اختتام "أكتوبر الوردي" ببرج بوعريريج
الكشف المبكر حل أمثل للوقاية والعلاج
- 172
آسيا عوفي
دعا المشاركون في اليوم التحسيسي الذي احتضنه المركب الثقافي “عائشة حداد” ببرج بوعريريج، إلى الكشف المبكر للوقاية من سرطان الثدي، ومعالجته بنجاح قبل تطوّره.
وحسب ما أكد مدير الصحة أحمد جمعي، فإنّ هذا اليوم الذي تزامن مع اختتام فعاليات أكتوبر الوردي، يهدف إلى التوعية بمكافحة السرطان، خاصة سرطان الثدي، حيث عرف تقديم أربع مداخلات من قبل أطباء مختصين، بالإضافة إلى تفاعل المواطنين، مشيرا إلى توجيه دعوة لجميع الموظفات العاملات في المديرية للمشاركة، مع أمل نجاح هذه المبادرة، وتحقيق نتائج إيجابية، مؤكدا أهمية مكافحة هذا الداء من خلال التوعية والتحسيس، مع التركيز على ضرورة التضامن والتكافل مع المرضى، وتقليل فترات الانتظار في المواعيد الطبية. وأشار المتحدث إلى وجود مصلحة مخصّصة لإجراء العمليات المتعلقة بسرطان الثدي، والتي تُعد خطوة مهمة في تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.
ومن جهتها، أشارت الدكتورة هجيرة شاوش، طبيبة مختصة في علم الأوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة الجوارية ببرج بوعريريج، إلى تنظيم الفعالية بمشاركة جميع المؤسسات الصحية الولائية، بما في ذلك المؤسسات الاستشفائية والجوارية، بهدف نشر التوعية بين النساء، خاصة العاملات في مختلف القطاعات.
وتم بالمناسبة تقديم حملات تحسيسية واسعة النطاق، إضافة إلى محاضرات مستمرة حول موضوع الوقاية من السرطان، مع التركيز على كيفية التعرف على المخاطر، وطرق الوقاية. كما تم التطرق لأهمية التغذية، ودورها في الوقاية من السرطان، مع ملاحظة انخفاض حالات الإصابة في بعض المناطق رغم أن عدد السكان فيها أكبر؛ ما يعكس أهمية الكشف المبكر، والفحوصات الدورية.
وأشارت المتحدثة الى أنّ السرطان مرض مزمن. والدراسات التحليلية مستمرة لتقديم تحليلات مفصلة حسب البلديات والفئات السكانية، مع التأكيد على ضرورة أن تكون المبادرة فردية من قبل النساء أنفسهن؛ للحفاظ على صحتهن، والوقاية من المرض، داعية إلى الفحص الدوري، والتوعية المستمرة كوسيلتين فعالتين للحدّ من انتشار المرض.
وعرّجت الطبية نادية مانع طبيبة مختصة في علم الأوبئة والطب الوقائي، على أهمية الكشف المبكر، والوقاية من سرطان الثدي بالولاية، مؤكدة إنشاء سجل خاص بسرطان الثدي منذ عام 2011، يشمل البيانات من عام 2009 حتى عام 2023، حيث تم تسجيل 327 حالة إصابة بسرطان الثدي في الولاية. وتوزعت الإصابات عبر جميع البلديات والدوائر، مع ملاحظة أن العمر يتراوح بين 20 و25 سنة، وحتى بعد 85 سنة؛ ما يدلّ على أنّ المرض يصيب فئات عمرية مختلفة بشكل مخيف، ومضيفة أن الأرقام تشير إلى ضرورة التوعية والتحسيس بأهمية الكشف المبكر، حيث إن الوقاية والكشف المبكر أفضل من العلاج المتأخر.
وتؤكد الدراسة على ضرورة أن تكون النساء على وعي بأجسامهن، من خلال الفحص الذاتي للثديين، والبحث عن أي تغيرات غير طبيعية، والتوجه مباشرة إلى المراكز الصحية أو الأطباء عند ملاحظة أي مشكلة، مؤكدة في الأخير أن الكشف المبكر يمكن أن يساهم في علاج الورم قبل انتشاره؛ حيث يكون حجم الورم صغيرا؛ ما يسهل استئصاله، ويزيد من فرص الشفاء، ويقلل من الحاجة للعلاج المعقد، ملفتة الانتباه إلى أهمية دراسة الأرقام بشكل خاص بالولاية؛ نظراً لعدد السكان الكبير، ومشددة على أن التوعية والتثقيف ضروريان لتمكين النساء من التعامل مع وضعهن الصحي بشكل فعال، وناصحة إياهن بالاهتمام بصحتهن، وإجراء الفحوصات الدورية، مضيفة أن الكشف المبكر هو الحل الأمثل للوقاية من سرطان الثدي، وعلاجه بنجاح.