كريمة بوحاريين حرفية في الطرز:

اللباس التقليدي المطرز يستهوي الذكور

اللباس التقليدي المطرز يستهوي الذكور
  • القراءات: 1816
رشيدة بلال رشيدة بلال

قررت السيدة كريمة بوحاريين، حرفية في الطرز على اللباس التقليدي،  أن تدافع على هذا النوع من الحرف الذي مسته أيادي التحضر والعصرنة، حيث حرصت من خلال العمل بمحلها على إبقائه حاضرا بكل تجلياته، خاصة المطرز يدويا بعيدا عن الآلة، على غرار البرنوس والكاراكو.. القويط.. القفطان.

عرضت الحرفية كريمة في جناح بفضاء «مصطفى كاتب»، ما جادت به أناملها من لباس تقليدي لطالما تزينت به نسوة القصبة فيما مضى، لأنها من سكان القصبة العريقة، تقول في معرض حديثها لـ»المساء»،  أن احترافها للطرز التقليدي لم يكن اختيارا لأن كل النساء فيما مضى بأزقة القصبة كن يمتهن نوعا معينا من الحرف، سواء كان خياطة أو طرز بمختلف أشكاله وألوانه، وبحكم أن اللباس التقليدي أصبح اليوم مطلوبا كثيرا في المناسبات كالأعراس والولائم، تقول: «قررت أن أجتهد لجعله حاضرا بإطلالاته التقليدية وألوانه، لأنه طبعا يعكس تراثنا»، مشيرة «إلى أنها تلقت خلال مشاركتها بالمعرض العديد من العروض لطلب إعداد بعض الألبسة التقليدية، وتحديدا من المغتربين الذين يرغبون في التعريف بتراثنا في الدول الأجنبية.

الخوف من تراجع الاهتمام باللباس التقليدي المطرز دفع بالحرفية إلى تخصيص حيز في محلها لتعليم الراغبين في امتهان هذه الحرفة، غير أن المفارقة التي حدثت أن الاهتمام لم ينحصر في النسوة فقط، بل مس الذكور أيضا، حيث التحق بمحلها بعض الشباب الراغب في تعلم حرفة الطرز وكل ما يتعلق بحياكة اللباس التقليدي على أصوله، وهو الأمر الذي استحسنته الحرفية وتمنت لو أن محلها كان أكبر ليتسنى لها تعليم أكبر قدر من الشباب، خاصة أن الهدف هو توريث هذه الحرفة والحفاظ على اللباس التقليدي الذي يعكس التراث والهوية.

وردا عن سؤالنا حول تراجع الإقبال على اللباس التقليدي، إلا للضرورة وحصره في المناسبات فقط، كالأعراس أو بعض الولائم كحفلات الختان نظرا لغلائه، تعتقد الحرفية أن الغلاء حقيقية جعل الإقبال على اقتنائه ضعيفا، وأكثر من هذا أصبحت العرائس يحبذن فكرة الكراء على الشراء بسبب الغلاء، الأمر الذي أثر على دافعية الحرفي للإبداع وتعلق كريمة: «غير أن هذا لا ينطبق على الجميع،   فبعض النسوة يرغبن في امتلاك بعض القطع مثل الكاراكو، علما أن الطلب أصبح كثيرا خلال السنوات الأخيرة على الجبة القبائلية والشاوية.