الجمعية الوطنية "آلاء" للتنمية الأسرية في ندوة إلكترونية تضامنية

الكيان الصهيوني يمارس سياسة "جزّ العشب" لإبادة الشعب الفلسطيني

الكيان الصهيوني يمارس سياسة "جزّ العشب" لإبادة الشعب الفلسطيني
  • القراءات: 508
 أحلام محي الدين أحلام محي الدين

نظمت الجمعية الوطنية "آلاء" للتنمية الأسرية، مؤخرا، فعاليات ندوة إلكترونية تضامنية مع فلسطين، بعنوان "الإنسانية إلى أين؟... في ظل ما يحدث للمرأة والطفل في فلسطين"، بمناسبة يوم الطفل العربي واليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والذي شهد مشاركة مختصين في مجالات عدة من فلسطين والجزائر؛ حيث تم التطرق للحرب الشرسة وغير المتكافئة والظالمة التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل الكيان الصهيوني، الذي لم تردعه ألف لائحة قانونية دولية؛ إذ لم تفعَّل منها أي واحدة لإيقافه رغم قتل أزيد من 6 آلاف طفل.

أجمع المشاركون في الندوة ـ وهم الدكتور رائد ناجي، محلل سياسي ومدرب في التنمية البشرية من فلسطين، والمحامية فريدة عبري أستاذة جامعية وباحثة في القانون الجنائي، وكذا الدكتورة والإعلامية شريفة يعقوبي، والدكتورة نسرين مقداد رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع الجزائر ـ على أن الطفل الفلسطيني والمرأة عاشا حرب إبادة وحتى الخدج لم يسلموا في المحاضن، في الوقت الذي احتفل فيه العالم بيوم مناهضة العنف ضد المرأة ويوم حقوق الطفل، كما تم التطرق الى الدور الذي لعبته الجزائر في جمع الفصائل  الفلسطينية بأرضها الطاهرة، وكذا الدور الذي لعبه الاعلام النزيه في عرض الأحداث بكل صدق.

قالت الدكتورة لطيفة العرجوم، خلال افتتاحها للندوة إن هذه الوقفة جاءت دعما للقضية الفلسطينية العادلة، التي أكدت أنها تحتاج إلى وقفات أخرى، مشيرة إلى المفارقة التي يسجلها العالم، في وقت يحيي فيه مسألة العنف ضد المرأة، متسائلة في هذا السياق: "وهل الأمهات الفلسطينيات خارج هذه القضية؟"، مردفة ان "المقاومة سجلت مثالا قويا عن أروع القيم الإنسانية حين تسليم الاسرى الى أهاليهم، فيما خسئ العدو الصهيوني امام مرأى العالم لهمجيته وعدم مراعاته للإنسانية في ارتكابه جرائم الحرب"، وأثنت المتحدثة على اثبات الفلسطيني قائلة: "كل الأطفال يولدون كذلك الا الفلسطيني يولد رجل وأرى أن قضية فلسطين امتداد للثورة الجزائرية وستحرر بقوته تعالى".

الدكتورة نسرين مقداد : مرارة الظلم والقهر على امتداد السنين

أشارت الدكتورة نسرين مقداد أن فلسطين تعاني من هنجهية وظلم الكيان الصهيوني منذ سنة 1948" موضحة بقولها: "نحن نعيش على مر السنين كل يوم انتهاك و احتلال وتدمير لا يمر يوم الا وهناك اعتقال، اغتصاب أراضي، أو قتل و هدم للبيوت، قلع لشجر الزيتون"، مضيفة: "نحن في شهر قوانين الأمم المتحدة التي سنت اكثر من 1000 قرار أممي لم يطبق منه أي بند" ، وتساءلت: "هل الاحتلال فوق القانون؟" وواصلت: "من 1917 غرسوا سرطان في أرضنا وفي 1948 اجبروا الشعب الفلسطيني على الهجرة، التي تشبه ما يحدث في 2023 ومن ذلك التاريخ سلط علينا الإجرام، حيث لم يستمتع الشعب الفلسطيني بحقه في أرضه ولا الطفل تمتع بطفولته كما يجب".

مضيفة بألم: "الطفل الفلسطيني لا يحلم بأن يكبر لأنه مشروع شهيد والأم الفلسطينية دائما في حالة دفاع، فهي أم شهيد وأخت أسير، فهي في حالة تأهب"، وذكرت أن أزيد من 6 آلاف شهيد بين نساء وأطفال، مردفة: "شاهدنا عشرات الأمهات استشهدن وهن يحضنن ابنائهن الذين عاشوا". وأضافت: "المرأة ايقونة الثورة وهي من يحمي الأرض ونحن نربي ونحافظ على الهوية والتراث واللهجة الفلسطينية، وهو نوع من النضال للحفاظ عليها، فكل امرأة موجودة في الشتات أو في مخيمات الاحتلال تدافع عن هذه القيم". وفي ختام مداخلتها شكرت الدكتورة مقداد، الشعب الجزائري على الوقفة الإنسانية قائلة: "أنتم أهلنا وأنا سعيدة لكوني أعيش في الجزائر أتكلم فيها وأعبر بكل حرية".

