بعد إدمان نظام غذائي غير صحي

القلق والتوتر يغذيان القولون العصبي

القلق والتوتر يغذيان القولون العصبي
  • القراءات: 1868
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

شدد الأخصائي في التغذية كريم مسوس، على ضرورة تفادي القلق الذي له علاقة وطيدة بالقولون العصبي، مشيرا إلى أنه العامل الثاني بعد الغذاء غير الصحي المتسبب في الإصابة بهذا الداء ”شبه مزمن”، قائلا ”إن شريحة كبيرة من الجزائريين يعانون من الأمر، وهو ما يستدعي ضرورة التكيف مع ضغوط الحياة اليومية، ومحاولة ممارسة أنشطة للتخفيف منها، وتجنب تفاقم هذا المشكل”.

يرتبط القولون العصبي ارتباطا وثيقا بالحالة النفسية للمريض من جهة، ونظامه الغذائي من جهة أخرى، يقول كريم مسوس، ومن أعراضه، ذلك الشعور بألم على مستوى القولون، المتواجد على الجانب الأيسر من الجهاز الهضمي، كما يتسبب في الشعور بالانتفاخ وحالة من التهيج، وأحيانا يتسبب في الشعور بالغثيان والقيء، ويصل الألم إلى نقاط مختلفة من الجهاز الهضمي، لا يمكن تحديد أحيانا الألم في نقطة واحدة، ويزداد هذا المشكل، يقول خبير التغذية، مع سوء الحالة النفسية للمريض وبتعرضه للتوتر والقلق، فضلا عن الاضطراب النفسي والعاطفي.

قال مسوس، إن المجتمع الجزائري يواجه العديد من الضغوط النفسية في حياته اليومية، بسبب بعض المشاكل سواء في العمل، البيت، أو بسبب مشاكل اجتماعية، كالبطالة، أزمات السكن وأحيانا يتوتر أيضا بسبب الازدحام المروري، وهذا ما يدخله في دوامة من الضغوط النفسية التي تؤرق حياته، وما يزيد من تعقيد المشكل، النظام الغذائي غير الصحي الذي يتبعه البعض.

في هذا الصدد، قال الأخصائي، إن بعض تقاليد مطبخنا هي العدو الرئيسي لجهازنا الهضمي، وبالتحديد للقولون، باعتبار أن لدينا في لائحة أطعمتنا التقليدية العديد من العجائن، كالكسكسي، ”الشخشوخة”، وغيرها، فضلا على المقليات، كـ«البوراك” وكافة البقوليات، والمشروبات الغازية، باعتبارها تتسبب في الغازات التي تجعل القولون يتضاعف حجمه، ويتسبب في الألم.

فالطعام، يقول مسوس، يلعب دورا هاما في تهدئة أو تهييج القولون العصبي، لذلك يتعين على المصابين به إجراء بعض التغييرات في نظامهم الغذائي، حيث لا يتعرضون للإمساك والإسهال، من خلال تناول أطعمة صحية تساعد عملية الهضم، مع تقسيمها إلى عدة وجبات لا تقل عن خمس بدلا من تناول وجبات كبيرة، بالإضافة إلى الحرص على شرب الماء يوميا، لأنه معالج للإمساك ويعمل على تسهيل حركة الكتلة الغذائية في الأمعاء لهضمها بطريقة أفضل.

أشار الأخصائي إلى أنه يفضل بالنسبة لمرضى القولون، اتباع نظام غذائي غني بالألياف، لأنها تسهل عملية الهضم وتعزز حركة الأمعاء، ومن ثمة تخفف الإمساك الذي يزيد من حدة الألم، ولابد من إدخال أطعمة في لائحة الغذاء اليومي كالفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة والخبز بكمية محددة،  باعتباره مصدرا جيدا للألياف لمرضى القولون، وينصح بالاعتدال في تناولها، وينصح أيضا باستعمال النعناع في العصائر الطبيعية لأنه يعتبر مضادا طبيعيا للتشنج، حيث يساعد على ارتخاء العضلات، مع تجنب الأغذية الغنية بالدهون، كالمقليات، لأنها تفاقم المشكل.

في الأخير، دعا مسوس إلى ضرورة تجنب العوامل المؤثرة التي تزيد من احتمال تعرض الشخص إلى قلق مستمر، والذي يعتبر مسبب العديد من الأمراض ليس تهيج القولون فقط، بل يصل أحيانا حده إلى الاكتئاب والانهيار العصبي الذي قد يتسبب في أمراض أكثر خطورة.