الفنانة التشكيلية والباحثة في اللباس التقليدي فريدة بن محمود:

القندورة القسنطينية رمز لأصالة اللباس التقليدي

القندورة القسنطينية رمز  لأصالة اللباس التقليدي
  • القراءات: 2271
رشيدة بلال رشيدة بلال
اهتمت السيدة فريدة بن محمود، فنانة تشكيلية باللباس التقليدي القسنطيني فما كان منها إلّا أن قامت بإجراء بعض البحوث المعمّقة حول خصوصيات القندورة القسنطينية التي شاركت بها في مهرجان إبداعات المرأة. وفي حديثها لـ «المساء» قالت «ترجع الجذور التاريخية للباس القسنطيني، إلى نهاية القرن 14 وبداية القرن 15 ، هذا الامتداد كان السر في أصالته». وإذا عدنا إلى مكوّنات القندورة القسنطينية، نجدها ـ تقول محدثتنا ـ»إن قماشها المسمى بالجلوة مرجعه مدينة جنوة بإيطاليا، ذلك أن الصناع وقتها كانوا يأتون بهذا النوع من القطيفة من إيطاليا، أما زينتها وهي الفتلة عادة والعقاش والسمسم والكنتير، فقد استمد من الحضارة الأندلسية».
لم تكن الرسومات التي تحملها القندورة القسنطينية عبثية أو عشوائية، وإنما كانت تحمل العديد من الإيحاءات والدلالات الاجتماعية. فقد كان كل رسم ـ حسب فريدة ـ يدل على رمز يتم التفاؤل به، فالياسمينة التي تطرز على القندورة كانت توحي إلى إبعاد عين الحسود، والشمس التي حملتها قندورة الشامسة كانت لا تطبق إلّا على اللون الأسود وكانت تأخذ صورة الشمس ولا تلبس إلا بعد منتصف الليل لتظهر صاحبتها وهي العروس عادة مضيئة في ليلة زفافها كالشمس. أما بالنسبة للألوان ـ تضيف ـ «فكانت هي الأخرى مختارة بعناية، حيث كانت العروس تلبس القندورة البيضاء يوم زفافها وفي الصباح تلبس القندورة الوردية، وكل يوم تلبس لونا مختلفا إلى غاية اليوم السابع، حيث يأتي شخص يسمى «محمد» ويضع لها التحزيمة لتنتهي بذلك طقوس العرس.  تتطلع الباحثة فريدة من وراء بحثها في اللباس التقليدي إلى إحياء الفضول في جيل اليوم للاطلاع على ماهية اللباس التقليدي والمحافظة على أصوله خاصة مع التطورات التي تم إدخالها على اللباس التقليدي التي شوهت أصالته.