الدكتور ناصر الدين زبدي مدير مخبر القياس والإرشاد النفسي:

المؤسسة الأسرية بحاجة ماسة إلى إرشاد وتوجيه المختص النفساني

المؤسسة الأسرية بحاجة ماسة إلى إرشاد وتوجيه المختص النفساني
  • القراءات: 989
رشيدة بلال رشيدة بلال

يحدثنا الدكتور ناصر الدين زبدي، مدير مخبر القياس والإرشاد النفسي في هذا اللقاء، عن أهمية علم النفس في حل مختلف القضايا والإشكالات الراهنة التي يعاني منها المجتمع ويلفت الانتباه إلى ضرورة تغيير النظرة الجانبية لعلم النفس كعلم قائم بذاته. 

❊ بداية، حدثنا عن أهمية علم النفس في مجال الإشكالات التي يتخبط فيها المجتمع؟

❊❊ في الواقع ارتأينا من خلال مختلف الملتقيات التي تعودنا على تنظيمها بالحرم الجامعي، إبراز مساهمة علم النفس بصفة مباشرة وغير مباشرة في التنمية وإثبات الهوية، فمن خلال علم النفس نسعى إلى ترسيخ بنيان نفسي سليم ومتوازن لدى كل فرد من الأفراد، لأنهم يتعرضون بصورة مستمرة إلى ضغوط وصراعات بفعل مختلف الأحداث الأسرية أو الاجتماعية أو حتى الأحداث الطبيعة، مثل ما تعرضت له الجزائر في السنوات القليلة الماضية، ممثلة في زلزال عام 2003 الذي ترك آثارا  نفسية جسيمة وخطيرة على الذين نجوا من هذه الكارثة وغيرها من الكوارث التي توالت على الجزائر، ومن هنا يسعى علم النفس إلى مواجهة مخلفات الظواهر وآثارها بالاعتماد على آلية الانسجام، وكما هو معروف الهدم عملية سهلة. لكن الصعب هو إعادة البناء.

❊ هل يدرك المجتمع أهمية علم النفس كعلم علاجي؟

❊❊ في الجزائر وفي بلدان المغرب العربي، وحتى بعض البلدان العربية، لا يزال الفرد يؤمن بعدم جدوى علم النفس، ويخاف حتى من فكرة الانتقال إلى المختص النفسي للاستنجاد به، لأن النظرة لا تزال ضيقة تجاه كل من يقصد المختص النفسي، ومنحصرة في اعتبار من يلجأ إليه مصابا بمرض عقلي وهو المفهوم الخاطئ، وأكثر من هذا، في اعتقادي كل الأفراد بحاجة إلى مرشد نفسي لإفادتهم بتوجيهات بغية معالجة مختلف المشاكل، وفي المقابل نجد هؤلاء الذين لا يثقون في المختص النفساني وفي علم النفس كمادة علمية علاجية يقصدون الرقاة والمشعوذين من دون التحرج مطلقا، ومن هنا تظهر المفارقة التي تخالف المنطق العلمي.

❊ ما هي المجهودات التي تبذلونها كمختصين لتغيير النظرة نحو علم النفس؟

❊❊ إذا قارنا دول العالم الثالث مع الدول الأوروبية، نجد أنها تعتبر علم النفس تخصصا قائما بذاته وعنصرا مهما في كل المؤسسات بغض النظر عن طبيعتها التجارية أو الاقتصادية أو التعليمية أو السياسية، بل وأكثر من هذا فالمجتمعات الأوروبية تعتبر المختص النفساني استثمارا ناجحا ومهما في العملية التوظيفية لوضع الرجل المناسب بالمكان المناسب حتى تبني المؤسسة منذ البداية اقتصادا ناجحا، انطلاقا من رأيه، وكمختصين نحاول توعية المجتمع إلى مختلف التخصصات التي يحويها علم النفس لإبراز النقاط الإيجابية، وأعتقد أن التوعية لابد أن تبدأ عند الأطفال، فعرضهم على المختص النفساني بغض النظر عن الحالة التي يعانيها الطفل سواء كانت إفراطا في الحركة أو النرفزة من خلال الجلسات النفسية يساعدهم على بناء شخصيته سليمة، ويجعلهم يتعودون ويقبلون فكرة المختص في الحياة، خاصة أن الجامعة تقدم متخرجين في علم النفس من مختلف تخصصات العيادي العملي الصحي.

❊ في رأيك، ما هو القطاع الذي تعتقد أنه في أمس الحاجة إلى خدمات المختص النفساني؟

❊❊ انطلاقا من واقعنا الذي تفشت فيه الكثير من الآفات الاجتماعية، كالإدمان على المخدرات وبعض السلوكات الشاذة، أرى أن المؤسسة الأسرية بحاجة ماسة إلى إرشاد وتوجيه المختص النفساني، لأن المشاكل والعلاقات الأسرية السيئة هي السبب وراء كل الاضطرابات التي تصيب كل المؤسسات المجتمعية.