اشادة بالموقف الجزائري الذي تبنى مبادرة الصلح بين الفصائل

وأشارت المحامية الدكتورة فريدة عبري، خلال مداخلتها إلى مرور 75 عاما عن الاعلان  العالمي لحقوق الانسان، وما جاء به من أفكار تتحدث عن تمتع شعوب العالم بالحرية والمساواة والكرامة، لاسيما أن المادة الأولى منه تتحدث عن كون كل البشر متساوين في اللغة والدين والثقافة، واستطردت: "لكن ما يحدث الآن لا علاقة له بما جاء به، فقد أشار ممثل الولايات المتحدة الى أن أيام العلاقات الإسرائيلية- الامريكية تعيش اليوم ذروتها وأنها  تدعم الكيان الصهيوني، واصفا ما يقوم به أنه دفاع شرعي عن النفس".

وقالت: "هنا أضع خط احمرا لأننا كقانونيين نعرف متى يكون الدفاع الشرعي، لأنه لا يمكن أن يصدر أبدا عن دولة محتلة وترتكب جرائم حرب ضد المدنيين وضد الإنسانية، منهم أكثر من 5000 طفل لم تتجاوز أعمارهم 14 سنة الأطفال و الخدج، هل يتهمون بانهم دربوا الكتائب أو  قادوا المعارك، ما هو الضرر الذي سببه الطفل الذي يبلغ 10 سنوات ليستهدف؟".

وأشادت الدكتورة بالموقف الجزائري الذي تبنى مبادرة الصلح بين الفصائل، فيما سمي بمبادرة الصلح والتي احتضنتها بأرض الجزائر في قمتها، أين قرر الاخوة الفلسطينيون شد العضد مع المزيد من التضامن للخلاص من الكيان الصهيوني.

الدكتورة شريفة يعقوبي: الكيان الصهيوني يمارس سياسة جز العشب"

من جهتها أكدت الدكتورة شريفة يعقوبي، أن التضامن مع القضية الفلسطينية ليس وليد اليوم وانما تعود للهجمات الصليبية قائلة: "الجزائريون حاربوا ومنهم أبومدين الغوثي، الذي حارب مع صلاح الدين الايوبي ودفنت يده هناك، فالرباط بين الفلسطينيين والجزائريين قوي فالشعوب التي ذاقت مرارة الاستعمار تعرف معنى الحرية ".

أكدت الدكتورة أن الهدف الأساسي للكيان الصهيوني والذي يعمل عليه مند سنوات طوال هو  سياسة قص العشب، أي القضاء على كل طفل فلسطيني لأنه مشروع مقاوم وشهيد، قائلة: "لقد اكدت لي الصحفية ثمارة حداد أنه من بين المساعدات التي تدخل غزة، حبوب منع الحمل، لانهم يعرفون أن الام الفلسطينية ولودة تهب الحياة لفلسطين والكيان الصهيوني يعمل بسياسة جز العشب يعني استهداف الأطفال، كما حدث في مستشفى الشفاء اين تم قتل الأطفال الخدج. فهم يروجون لوجود المقاومة تحت المستشفيات ويعرفون أنها ملاذ المدنيين، لكنهم يقتلون عن قصد من اجل مسح جذور العائلات الفلسطينية وهو ما عملت عليه منذ انطلاق طوفان الأقصى". 

وعرجت الدكتورة على المعاملة اللاإنسانية للأسرى الفلسطينيين التي يدمى لها القلب والجبين وكيف تعامل الحرائر من قبل الكيان الصهيوني معاملة دنيئة وارهابا، قائلة أن الاسيرات يجلسن في زنزانة لا تزيد عن متر وكيف يكون حال الام الحامل وجنينها الذي يعاني القهر  فيولد بالاضطرابات وامراض جسدية في سجون الاحتلال بسبب نقص التكفل الصحي والعلاج، مشيرة الى الشروخ النفسية التي يصاب بها الاطفال بفعل الرعب الذي يعيشونه.

أشارت الدكتورة الى أن ميثاق حقوق الانسان قد استهلهم من معاهدات صلاح الدين الايوبي قائلة :لقد أخدوا منا كل جميل، لوفيها  اكثر من 1000 قرار لم يطبق أي قرار منها من قبل منظمات الدفاع عن المرأة او حقوق الانسان ، فهذه الحقوق تطبق فقد في حدود الدول الامبيريالية". وفي الختام اشارت الى ان العالم الان فهم الحقيقة، مشيدة بالإعلام الجزائري الصادق لعب دورا جيدا وأعطى كلمة الحق للفلسطيني وكل من ساند القضية.

من جهته  تحدث الدكتور رائد ناجي عن نظرية تعاقب الأجيال، ولهنة العقد الثامن،  وكيف ان الكين الصهيوني بلغ الدورة في سنوات 2000 وصل الى قمة الغطرسة، لكنه الان في حالة نزول، مشيدا بدرجة الوعي الكبير للمقاومة التي عملت على كسر الجانب النفسي و الحقت الهزيمة النفسية العكسية بالمحتل".