رمضان في الولايات

القسنطينيون يستقبلونه بـ «طاجين العين» و«شوربة فريك»

القسنطينيون يستقبلونه بـ «طاجين العين» و«شوربة فريك»
  • القراءات: 3345
زبير/ ز زبير/ ز
عرفت أسواق مدينة قسنطينة حركة دؤوبة من طرف المواطنين مع اليوم الأخير من شعبان، خاصة ربات البيوت اللائي خرجن لاقتناء ما يلزم لتحضير وجبة إفطار أول يوم من رمضان. وكان الإقبال على اللحوم بمختلف أنواعها كبيرا، حيث فضلت بعض العائلات التوجه إلى محلات الجزارة لاختيار اللحوم الطازجة، فيما فضلت أخرى التوجه إلى المحلات المختصة في بيع اللحوم المجمدة، على غرار وحدة الديوان الجهوي لبيع لحم الغنم بالمنطقة الصناعية الرمال، التي شهدت إقبالا كبيرا للمتسوقين.
تجتهد ربات البيوت القسنطينة في استقبال رمضان وتحضير أول مائدة إفطار في هذا الشهر بطبق حلو لتكون كل أيامه حلوة، حسب المعتقدات المحلية الشعبية، حيث تزين الموائد «طاجين العين»، وهو عبارة عن فاكهة البرقوق (عين البقرة) مجففة، تطبخ في مرق حلو وتضاف إليها بعض المكسرات، على غرار حبات اللوز دون قشور والمشمش المجفف، كما لا تخلو موائد القسنطينيين في هذا الشهر من شوربة «جاري فريك»، وهو مرق يحضر باستعمال خضر الطماطم أو معجون الطماطم المركز، لحم، دجاج وحبوب «الفريك»، وهو عبارة عن قمح يحصد أخضرا قبل أن يجف ويصبح صلبا، حيث يتم طحنه ويضاف إلى شوربة «فريك» المشهورة في قسنطينة والشرق الجزائري. وتنوع العائلات القسنطينية خلال الشهر الفضيل بين شوربة «فريك» وشوربة «الدويدة» أو الشوربة البيضاء دون طماطم، لتفادي تعب أصحاب القولون العصبي أو متهرئي المعدة.
الأخصائيون ينصحون بتناول الماء على فترات وتجنب الأكل الثقيل
يدق أخصائيو التغذية ناقوس الخطر بشأن السلوكات الخاطئة التي يعكف على ممارستها العديد من الأشخاص، وحذر مهندسو التغذية من كلية التغذية والتغذي في قسنطينة، من الإفراط في تناول المشروبات الغازية الباردة مباشرة بعد الإفطار، خاصة في ظل درجات الحرارة العالية التي سيشهدها شهر رمضان، حيث نصح عدد من المهندسين والمختصين في هذا المجال الصائمين باتباع السنة في فرق الصيام من خلال أكل حبات تمر مع اللبن أو الحليب أو شرب كمية قليلة من الماء، كما نصحوا الصائمين بشرب كميات كبيرة من الماء على فترات طيلة وقت الإفطار لأن الماء، حسبهم، يدخل في العديد من التفاعلات الحيوية داخل الجسم ويضمن استمرارية عمل جل الأجهزة الحيوية، ويفضل أخصائيو التغذية الماء على المشروبات الحلوة والغازية التي يتطلب تحليلها في الجسم استهلاك كميات إضافية من الماء.
ويرى بلال خليل مهندس دولة في التغذية، موظف بمديرية الفلاحة، أن التغذية النوعية جد مهمة في رمضان من أجل أن يحافظ الصائم على صحته، خاصة أنه سيصوم لمدة 17 ساعة كاملة، لذلك عليه المحافظة على نوعية الأكل التي يتناولها لتجنب أية مضاعفات أخرى، كما عليه ـ حسب نفس الأخصائي ـ تجنب أكل المواد الدسمة التي تتطلب وقتا كبيرا للهضم مع التقليل من المواد البروتينية والتركيز على تناول الخضروات والفواكه مع الالتزام بغسلها جيدا لتفادي الأمراض الطفيلية التي تسبب التسممات والإسهال، وأشار المهندس محمد أمين بودربالة إلى أنه على الصائم تقسيم الوجبات على فترات وعدم الإفراط في الأكل مباشرة بعد الأذان لتجنب التخمة.
مديرية التجارة جندت 70 فرقة لمراقبة الأسواق
جندت مديرية التجارة بالولاية من أجل دفع آليات الرقابة والتفتيش خلال شهر رمضان 70 فرقة، 35 منها لمراقبة الجودة وقمع الغش و35 لمراقبة الممارسات التجارية، حيث اتخذت حزمة من الإجراءات بما أن الاستهلاك خلال هذا الشهر سيتضاعف ووتيرة الحركة التجارية ستزيد. وستعمل المديرية حسب مديرها بالنيابة، السيد عزوز قوميدة، بالتنسيق مع مختلف الأطراف الفاعلة لمراقبة الأسواق، على غرار الأمن الوطني، الصحة، الجمارك، البياطرة والبلديات. وتدعمت المديرية المعنية في الفترة الأخيرة بمديريتين فرعيتين؛ الأولى ببلدية زيغود يوسف والثانية ببلدية عين السمارة، من أجل الوصول إلى مراقبة أكبر عدد من الأسواق والمحلات التجارية ومنع تحويل النشاط التجاري، خاصة في شهر رمضان، حيث تتحول جل المحلات إلى تجارة وصنع الزلابية.
رجال الدين يدعون إلى تخصيص المناسبة للعبادة وليس للاستهلاك
من جهتهم، دعا عدد من أئمة قسنطينة، على غرار الشيخ أحمد بيكيني إمام مسجد عائشة أم المؤمين بحي الصنوبر، المواطنين إلى جعل رمضان فرصة لزيادة التقرب من الله والزيادة في الحسنات، لأن المعنى الحقيقي للصوم هو العبادة وثمرته هي التقوى. وحسب الإمام أحمد بيكني، فإن شهر رمضان فرصة للزيادة في تلاوة وحفظ القرآن وقيام الليل وفعل الخيرات، بعيدا عن السلوكات الدخيلة على مجتمعنا والإفراط في الاستهلاك والوصول إلى التبذير الذي يفسد الصوم، حسب الإمام، لأنه ممنوع شرعا ويساهم في الإضرار بالصحة وهلاك الجيب، كما يضر أيضا بالاقتصاد الوطني، وعليه يرى أن كل مواطن مسؤول أمام الله عن نفقاته في رمضان.
المساجد تزينت لاستقبال ضيوف الرحمان
تزينت مساجد قسنطينة لاستقبال شهر رمضان، وعلى رأسها مسجد الأمير عبد القادر الذي لبس أبهى حلة وتعطر لاستقبال ضيوف الرحمان من رواد المساجد والمتمسكين بسنة التراويح، وإن كان بعض الأئمة يدعون المصلين إلى أداء صلاة التراويح داخل منازلهم رفقة أبنائهم وأزواجهم لإيقاظ شعلة من النور داخل المنازل وفق السنة المحمدية، حيث يحرص عدد كبير من القسنطينيين على التمسك بالسنة المحمدية التي سنها الفارق عمر رضي الله عنه، من خلال أداء صلاة التراويح في المساجد، ودعت مديرية الشؤون الدينية بعد التعليمات التي تلقتها من الوزارة الوصية إلى التمسك بقراءة حزبين كاملين كل ليلة، حسبما تقتضيه السنة، مع الحرص على الأداء خلال التلاوة والتجويد