عادة تتمسك بها العائلات الوهرانية
اللحوف ضمن جهاز العروس

- 3587

لاتزال الكثير من عائلات الغرب الجزائري تتمسك ببعض العادات القديمة الخاصة بتجهيز العروس بالرغم من العصرنة التي طالت كل مجالات حياتنا، ومن ضمن هذه العادات خياطة اللحاف أو كما يطلق عليه بمدينة وهران اللحوف، الذي يُشترط أن يكون ضمن جهاز العروس.
ويختلف عدد اللحوف التي تجهزها العروس من واحدة لأخرى حسب الإمكانيات المادية، لكنها لا تنقص عن ستة ألحفة، غير أن ممتهنات خياطة اللحاف أدخلن عليه الكثير من التعديلات والتحسينات سواء في الألوان أو الأشكال الهندسية، ليتماشى مع موضة العصر وينافس الأنواع الأخرى الموجودة بالسوق المحلية سواء التركية أو المغربية.
أكدت السيدة رتيبة التي لها خبرة أربعين سنة في خياطة اللحاف، أن هذه الحرفة متعبة جدا، وتحتاج إلى صبر وإتقان، فقد ورثتها عن والدتها التي علمتها أصول هذه الصنعة التي لاتزال تعرف إقبال العائلات الوهرانية عليها، فلا يمكن لعروس أن تجهز نفسها بدون خياطة اللحوف حتى وإن كانت لن تستعملها، وهي مريحة سواء للجلوس أو النوم.
وعن طريقة تفصيل وخياطة اللحاف أوضحت السيدة رتيبة أنها تقوم أولا بتفصيل القماش الذي يكون من نوعين، ومن ثم الرسم عليه باختيار الشكل المحدد واتباع النقوش والخطوط المرسومة بالقلم بواسطة الإبرة والخيط، لتتشكل بعد ذلك فجوات ومسارات صغيرة يتم حشوها بالصوف أو «اللوات». وتضيف أن الكثير من الزبائن استغنوا عن الصوف تفاديا للإصابة بأمراض الحساسية ولسعرها المرتفع مقارنة بنوع «اللوات» الأقل سعرا.
وأضافت السيدة رتيبة أن سعر الكيس الواحد من اللوات يساوي 400دج، وتستعمل حوالي كيسا ونصف كيس لتسد به فجوات اللحاف الواحد، وغالبا ما تطلب العرائس منها خياطة ستة ألحفة. أما ميسورات الحال فيطلبن ما بين 8 و12 لحافا، وهناك عائلات وهرانية مغتربة تطلب هذا النوع من الأفرشة لتأخذها معها إلى ديار الغربة.