قليلات مازلن يحافظن عليه

القردون الجزائري يلهم صناع الموضة

القردون الجزائري يلهم صناع الموضة
  • القراءات: 5709
 أحلام.م أحلام.م

أطلت عارضات الموضة العالميات مؤخرا بشكل جديد، جمع بين اللباس العصري المحتشم وتسريحة شعر جديدة كان فيها «القردون» الجزائري سيّدا، حيث عمد صناع الموضة إلى الاعتماد عليه في هذه الطلة مع الإشارة إلى أن موطنه الجزائر، حسبما نشرت مجلة «فوغ». وقد أشعل هذا الحدث مواقع التواصل الاجتماعي على غرار فايس بوك وتويتر، واختلفت فيه تعليقات السيدات والفتيات بين معجبات ومستغربات لسر الميل إلى هذا الإرث القديم، الذي كان ميزة مشطة الفتيات في الثمانينات والتسعينيات.

رغم التراجع الكبير في استعمال القردون ـ وهو لمن لا يعرفه، شريط طويل من القماش بلون فوطة القبائل، كما يمكن استعمال شريط آخر من القماش يكون بسمك وطول شعر مستعملته، يُلف على الشعر جيدا بغرض ترطيبه وتطويله وتمليسه، فهو يعمل عمل المجفف الكهربائي ـ إلا أن الكثير من المحلات المختصة في بيع الأقمشة والحاشية مازالت تبيعه في ظل وجود سيدات مازلن يحرصن على وضعه لبناتهن الصغيرات خاصة صاحبات الشعر المنتفخ أو المجعد. والأصل فيه أن يوضع القردون بعد الاستحمام وتجفيف الشعر بالمنشفة أو قبل الخلود إلى النوم، كما يتم رخيه من جهة الرقبة بمحادات البصلة السيسائية حتى لا يعيق  أريحية النوم. ولأن مزاياه كثيرة فإن الكثير من الفتيات والسيدات خاصة في سن الثلاثين وما فوق، قد رافقهن لمدة معيّنة من عمرهن، تقول رشيدة أم لطفلين: «أذكر أني استفدت من مزايا القردون لسنوات عديدة من عمري، خاصة خلال المرحلة التي كان فيها شعري طويلا، حيث تجلسني أمي في حضنها وتركّبه على شعري بكل حب. وأكثر ما كنت أحب فيه النتيجة المحصل عليها، عندما أقوم بنزعه في اليوم الموالي، بحيث ينسدل شعري ويكون حريريّ الملمس».      

الحنين إلى أيام القردون الخالية، صفة لُمست لدى العديد من الفتيات اللواتي تركن تعليقاتهن على مواقع التواصل الاجتماعي، فبين من لها ذكرى طيبة معه وأخرى تراه رمزا للحشمة  ورفيقا في الطفولة، ترجمت التعاليق الأحاسيس، إذ قالت نورة: «مند سنوات لم أركّبه على شعري، فقد عاش معي سنوات طويلة، ووجدت فيه نتائج إيجابية بعد كل استعمال، حتى إنني كنت أطلب من شقيقتي الكبرى يوميا قبل النوم تمشيط شعري ووضعه لي، علما أنه كان سببا مباشرا في تطويل شعري، إلا أنني الآن أفتقده؛ فبعدما تزوجت قصصت شعري لكن الحنين يشدني إليه».  

وعلّقت وفاء قائلة: «جميل جدا أن يكون الإرث الجزائري ملهما للشعوب الأخرى. من جهتي مازلت أضعه على شعر ابنتيّ رغم أن شعرهن حريري الملمس، فأرى أن القردون لا يشغل الفتاة عن الدراسة مثل الشعر المسدول في كل الأوقات».