خلال ليالي عنابة الباردة

"الكورنيش" مقصد الصيادين والفنانين

"الكورنيش" مقصد الصيادين والفنانين
  • القراءات: 464
سميرة عوام سميرة عوام

تحول الكورنيش العنابي منذ أيام، تزامنا مع برودة الطقس وقلة الحركة، إلى قبلة الصيادين الهواة، وكذلك الشباب الباحثين عن مكان هادئ، بعيدا عن ضوضاء المدينة ومشاكلها، حيث يقضون وقتا جميلا، مع التمتع بالصيد على طول الكورنيش، الذي يتميز بروعته وشكله الجميل الذي تجسده الحجارة الملونة والمتراصة.

خلال الجولة الاستطلاعية التي قادت "المساء" إلى كورنيش بونة، لاحظت توافد عدد من المواطنين من كل الفئات العمرية، اصطفوا على مستوى الكورنيش، من أجل اصطياد أنواع مختلفة من السمك، فهناك من جعل من هذه الهواية رزقا له، خاصة مع زيادة مستوى البطالة في ولاية صناعية وتجارية بامتياز.

وعليه أكد بعض الصيادين أنهم يأتون عند انتهاء برنامجهم اليومي، من أجل الصيد ولقاء الأحباب والأصدقاء، وتستمر سهراتهم حتى صلاة الفجر، رغم برودة الطقس وموعد حلول موسم الشتاء، إلا أن ذلك لم يتسبب في التخلي عن عادة الصيد، والتمتع بزرقة البحر وتبادل أطراف الحديث مع الأصدقاء، وتذكر الأهل والأقارب الذين رحلوا في وقت سابق، أو هاجروا نحو الضفة الأخرى.

الغريب في الأمر، أن أغلب الصيادين يتمتعون بمستوى ثقافي وعلمي عال، فمنهم الطبيب والفنان وحتى الشعراء والرسامين، يتهافتون كل ليلة على الكورنيش، من بينهم من أخذ مرسمه ورسم صورة تعبر عن شغف الصيادين والهواة، وهم يبحثون بواسطة صنارتهم عن سمكة تلهيهم عن صخب وضوضاء المدينة، وهو ما أكده الكثير منهم، حيث اتفقوا جميعا على اختيار الكورنيش العنابي، بدل البقاء في المقاهي والشوارع المفتوحة على مختلف المظاهر التي باتت تخيف وترعب الأسر العنابية.

وعليه، فإن الأولياء وأهل الصيادين يطمئنوا عند توجه أبنائهم وذويهم إلى الكورنيش، بحثا عن الراحة وصفاء الذات، مؤكدين على ضرورة اهتمام السلطات المعنية بهذه الأماكن والمساحات الشاطئية في المستقبل، وربطها ببعض المرافق الخاصة براحة المواطن العنابي، خاصة في فصل الصيف، وعليه فإن الكورنيش العنابي، يحتاج إلى اهتمام السلطات المحلية، باعتباره تحفة فنية تستقطب أكثر من ثلاثة ملايين سائح، خلال فترة الصيف سنويا.

علما أن الكورنيش العنابي تم تزينه مؤخرا، بالفوانيس وبعض الكراسي الثابتة، وهو ما يشجع العائلات العنابية على النزول إليه عند نهاية الأسبوع، للتمتع بنسمات البحر اللطيفة. وقد وفرت مديرية السياحة بعنابة، هذه الأيام، خدمات ذات نوعية جيدة لزبائنها، وحتى الزوار القادمين من المناطق المجاورة، بمختلف الفنادق، التي رتبت على غير عاداتها لاستقبال ضيوفها، بالإضافة إلى إقدام مصالح بلدية عنابة، على تنظيف الحدائق المجاورة والقريبة من الكورنيش وتهيئتها.

حيث يتم في كل عطلة أو نهاية أسبوع، استقبال تلاميذ المدارس الذين يزورون المكان ويتعرفون على المقومات الطبيعية والشواطئ التي تتوفر عليها عنابة، كما تم تدعيم المكان بمطاعم الشواء والأكلات التقليدية، التي تعرف هي الأخرى توافدا كبيرا من طرف عشاق لحم الخروف الجبلي، والتمتع بشواء الفحم، الذي يليه إبريق الشاي المعبق بالنعناع، كل هذه اللوحات الجمالية نقلتها العائلات العنابية، التي وجدت أن المنتزهات السياحية وكذا الشواطئ والمطاعم والمقاهي، بمثابة مساحات جميلة للخروج من المنازل وقضاء وقت جميل رفقة الأهل، ناهيك عن تسلق جبال سرايدي، لقطف بعض الفواكه الموسمية، مثل اللنج.