للتكفل الجيد بالمصابين

الكشف المبكر عن السكري عند الأطفال ضروريٌّ

الكشف المبكر عن السكري عند الأطفال ضروريٌّ
  • 95
بوجمعة ذيب  بوجمعة ذيب 

قالت الدكتورة فراح داودي، الطبيبة المختصّة في أمراض السكري والمتخصصة في التربية العلاجية للأطفال المرضى بالسكري من ولاية عنابة، إنّ الإعلان عن الإصابة بالسكري عند الأطفال منذ الوهلة الأولى، أمر مهم للمريض المصاب، لأنّ ذلك سيساعد على التكفّل به حالا، مؤكدة أنّ التأخر في الإعلان عن الإصابة بداء السكري، تكون له عواقب وخيمة على مستقبل المريض، وعلى صحته.

أوضحت المختصة خلال المداخلة التي قدّمتها في الطبعة الثانية لمهرجان الطفل الذي يعيش بداء السكري والذي احتضنه المسرح الجهوي ميكيو سكينة بسكيكدة والموسوم بـ: "الإعلان عن الإصابة بالسكري"، أنّ الإعلان عن الإصابة في وقت مبكّر، يخضع لشروط، ولمراحل يجب احترامها، على أساس أنّ في كل مرحلة يحتاج المصاب للتواصل معه، ومحاورته، والتكفّل به، تفاديا لحدوث مشاكل صحيّة قد تكون حادّة أو دائمة، مؤكّدة في ذات السياق، أنّ الإعلان عن الإصابة بالسكّري يتطلب، أيضا، كفاءات، وكذا ظروفا تمكّن الطبيب المعالج من التكفّل بتلك الحالات، مع أخذ بعين الاعتبار حالة المريض النفسية من جهة، ومن جهة أخرى اعتباره مريضا عاديا، ما يساعد، كما أضافت، على تقبّل الحالة المرضية التي هو عليها.

أمّا الدكتور فتحي كورقلي، طبيب مختص في داء السكري من العاصمة ومتخصّص في التكنولوجيا الحديثة في علاج داء السكري من النوع الأوّل، فتحدّث عن الثورة الطبية التي أحدثها علاج داء السكري من النوع الأوّل، وذلك بالاعتماد على الأجهزة التكنولوجية الحديثة؛ منها جهاز قياس السكري دون وخز، ومضخات الأنسولين لا سيما في عملية ضبط وتسيير النوع الأوّل من السكري عند الطفل، مؤكّدا على الدور الذي لعبته تلك الأجهزة في تحسين نمط الحياة عند الأطفال المصابين بالسكري، ليبقى الإشكال الوحيد المطروح بالجزائر، حسبه، أنّ هذه الأجهزة ليست في متناول الجميع. كما لا يوجد تعويض عند اقتنائها رغم أنّها، كما قال، أصبحت ركيزة أساسية لمعالجة داء السكري، لا سيما عند الأطفال.

ومن جهتها، بيّنت الدكتورة العايب علجية، طبيبة أطفال متخصصة في مرض السكري والغدد عند الأطفال من ولاية سكيكدة من خلال مداخلتها الموسومة بـ "النمو عند الأطفال المصابين بداء السكري"، الأسباب التي تؤدي إلى تأخر نمو الطفل المصاب بمرض السكري، مركّزة على أهمية التوازن السكري عند هذا الأخير، كونه الأساس في حمايته من المضاعفات، مؤكّدة أنّ ذلك التوازن لا يأتي إلاّ بمجهود كبير من قبل فريق متكامل، يتكوّن، بالأساس، من الطبيب، والأولياء، ومن مختصين في التغذية، ونفسانيين، يمكّنهم من إيصال الطفل المصاب بالسكري إلى بر الأمان.

وعن أهداف مهرجان الطفل المصاب بالسكري في طبعته الثانية الذي جاء تحت شعار: "لنعش حياة السكريّين"، أشار الدكتور الطبيب زقرور لطفي، طبيب الكفاءات السكرية والتربية العلاجية، في حديثه مع " المساء "، إلى أنّه يهدف إلى تحسين معيشة المصاب بداء السكري وكذا أوليائهم، مع العمل قصد إيجاد حلول، بمشاركة ومساهمة الكل؛ من أطباء مختصين، وصيادلة، ونفسانيين، وممرضين، وحتّى المرضى، بما يسمح بالتكفّل الأنجع بالمصابين. وأضاف أنّ جديد هذه الطبعة هو الخروج من المداخلات والمحاضرات التي يغلب عليها، عادة، الطابع الأكاديمي، حيث يكون قبل تقديم مداخلة، عرض تمثيلي على ركح المسرح لمصابين بالسكري على شكل نقل واقعهم المعيش على الخشبة، ليُتبع بعدها بمداخلة حسب العرض التمثيلي المقدّم، الذي يعكس، فعلا، حالة المصاب. والهدف من العرض المسرحي الترفيهي والتعليمي هو الوصول إلى تحقيق الهدف بأبسط الطرق.

وثمّن العديد من الأولياء الذين تحاورت معهم " المساء "، تنظيم مثل تلك المبادرات، التي تعمل على تخفيف الضغط عن المصابين بمرض السكري لا سيما الأطفال، من خلال أنشطة ترفيهية تثقيفية.