سدا للعجز المسجل لفائدة مرضى السرطان

المؤسسات الاستشفائية تستنجد بالجمعيات الناشطة لتوفيرالدم

المؤسسات الاستشفائية تستنجد بالجمعيات الناشطة لتوفيرالدم
  • القراءات: 778
❊   رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

دفع النقص المسجل في الدم على مستوى المؤسسات الاستشفائية الكبرى، إلى الاستنجاد بالمجتمع المدني، خاصة الجمعيات التي دأبت منذ سنوات على المبادرة إلى تنظيم حملات تطوعية، لتحفيز الناس على التبرّع بهذا العنصر الحيوي، على غرار جمعية أشبال الخير التي سارعت إلى تلبية نداء المؤسسة الاستشفائية نفيسة حمود (بارني سابقا)، والسعي إلى تأمين كمية الدم المطلوبة لتلبية احتياجات المرضى والمصابين بالسرطان تحديدا.

احتكت المساء بمجموعة من المتطوعين والمتطوعات من أعضاء جمعية أشبال الخير الذين بادروا مؤخرا، على مستوى ساحة البريد المركزي، إلى تنظيم حملة تحسيسية لجمع الدم وتحفيز المواطنين على التحلي بهذا السلوك الإنساني النبيل، حيث كانوا رغم قلة عددهم، مثل خلية النحل، وزعوا الأدوار كل يقوم بعمله، فمنهم من يوزع المطويات التي تحوي معلومات عن أهمية التبرع، وبعضهم يعدّ المتطوعين لعملية التبرع التي أشرف عليها طاقم متخصص من المؤسسة الاستشفائية  نفيسة حمود، بهدف بلوغ نتيجة واحدة، وهي الدفع بالمواطنين إلى التصدّق بهذا العنصر الحيوي الذي تحتاج إليه المؤسسات الاستشفائية على مدار السنة، بالنظر إلى ضعف ثقافة التبرع التي لا زالت منحصرة في المحيط العائلي. حسب رئيسة الجمعية الآنسة عبير داود وفي معرض حديثها لـ«المساء، على هامش الحملة التحسيسية، فإنّ العمل التطوعي الذي تقوم به الجمعية التي بدأت تنشط منذ سنتين فقط، لا ينحصر في الإشراف على عمليات التبرع بالدم فقط، إنّما يدخل نشاطها في إطار الإشراف على كل المبادرات التي تهدف إلى دعم وإبهاج وإسعاد العائلات الفقيرة والمحتاجة عبر مختلف ربوع الوطن، ومنها مثلا ـ تقول ـ قفة رمضان، الإشراف على تنظيم أعراس اليتامى وتلبية نداء الاستغاثة من الولايات المنكوبة، غير أن التركيز انصب مؤخرا على التكثيف من عمليات التبرع بالدم بعد النداءات المتكررة لبعض المؤسسات الاستشفائية، تناشد فيها الجمعيات التطوع في هذا المجال، وتقول الأمر الذي دفعنا إلى برمجة عدد من الحملات، وكانت الانطلاقة من بلدية الحراش، حيث كان التفاعل كبيرا مع الحملة، بالنظر إلى عدد الوافدين على عملية التبرع، تأتي بعدها ساحة البريد المركزي التي كانت الاستجابة فيها هي الأخرى تبعث على الارتياح، وينتظر أن يجري تنظيم حملة أخرى على مستوى  ساحة الشهداء في الأيام القليلة القادمة”.

من جهة أخرى، أشارت رئيسة الجمعية إلى أن عملهم الميداني فيما يخص التبرع بالدم، يبدأ بمجرد تلقي النداء، خاصة من المؤسسة الاستشفائية نفيسة حمود التي تشمل قسم الأطفال المصابين بالسرطان، والذين يحتاجون بصورة مستمرة إلى الدم، حيث لا يقتصر نشاطنا ـ توضح ـ على تنظيم حملات تحسيسية، إنما نسعى على مدار الأسبوع إلى تأمين بعض الزمر الدموية غير المتوفرة، بالاعتماد طبعا على شبكة التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى مصدر سريع لنشر المعلومة والحصول على الدعم المطلوب”. مشيرة إلى أن توعية المواطنين إلى أهمية التبرع،  دفع الجمعية إلى دمج مرضى السرطان في النشاط التحسيسي ليشعر الأصحاء  بأهمية التحلي بهذه الثقافة التي لا تزال ضعيفة.

جمعية أشبال الخير ورغم أنها تضم طلبة جامعيين متطوعين لا يتجاوز عددهم عشرة نشطاء فعليين، غير أن التطوع وحب الخير تحوّل إلى نمط حياة يومي، وتقول محدثتنا نسعى إلى التوفيق بين حياتنا اليومية وانشغالاتنا وبين العمل الخيري الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا”. مشيرة إلى أن التطوع في الآونة الأخيرة من طرف الشباب، يعرف تحسنا كبيرا، بدليل إقبالهم وحماسهم للمشاركة في بعض الأنشطة التطوعية التي تشرف عليها الجمعية، غير أن الإشكال الكبير الذي يواجه الجمعيات، يتمثل في الدعم الذي عادة ما يعيق نجاح بعض الأنشطة، ويحول دون إنجاح بعض المبادرات التطوعية، رغم أهميتها في دعم الطبقة الهشة.