فقط

المبيدات الزراعية تهدد الطيور والديدان وليس النحل فقط
  • القراءات: 759
حنان س/الوكالات حنان س/الوكالات
كشف تقرير علمي دولي أن المبيدات الزراعية التي تستعمل بكثرة حول العالم، لها آثار سلبية على التنوع البيولوجي، ليس فقط على النحل، بل لها آثار أيضا على الفراشات والديدان والطيور والأسماك كذلك.
وقد توصل فريق البحث معد التقرير إلى هذه النتيجة بعد تقييم حوالي 800 دراسة نشرت نتائجها في العقدين الأخيرين، حيث أكد الخبراء على أهمية التشديد بشكل أكبر فيما يخص التشريعات بشأن استعمال المبيدات التي تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي المركزي للحشرات، وأشاروا إلى احتواء المبيدات لمادتي ”النيونيكوتيويد” و«الفيبرونيل” وهما مادتان كيميائيتان تشكلان خطرا كبيرا على عدة أصناف من الحشرات، وقد تطرقت الدراسة المتخصصة إليهما واستخلاص أنه من الضروري أن تتخذ الدول خطوة نحو وضع برامج للاستغناء عنهما تدريجا على المستوى العالمي، أو على الأقل وضع برامج تهدف إلى تقليص استخدامها في العالم بدرجة كبيرة.
وقال جان مارك بونماتان أحد المشرفين الرئيسيين على هذه الدراسة إن الأدلة واضحة جدا، حيث أننا نواجه اليوم تهديدا يؤثر على الإنتاجية في محيطنا الطبيعي والزراعي.
وأجري البحث التقييمي من طرف لجنة تضم 29 باحثا دوليا في إطار مجموعة عمل متخصصة بشأن المبيدات الزراعية، وهي المجموعة التي تقدم استشارات للاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة حول التنوع البيولوجي و«وضعه الصحي” في العالم عن طريق ”قائمتها الحمراء” للأجناس المهددة بالانقراض.
ومن المقرر نشر خلاصات هذا التقييم ضمن 8 مقالات ستنشر في مجلة ”انفايرومنتال ساينس اند بوليوشن ريسرتش”، على ما أوضحت مجموعة العمل.
كما يشير التقرير المقدم، إلى أن العينة المدروسة من المبيدات تعتبر الأكثر استخداما في العالم، مع حصة في السوق تقدر بحوالي 40٪. مع الإشارة إلى أنها مبيدات تستعمل أيضا في العلاجات المنزلية للوقاية من البراغيث في القطط والكلاب ولمكافحة النمل الأبيض في الهياكل الخشبية وغيرها من الحشرات المنزلية. ويقول الباحثون أن الآثار المرتبطة للتعرض لهذه المبيدات يمكن أن يكون فوريا وقاتلا لارتباطها بالإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل فقدان الشم أوالذاكرة، وفقدان الخصوبة، وانخفاض الرغبة في تناول الطعام. وهو الحال لدى النحلة التي بتعرضها لخطر المبيدات تفقد القدرة على الشم والذاكرة، ولعل هذا ما جعل هذه الدراسة تخلص إلى أن استعمال المبيدات ولا سيما في السنوات الأخيرة، يعتبر أحد الأسباب للانخفاض في أعداد النحل عبر العالم. وهو نفس الحال بالنسبة للعديد من الأنواع الأخرى ومنها اللافقاريات المتضررة مثل ديدان الأرض، ولافقاريات المياه، مثل القواقع في المياه العذبة وبراغيث الماء، إلى جانب الطيور والأسماك والبرمائيات. فقد تبين للباحثين أن آثار المبيدات الحشرية على هذه البرمائيات واللافقاريات المائية يرجع ذلك إلى ذوبان هذه المواد في الماء، فإنها تجد نفسها خارج المناطق المعالجة من قبل الجريان السطحي للمياه، ”يتأثر أيّ تنوع بيولوجي كرها بسبب هذه المنتجات”، يشير الباحثون مؤكدين على أن هناك اليوم حاجة عاجلة إلى سن تشريعات لوقف تام لمثل هذه المبيدات.