تكتب عن المرأة وتروج للطبخ التقليدي
الكاتبة سارة مسعودي: "الزيراوي" طبق أصيل بحاجة لتثمين

- 869

أخذت الكاتبة الروائية الآنسة سارة مسعودي من ولاية باتنة على عاتقها مهمة التعريف ببعض العادات والتقاليد المرتبطة بولاية باتنة أرض أجدادها، وحسبها فان بعض المناسبات التي يجري الاحتفال بها مثل العيد الوطني للسنة الامازيغية هي فرصة يجري فيها التعريف ببعض الأطباق التقليدية غير المعروفة خارج حدود الولاية، حيث اختارت بالمناسبة التعريف بطبق "الزيراوي" الذي اشتهر به عرش نايت داود.
قالت الكاتبة الروائية المهتمة بالتراث المادي و لا مادي لولاية باتنة اسارة مسعودي، لـ"المساء"، على هامش مشاركتها مؤخرا في احتفالية يناير بغرفة الصناعات التقليدية اولاديعيش، بأن لديها شغف كبير بكل ما هو تراث وتقاليد وتحاول من خلال المشاركة في بعض التظاهرات الترويج للموروث التقليدي المادي، ممثلا في الطبخ التقليدي القديم الذي لا تزال العائلات الباتنية حريصة على تحضير مختلف الأكلات القديمة منه، خاصة في المناسبات.
مشيرة إلى أنها اختارت من بين هذه الأطباق للترويج له واخراجه من حدود ولاية باتنة طبق "الزيراوي" الذي حسبها تختلف طريقة تحضيره من عرش إلى آخر على مستوى ولاية باتنة وحدها، مردفة: "مثلا في عرش نايت داود يتم تحضير شخشوخة التريدة بعدها يتم طحنها، ويضاف لها معجون التمر ويطحن الجميع ويتم غربلتهم بالغربال وتفويرهما معا ومن ثمة يتم غمره بالعسل والسمن الحر، فيما يبقى التزين امرأ اختياريا"، مشيرة إلى أنه في الغالب يزين طبق الزيرواي بالمكسرات، لافتتا أيبضا إلى أن هذا النوع من الأطباق التقليدية من النوع الحلو الذي عادة ما يتم تحضره في المناسبات السعيدة كالأعياد والأعراس يقدم للضيوف أو لاستقبال العام الجديد به.
ويدخل هذا الطبق التقليدي أيضا حسب المتحدثة في العادات التي يجري استقبال العروس بها، حيث يقدم جزء من طبق "الزيراوي" في يد العروس ويسقى بالعسل والسمن في يدها بعدها يتم توزيعه على العازيات كنوع من التفاؤل بزواجهن بعدها مباشرة، وذكرت المتحدثة أن هذا التقليد لا يزال متوارثا على مستوى ولاية باتنة رغم أن هذا الطبق التقليدي لا يزال غير معروف خارج الولاية.
مؤكدة أنه "يستحق الاهتمام خاصة وأنه وعلى مستوى ولاية باتنة وحدها يحضر بعدة طرق تبعا لعدد العروش، إذ نجد كل عرش يقدم هذا الطبق بطريقة مختلفة مثل عرش أولاد سليمان، وعرش عرش أولاد عابد، ما يعني بان طبق "الزيراوي" في حد ذاته متنوع ما يتطلب تسليط الضوء عليه أكثر و التعريف به ولما لا تصنيفه كطبق عريق يمثل منطقة الشاوية".
وردا على سؤال "المساء"، حول اهتمامها بعالم الكتابة أشارت المتحدثة إلى أنه سبق وأن صدر لها أول كتاب بعنوان "حينما ذبلت" والذي كان لها شرف المشاركة به في معرض الكتاب "سيلا" مؤخرا ولقي ترحيبا كبيرا من الزوار، مشيرة إلى أن المواضيع التي تثير اهتمامها للكتابة فيها هي تلك المتعلقة خصوصا بـ "النساء المضطهدات"، خاتمة بالقول: "أحاول إخراج أصواتهن ونقل قصصهن وتجاربهن و معاناتهن من خلال ما أكتبه".