حكيمة داود أخصائية إكلينيكية

المؤسسات التعليمية بحاجة إلى تفعيل دور المرشد النفساني

المؤسسات التعليمية بحاجة إلى تفعيل دور المرشد النفساني
حكيمة داود أخصائية إكلينيكية
  • القراءات: 903
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

تحدثنا الأخصائية الإكلينيكية حكيمة داود، طالبة دكتوراه بجامعة تلمسان، في هذا اللقاء، عن أهمية وجود المرشد النفساني في المؤسسات التعليمية، من خلال دراسة ميدانية قامت بها مؤخرا، سلطت فيها الضوء على واقع الممارسين للمهنة، جاءت تحت عنوان "واقع الإرشاد النفسي في المدارس الجزائرية"، حيث احتكت بالمهنيين وبحثت أهم المشكلات التي تحول دون تمكنهم من القيام بالعملية الإرشادية النفسية".

تقول الأخصائية الإكلينيكية الأستاذة داود، في بداية حديثها مع "المساء"، على هامش عرضها نتائج دراستها الميدانية في ملتقى بالعاصمة مؤخرا، إن من جملة المشاكل التي يعاني منها مهني الإرشاد النفسي بالمؤسسات التعليمية؛ قلة وسائل العمل، حيث يجد الأخصائي النفسي، حسبها، صعوبة في تشخيص حالة التلميذ  الذي يعاني من بعض الاضطرابات، بسبب عدم وجود بعض أدوات التشخيص التي يفترض أن توفرها وزارة التربية، مثل بعض الاختبارات والدراسات، مشيرة إلى أنه من خلال دراستها الميدانية التي أجرتها، اتضح لها أن الإشكال ليس في الأخصائي الذي يبدي استعدادا كبيرا للعمل، ورغبة في البحث والتكفل بمشكلات المتمدرسين، إنما في كونه يقف عاجزا ويكتفي ببعض المعاينات، "الأمر الذي يعيق عمله ويضر التلميذ".

من جملة المشكلات التي وقفت عليها الأخصائية، والتي أضرت، في رأيها، بمهنة الأخصائي، أنه يجري تكليفه على مستوى المؤسسات التعليمية التي يوظف فيها بمهام إدارية تبعده كل البعد عن الغرض الذي وجد من أجله، تقول "بالتالي انحصاره في العمل الإداري يحول دون تمكنه من التكفل بمختلف المشكلات النفسية التي يعاني منها المتمدرس"، كما أن أسرة الطفل الذي يعاني من بعض الاضطرابات في أغلب الأحيان، تلقي بالمسؤولية على عاتق الأخصائي النفسي، مما يعني أنها لا تتعاون مع الأخصائي لحل مشكل التلميذ، الأمر الذي يصعب من عمله ويطيل عملية التكفل النفسي التي قد تستغرق سنوات لحلها أو التخفيف منها.

العملية الإرشادية في المؤسسات التعليمية كتخصص يعتبر جديدا في العالم، ولا يزال في المدارس الجزائرية في بدايته، غير أن ما يعاب عليه، حسب محدثتنا، من خلال احتكاكها بالمهنيين "افتقار الأخصائيين للخبرة الكافية بسبب سرعة تكوينهم، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على العملية الإرشادية، رغم أهميتها"، مشيرة في السياق، إلى أن العملية الإرشادية تحتاج، من أجل تقديم نتائج إيجابية، إلى إعطاء الأخصائي كامل صلاحياته وتزويده بالإمكانيات اللازمة، وإبعاده عن العمل الإداري، كل هذا يفترض أن تتكفل به وزارة التربية.

عن مدى توفر هذا التخصص في المؤسسات التعليمية، تشير الأخصائية الإكلينيكية إلى أن المرشد النفسي وجوده قليل في المدارس، خاصة على مستوى المدارس الابتدائية، رغم أهميته في المراحل التعليمية الأولى، حيث يعاني، حسبها، بعض التلاميذ من صعوبات في التعلم أو الاكتساب أو النطق، وتقول "من هنا تظهر أهمية وجوده في المرحلة الابتدائية من حيث التشخيص والتكفل المبكر ومعالجة مشاكله".

من جملة التوصيات التي خرجت بها الأخصائية من خلال دراستها، التأكيد على دور المرشد النفسي على مستوى كل الأطوار التعليمية، لأهميته في تفادي العديد من المشاكل، خاصة أن المرشدين النفسيين موجودون بالنظر إلى الأعداد الكبيرة التي تتخرج سنويا من الجامعات الجزائرية، وتؤكد "بالتالي المشكل المطروح يكمن في توظيفهم وتكوينهم وتزويدهم بمعدات العمل".