فيما تواصل مكاتب حفظ الصحة حملات الإبادة

الكلاب الضالة تهدد حياة سكان البليدة

الكلاب الضالة تهدد حياة سكان البليدة
  • القراءات: 564
رشيدة بلال رشيدة بلال

لاتزال ظاهرة انتشار الكلاب الضالة تؤرق سكان ولاية البليدة وتزرع الرعب وسط الكبار والصغار. وعلى الرغم من التدابير التي اتخذتها المصالح المختصة على مستوى عدد من بلديات الولاية على غرار البليدة والعفرون، غير أن المشكل لايزال مطروحا وبحدة، ويثير مخاوف السكان، الذين طالبوا بالبحث عن سبل أنجع  لمحاربة الظاهرة. 

تُعد ظاهرة انتشار الكلاب الضالة على مستوى ولاية البليدة من الظواهر التي  تداولتها وسائل الإعلام بصورة مستمرة ودورية، خاصة بعد وقوع بعض الحوادث  المميتة، وفي كل مرة تبادر الجهات الوصية ممثلة في مكاتب حفظ الصحة والنظافة على مستوى بعض البلديات، باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد منها وإبادتها، غير أن تلك التدابير تظل، حسب ما جاء على لسان بعض السكان، غير كافية أمام التواجد الكبير لهذه الحيوانات الضالة، وهو ما جاء على لسان السيدة لطيفة "د" موظفة، التي أكدت  في معرض حديثها أنها لا تشعر مطلقا بالأمان عند خروجها مبكرا من منزلها باتجاه مقر عملها؛ بسبب خوفها الدائم والمستمر من انتشار الكلاب الضالة، التي تتجول، على حد قولها، بكل حرية في الأحياء، وبصورة جماعية.

وما زاد الطين بلة،  حسب المتحدثة، أن شوارع البليدة في الساعات الأولى من الصباح، تكون شبه خالية من المارة؛ الأمر الذي يصعّب طلب النجدة إن حدث واعترضها  كلب. وتروي في الإطار قصة وقعت لها مؤخرا؛ حيث صادفت مجموعة من الكلاب، ومن شدة الخوف استنجدت بسائق سيارة أجرة.

وأشارت مواطنة أخرى إلى أنها تضطر في كل مرة، لتغيير الطريق الذي تسلكه من منزلها إلى محطة القطار؛ حتى لا تلتقي بالكلاب، مشيرة في السياق إلى أنها تشعر  بالكثير من الرعب خوفا من احتمال التهجم عليها، لا سيما أن الكلاب تتواجد في جماعات، وتعلق: " في كل مرة أستنجد بالمارة بمجرد أن أرى كلبا حتى وإن لم يتهجم عليّ؛ بسبب الخوف الذي ينتابني" .

وأكدت مواطنة أخرى من سكان بلدية العفرون، أنها تضطر يوميا للخروج رفقة أخيها، إلى محطة القطار؛ خوفا من احتمال مصادفة أحد الكلاب الضالة في الشارع، مشيرة إلى أنها سبق وأن اعترضها كلب وتمكنت من إخافته بالاستعانة  بمظلتها؛ الأمر الذي وّلد لديها تخوفا كبيرا، وشعورا باللاأمن.

ما اضطرها لطلب رفقة أخيها عند الخروج في الصباح الباكر، متجهة إلى محطة القطار للالتحاق بعملها، في حين أوضح مواطن آخر أنه حدث وخرج من منزله عند الساعة السادسة صباحا متجها إلى مقر عمله، فصادفته مجموعة كبيرة من الكلاب المتشردة، ولحسن الحظ كان يحمل بيده الصاعقة الكهربائية، والتي كانت وراء إنقاذه من الكلاب، مشيرا إلى أن سبب حمله ذلك الجهاز، أنه يحمل معه مبلغا ماليا كبيرا؛ لذا يكون مضطرا لحماية نفسه من احتمال السرقة، لافتا إلى أن مشكل الكلاب في السنوات الأخيرة بولاية البليدة، تحول إلى مصدر قلق كبير يواجه السكان، معلقا: "إذا كنا نحن لا نجيد الدفاع عن أنفسنا، فما بالك بالأطفال؟! " ، مضيفا: " وقع على مستوى ولاية البليدة كثير من الحوادث، التي اعتدت فيها الكلاب على الأطفال لولا أن الله قد سترهم وأنقذهم "، مناشدا الجهات الوصية البحث عن تدابير أكثر نجاعة لمحاربة الظاهرة وإبادة كل الكلاب المتشردة .

مساعٍ حثيثة للحد من انتشار الكلاب الضالة بالولاية

أطلقت بلدية العفرون بولاية البليدة مكتب حفظ الصحة والنظافة، على خلفية الشكاوى الكثيرة من السكان، حملة واسعة لإبادة الكلاب الضالة، التي تعرف تواجدا مكثفا على مستوى بعض البلديات؛ على غرار بلدية العفرون.

وحسب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية العفرون رفيق ديس عامر، " فإن الحملة  تأتي بالتنسيق مع بعض جمعيات الصيادين؛ من أجل القضاء على الكلاب الضالة،  التي أصبحت تشكل مصدر تهديد للسكان" ، مرجعا سبب انتشارها إلى تخلي أصحابها عنها من الفلاحين ملاّك المزارع، الذين يقتنونها لحماية أشجارهم المثمرة من السرقة أو حقولهم المزروعة، ومن ثمة يتخلون عنها، فتضطر الكلاب للبحث عن مصادر للرزق؛ الأمر الذي يفسر تواجد الكلاب الضالة بصورة مكثفة في المدن؛ بحثا عما يمكنها أن تقتات منه.

من جهته، أرجع رئيس جمعية الصيادين لولاية البليدة الهادي شاشوا، "التواجد المكثف للكلاب الضالة على مستوى ولاية البليدة، إلى تخلي مربي الكلاب عن كلابهم بعد شرائها، فيتم إلقاؤها إلى الشوارع، وبالنتيجة تتحول هذه الأخيرة إلى كلاب ضالة، تشكل مصدر قلق وتهديد للسكان "، مشيرا في الإطار، إلى أن جمعيتهم متعودة على المشاركة في حملات إبادة الكلاب في الأماكن التي يكثر انتشارها فيها؛  على غرا وسط مدينة العفرون، وفي جامعة  البليدة 2 لونيسي بالعفرون.

وقد بادرت مصالح بلدية البليدة تبعا للعديد من الشكاوى التي وصلتهم، بإطلاق حملة واسعة لإبادة الكلاب الضالة.

وفي تصريح سابق لرئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية البليدة رشيد عوف، فقد تم إطلاق حملة واسعة تستهدف الأحياء التي تعرف انتشارا كبيرا للكلاب الضالة  كمرحلة أولى، على أن تليها حملات أخرى في عدد من الأحياء بالتنسيق مع  جمعيات الصيادين المتخصصة في المجال، مشيرا في السياق، إلى أن كل أحياء بلديات البليدة معنية بحملة إبادة الكلاب الضالة، التي تهدف إلى زرع الطمأنينة، وتمكين المواطنين من الخروج من منازلهم بدون خوف.