حالات شائعة بين النساء تستوجب عدم الاستخفاف بها

الكآبة النفسية بعد الولادة.. مضاعفات نفسية خطيرة

الكآبة النفسية بعد الولادة.. مضاعفات نفسية خطيرة
  • القراءات: 368
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

نبهت الدكتورة نفيسة بوعايد، مختصة في أمراض النساء والتوليد، إلى أهمية أخذ بعين الاعتبار، حالات اكتئاب المرأة بعد الولادة، مشيرة إلى أنها حالات شائعة جدا بين النساء حديثات الإنجاب، واللواتي يعانين بسبب التغير الكبير في الهرمونات، وكذا لتغير أجسادهن، واختلال توازنهن النفسي، إلا أن هذه الحالات لا يتم، غالبا، التعامل معها بجدية، فتُترك بدون علاج؛ ما قد يتسبب في تأزم الحالة النفسية. وقد يكون لها أثر اجتماعي نتيجة اضطراب العلاقة الزوجية، فتسوء، بالتالي، العلاقة بين الأم ورضيعها.

أوضحت الطبيبة أن امرأة من أصل خمس نساء، تصاب بما يُعرف باكتئاب ما بعد الولادة. وهي حالات لا تنحصر أبدا في مجتمع معيّن، ولا تتعلق برفاهية أو راحة المجتمع، أو الحالة التي تعيشها المرأة قبل أو خلال الحمل، مشيرة إلى أنها حالة طبيعية تحدث بعد عملية الإنجاب، إلا أن عدم أخذها بعين الاعتبار قد يعقّد من الوضعية، ويجعلها حالة غير طبيعية.

وشددت المختصة على أن هذه الحالات تحدث بسبب تداخل المشاعر التي تنتاب المرأة طيلة فترة حملها؛ بين الفرحة، ثم الشعور بالتعب، ومن ثم الخوف من الولادة والقلق، وغيرها من المشاعر التي تتأثر كثيرا بفعل تغير الهرمونات، موضحة أن غياب المرافقة النفسية خلال الحمل وبعد الإنجاب قد يؤثر كثيرا على نفسية المرأة، ويسبب لها الكثير من المشاكل النفسية.

وتقول نفيسة بوعايد: "الكآبة هي شعور المرأة بالحزن، ثم الغضب، ثم الرغبة في الانعزال. وقد ينتابها شعور بضعفها وأنها غير قادرة على تأدية وظيفتها كأم، ليحدث معها، أحيانا، نفور ممن حولها، وعدم الرغبة في الحديث أو التواصل. وتخلق كل تلك الحالات النفسية مشاكل، قد تنعكس على علاقتها بمحيطها؛ في تعاملها مع زوجها، أو حتى مع رضيعها في بعض الحالات".

وأوضحت الدكتورة أن التعريف بهذه الحالات النفسية أمر ضروري، لتكون للمرأة وحتى الرجل على دراية بمعنى "اكتئاب ما بعد الولادة"؛ بهدف الوقاية منه؛ من خلال مرافقة نفسية للمرأة، ومساعدة الزوج على معرفة ما قد يصيب زوجته بعد الولادة، وأهمية مراعاة مشاعرها، والإحسان إليها، والرفق بها أكثر من الأيام العادية، والعناية بها، وتقديم لها الدعم الذي تحتاجه كثيرا لتخطي تلك المرحلة بسلام.

وأكدت المختصة أن بعض الأزواج يتخلون عن زوجاتهم بعد الولادة، ولا يعيرونهن أي اهتمام، وهذا أكثر ما تعاني منه الزوجة. وهنا تشرع في التدقيق في أتفه التفاصيل التي قد تجد صعوبة في تقبّلها؛ بسبب الهرمونات التي تؤثر على سلامة تفكيرها. وهنا يكون التعامل مع هذه الوضعية ضروريا مباشرة بعد الإنجاب؛ حتى تشعر المرأة بالأمان، وتتخطى تلك المرحلة بسهولة.

كما أكدت الدكتورة أن إيلاء الاهتمام بالأم والرضيع على السواء، هو ما يساعد في تخطي هذه المرحلة، التي قد تتراوح بين عدة أيام وبضعة أسابيع، خاصة أنها أكثر المراحل صعوبة، خصوصا للمرأة المرضعة، مع قلة النوم التي قد تمر بها المرأة لإرضاع الطفل خلال ساعات متأخرة من الليل.

وفي الأخير شددت محدثة "المساء" على أهمية الاستشارة الطبية فور شعور المرأة بهذه الحالة النفسية، أو ظهور بعض الأعراض الجسدية والأخرى النفسية خلال ثاني أو ثالث يوم بعد الولادة، وأبرزها البكاء بدون سبب، والرغبة في النوم المتكرر، وفقدان الرغبة في النوم، وفقدان الشهية أو الشراهة في الأكل، والحزن، والإحباط، وعدم الشعور برغبة في التقرب من الطفل، والتفكير في سيناريوهات مسيئة للطفل، أو الرغبة في إيذاء النفس، والعزلة، والقلق والانفعال السريع، وغيرها من الأعراض التي قد تحدث فجأة في نفسية المرأة، لم تكن تشعر بها من قبل، وبهذا لا بد من الانتباه لأبسط التفاصيل.