لمحاصرة مرض "الحول" وسط المتمدرسين

الكشف المبكر عن 400 حالة بقسنطينة

الكشف المبكر عن 400 حالة بقسنطينة
  • القراءات: 581
زبير. ز زبير. ز

عرفت الحملة التحسيسية التي نظمتها المؤسسة العمومية للصحة الجوارية "بشير منتوري" بالعيادة متعددة الخدمات بومرزوق بقسنطينة، التي نظمت مؤخرا، إقبالا معتبرا من طرف الأولياء رفقة أطفالهم، للكشف المبكر عن مرض الحول أو ما يعرف في لغة قطاع الصحة بمرض كسل العين، الذي يسبب مشاكل صحية كبيرة عند الأطفال الصغار، تتعلق بالرؤية وبالأم على مستوى الرأس. 

ساهمت في الحملة التحسيسية، التي نظمت على مدار ثلاثة أيام، مصلحة جراحة وطب العيون، من المركز الاستشفائي الجامعي "الحكيم ابن باديس"، التي وفرت مختصين قدموا خبرتهم في المجال، من أجل الكشف عن الأمراض التي تصيب عين الطفل الصغير، والتي تتسبب في مشاكل صحية ودراسية عند التلاميذ الذين يعانون من ضعف في الرؤية.

وحسب القائمين عن العملية، فإن مرض الحول، يتسبب في نقص الرؤية في العين مقارنة بالعين الأخرى، وهو ناتج عن عدم نمو الأعصاب الخاصة بالعين بشكل طبيعي، مما يؤثر على التحكم في اتجاه الرؤية في العين المصابة، حيث تتجه أما نحو الداخل أو نحو الخارج، وبذلك تتسبب في خلل في البصر، خاصة بحلول السنة السابعة من العمر، ويساهم هذا الخلل في حدوث مشاكل مستقبلية في الرؤية عند المصاب.

يؤكد المختصون أن الكشف المبكر عن هذا المرض، يساهم بشكل كبير في علاج الطفل المصاب به، والذي لا يكون واضحا في بعض الأحيان، ويتطلب الأمر إجراء فحص على العين، قبل اكتشافه، في حين تبدو بعض الحالات واضحة للعيان من خلال ملاحظة بعض العلامات على الطفل، على غرار انحراف إحدى العينين أو كلاهما وعدم التناسق في عمل العضوين، أو إغلاق إحدى العينين وإمالة الرأس عند المصاب.

وحسب الأطباء المختصين، الذين أشرفوا على فحص أكثر من 400 حالة من الأطفال المتمدرسين القاطنين بحي بومرزوق، ومن الأحياء المجاورة، فإن مرض كسل العين أو ما يعرف عند العامة بالحول، ينتج عن كسل في عضلة العين المسؤولة عن تحديد الاتجاه ويتسبب في تغير المسار العصبي بين الشبكية والمخ، حيث يتم نقل صورتين مختلفتين في نفس الوقت إلى جهاز الإدراك، مما ينتج عنها خلل في فهم الصورة، تتسبب في صداع في عدد من الأحيان، وفي أحيان كثيرة يقوم المخ بتجاهل الصورة الضعيفة وإهمال العين المصابة، وقد يصل الأمر إلى فقدان البصر تماما بهذه العين.

من جهتهم، استحسن الأولياء هذه المبادرة التي جاءت في فترة العطلة الدراسية، والتي تهدف إلى التكفل الصحي ببعض الأمراض الشائعة بشكل واسع عند فئة الأطفال، والتي تتسبب في تعقيدات صحية عند هذه الفئة، لتكون عائقا أمامهم في مزاولة الدارسة بشكل طبيعي، كما طالبوا من مديرية الصحة ومن المؤسسات الصحية العمومية ببرمجة مثل هذه الحملات من حين إلى آخر وتوسيعها على مختلف جهات الولاية، حتى تعم الفائدة وتشمل التوعية اكبر قدر ممكن من المواطنين.