الأخصائي في أدب الطفل سعيد بن يحيى بهون:

القيم دوافع محركة لسلوك الفرد، زودوا أبناءكم بها

القيم دوافع محركة لسلوك الفرد، زودوا أبناءكم بها
الأخصائي في أدب الطفل سعيد بن يحيى بهون
  • القراءات: 611
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

تحولت تربية الأبناء إلى عملية صعبة ومعقدة، حيث أصبح الأولياء يعبرون عن فشلهم في الوصول إلى تنشئة صحيحة لأبنائه مبنية على القيم، ولعل التحدي الكبير الذي يواجه العملية التربوية اليوم؛ التكنولوجيا وما أصبحت تقدمه من عوالم مست حتى قيم الأفراد، وفي محاولة لدعم الأولياء ومساعدتهم، يقدم الأخصائيون في كل مرة، مجموعة من الأساليب والطرق التي يمكن لأرباب الأسر توظيفها في عملية التربية، على غرار ما طرحه مؤخرا، سعيد بن يحيى بهون، أخصائي في أدب الطفل.

يشير الأخصائي في أدب الطفل، بن يحيى بوهون في بداية عرضه، إلى أن أهمية القيم تكمن في أنها دوافع محركة لسلوك الفرد ومحددة له، كما أن لها دورا أساسيا في قوة شخصيته وصحته النفسية، إذا ما انتظمت بتدرج خاص في نسق متساند بنائيا، متباين وظيفيا؛ فاتساق نظام القيم لدى أي شخص يعني أنه ذو شخصية سليمة ومتوازنة، بينما يؤدي الخلل في نظامه القيمي إلى اضطرابات عصبية يصعب علاجها على المدى الطويل".

حسب المتحدث، ما دام الحديث متصلا بالناشئة، فإنه من الجدير تبين سيرورة اكتساب القيم لدى الطفل أيا كان نوعها ومجالها، لما لذلك من أثر في فهم دوافع السلوك وقياس شدتها، وضبط مستوياتها، حيث يتم ترتيبه على النحو التالي؛ أولا الاستقبال، في هذا المستوى يوضح الأخصائي "يتم جذب الطفل نحو القيمة، باستغلال المثيرات التي يتفاعل معها ويستجيب لها. ثانيا تقبل القيمة، وهنا تصبح القيمة ذات أثر في سلوك الفرد، وتتكون لديه القدرة على التعبير عن إرادته تجاه قضايا ومواضيع مختلفة. ثالثا تفضيل القيمة، وفي هذا المستوى يتعدى الأمر مجرد التقبل إلى رسوخ هذه القيمة، وازدياد الشعور بالإيجابية نحوها، وهذا ما يجب العمل عليه. أما رابعا فالالتزام بالقيمة، من خلال الإخلاص لها، وربما محاولة إقناع الآخرين بها. وخامسا التنظيم، حيث توضع القيمة في نسق متكامل، تساعد الفرد على التغلب على الصراعات، وضبط الأولويات، وتحديد العلاقات المتبادلة بين قيمه. وأخيرا التمييز، حين تتكامل الأفكار والمعتقدات في رؤية الحياة وفهمها، يصبح لدى الفرد سلوكا متميزا تجاه قضايا الحياة ومشاكلها المختلفة.

تتحدد حسب الأخصائي في أدب الطفل، أهمية التركيز في التنشئة على قيم معينة دون غيرها، في كون قيم الجيل الصاعد هي التي سيبنى عليها مستقبل المجتمع فكريا وعلميا؛ كالولاء والانتماء والواجب والإيمان بقيمة العلم والعمل وغيرها، مشيرا إلى أن ما أصبح مسلما به ما وفرته التقنية من وسائل اتصال وتواصل فائقة السرعة وغاية في الدقة، وما رافقها من حراك ثقافي، تسيره قوى فكرية، ومنظومات إعلامية، متضاربة في التوجه والمصالح والغايات، بشكل لم تشهد الإنسانية له مثيلا عبر تاريخها، ويوضح "هذا الأمر طرح مطلبا يزداد إلحاحا يوما بعد يوم، بخصوص التركيز في إعداد الأجيال الصاعدة على قيم الإنسانية، لما لها من اتصال وثيق بحرية الإنسان وكرامته، وحقه في العيش والوجود، والحركة والتنقل، والتعبير عن أفكاره بشكل يصون حقه وحقوق الآخرين، لذا يتعين على القائمين بالشأن التربوي في مختلف الدوائر، وبشتى الأساليب والوسائط، تكريس قيم العدل والمساواة، ونبذ الظلم والاستعباد بمختلف صوره وترسيخ قيم المحبة والألفة وحسن المعاملة بين أبناء المنزل الواحد، بل والوطن الواحد، وبين حتى أبناء الأقطار العربية والإسلامية مجتمعة، يقول "بل بين أطفال العالم مهما اختلفت وجهات النظر وتمايزت القناعات بينهم، إلى جانب تعزيز ثقافة احترام الآخر".