مستفيدون من القروض دون فوائد يكشفون:

القروض نعمة لكنها بدون أسواق تصبح نقمة

القروض نعمة لكنها بدون أسواق تصبح نقمة
  • القراءات: 765
رشيدة بلال رشيدة بلال

احتكت "المساء" ببعض الشباب  الذي شارك مؤخرا، في المعرض المحلي الذي نظم في إطار الاحتفال بالأسبوع العالمي للمقاولاتية، حيث تحدثوا عن تجاربهم مع القرض المصغر من دون فائدة ومدى نجاح مشاريعهم المصغرة، وعدنا لكم بهذه النماذج... تجولت "المساء" في أجنحة المعرض الذي احتضنه المركز الثقافي لبلدية الأبيار، حيث وقفنا على التنوع في المشاريع المبرمجة التي تباينت بين تصليح الأجهزة الإلكترونية وصناعة الألبسة الجاهزة وتحضير الحلويات وصناعة الأحذية وحتى فتح وكالات للسياحة والأسفار... وفي حديثنا إلى فريد بختة مكلف بالاتصال في الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر في ولاية الجزائر غرب، أشار إلى أن الهدف من المعرض هو التعريف بجهاز القرض المصغر والاحتكاك بالمستفيدين من النماذج الناجحة، وهو فرصة أيضا لتمكين العارضين من الاحتكاك ببعضهم البعض.

كان من بين النماذج التي تعتبر نفسها ناجحة، وتنظر إلى القرض على أنه بمثابة المنقذ الذي فتح أبواب العمل؛ السيد  مراد الطاهر بلار من بلدية الشراقة، الذي حاز على قرض، حيث كان يعمل في مجال صناعة الأحذية وبعد أن علم أن الوكالة تمنح قروضا من دون فوائد، فكر سريعا في طلب القرض لتوسيع نشاطه، وانطلق في صناعة الأحذية المحلية بناء على المقاس، يقول: "بفضل القرض، تمكنت من مضاعفة النشاط وتوسعيه وإن كان الإشكال الذي أواجهه هو قلة اليد العاملة، فليس هناك من يرغب في تعلم هذه الصنعة، مشيرا إلى أنه تمكن من إرجاع نصف قيمة القرض بفضل التقدم الكبير الذي أحرزه  في مجال صناعة الأحذية، ويقول: "في اعتقادي أن النجاح في تشغيل القرض وإرجاعه يتطلب من الفرد أن يكون صاحب تجربة، فأنا مثلا أملك خبرة تزيد عن 25 سنة في مجال صناعة الأحذية، ساعدتني على معرفة كيفية التصرف في القرض".

وإذا كان فريد صانع الأحذية، يرى بأن النجاح في تشغيل القرض المصغر وإيفاء حقه قبل الموعد للوكالة يتطلب أن يكون المعني صاحب خبرة مهنية، فإن السيدة وردة بوزردة، حرفية في مجال الخياطة، ترى غير ذلك وتقول: "حقيقة الخبرة المهنية مهمة للنجاح في تشغيل قيمة القرض بمشروع، إلا أنني لا أوافق تماما هذا الرأي، فأنا مثلا عندي تجربة ميدانية طويلة الأمد في مجال الخياطة، غير أن إقبالي على طلب القرض كان بعد دراسة دقيقة لمشروعي والمتمثل في التكفل بتحضير وخياطة تجهيزات المطبخ من مآزر وأغطية طاولات ونوافذ، بالنظر إلى الإقبال الكبير على هذا النوع من التجهيزات، في اعتقادي الاستثمار الناجح في القرض يتطلب دراسة المشروع من كل الجوانب، لذا أعتقد أن القرض بالنسبة لي كان بمثابة مكمل لمشروعي".

وترى ليندة لازوك التي اختارت أن تطلب قرضا مصغرا للدفع بمشروعها المتمثل في خياطة ألبسة مهنية جاهزة، مثل ألبسة الطبيب وعامل النظافة والمحامي، أن النجاح في تشغيل القرض المصغر لا يتطلب فقط الخبرة المهنية والدراسة الجيدة للمشروع، بل ويتطلب الأمر أيضا العمل الجاد المتمثل في البحث عن أسواق لتصريف ما يتم تصنيعه، حسب نوعية المشروع، وحسب محدثتنا: فإن "النجاح الذي حققه مشروعها كان بفضل بحثها الدائم عن أسواق ممثلة في مؤسسات ومصالح استشفائية وتربوية، وبالمناسبة تقول؛ "أشجع كل من لديه صنعة أو حرفة أو مهنة معينة، على المبادرة إلى تحضير مشروع والإقبال مباشرة على طلب القرض خاصة، أنه من دون فوائد ومدة الدفع معقولة".

القروض مهمة، ولكن؟

وإذا كانت بعض النماذج نجحت في تحويل قيمة القرض إلى مشاريع ناجحة، فإن البعض الآخر من طالبي القرض وعلى الرغم من توفر الخبرة المهنية ودراسة المشروع، غير أن شح الزبائن جعلهم يتخوفون من حلول مواعيد آجال تسديد قيمة القرض، وهو حال مراد طهراوي، سباك، حدثنا قائلا: "حقيقة القرض بالنسبة لمن يملك صنعة يساعده في إعطاء الدفع الأول للعمل كتأمين العتاد أو كراء المحل، غير أن الإشكال الذي نواجهه والذي أتمنى أن يتم النظر فيه من طرف الوكالة نفسها، هو عقود العمل بالنسبة لبعض المشاريع، فأنا حصلت على قرض اقتنيت به عتاد العمل وسيارة للتنقل بها، وأملك خبرة مهنة جيدة في مجال عملي، غير أنني أجد صعوبة كبيرة في البحث عمن يحتاج إلى  خدمات سباك، وأمضي طيلة اليوم بالتجوال، وفي كثير من الأحيان دخلي بسيط لا يكفي لأسد به احتياجاتي، فما بالك بالقرض نفسه، لذا حبذا لو أن الوكالة تفتح المجال أيضا لاستقطاب أسواق الشغل كالمشاريع المتعلقة بالسكنات، وبهذه الطريقة تساعدنا على العمل وعلى إرجاع قيمة القرض، وهو نفس الرأي الذي لمسناه عن مصطفى شريف مصلح الأجهزة الكهربائية الذي كان محظوظا، فبعد أن استفاد من قرض حصل أيضا على محل في إطار المائة محل التي كان قد أعلن عنها رئيس الجمهورية، ويقول: "ما حفزني على طلب القرض كونه من دون فوائد ومدة إرجاعه معقولة، وبحكم أن صنعتي لا تتطلب قرضا كبيرا، قررت خوض التجربة لشراء بعض العتاد الضروري للقيام بعمليات التصليح، خاصة أن الأجهزة الكهربائية أصبحت متطورة جدا، غير أننا كأصحاب صنعة نتمنى أن يتم توجيهنا إلى المشاريع السكنية ليتسنى لنا العمل وتسديد قيمة القرض، لأنه يتحول إلى نقمة عندما يتملكك التفكير في كيفية إعادة تسديد قيمته".