تُعد مطلب العائلات العنابية

"القديد" و"البركوكس" والبقوليات لتدفئة الأجسام

"القديد" و"البركوكس" والبقوليات لتدفئة الأجسام
  • القراءات: 992
سميرة عوام سميرة عوام

غيرت أغلب العائلات بعنابة نمط غذائها اليومي، بعد التقلبات الجوية الأخيرة وانخفاض درجة الحرارة، حيث تعرف محلات بيع البقوليات وكذلك العجائن، إقبالا واسعا لاقتناء كل ما يتناسب وفصل الشتاء، خاصة أن عنابة أصبح طقسها أكثر برودة خلال السنوات الأخيرة مع تضاريسها الوعرة. ولمواجهة البرد القارس خلال فصل الشتاء، تلجأ بعض ربات البيوت لصناعة "البركوكس" بمختلف أنواعه، وعرضه في المحلات والأسواق.

يعرف هذا النوع من المعجنات طلبا كبيرا؛ حيث يصل سعر الكيلوغرام الواحد منه، إلى نحو 300 دينار. وإذا كان مصنوعا من دقيقة القمح يتغير السعر، وعليه فهناك من العائلات من تجد في فصل الشتاء فرصة للاسترزاق من خلال خلق شبكة تواصل مع الزبائن، وعرض السلعة مباشرة. ومن بين المشاريع الأخرى التي تتناسب والشتاء، أنواع المخللات؛ كـ "الطرشي" و"البفجوخ"... والتي تكون صالحة طيلة أيام البرد، فيما يبقى "القديد" و"الخليع" الطبق المفضل عند العنانبة. وهناك من يقطع المسافات للبحث عنه في الولايات القريبة؛ مثل باتنة، وتبسة، وسوق أهراس... من أجل اقتنائه، وإدماجه كمكون رئيسي في الأطباق الشتوية.  ويُستعمل القديد مع الكسكسي و"البركوكس"، وحتى البقوليات. ويُعتبر من الأغذية الصحية التي تعطي الجسم قوة، خاصة بالنسبة للعمال والفلاحين؛ إذ يعوَّل على هذا الطبق الشتوي المناسب للأعمال الشاقة. ومن بين الأطباق التي تتناسب وبرد فصلي الخريف والشتاء، طبق حمص "دوبل زيت"، وهي الأكلة الشعبية الأكثر طلبا من الرجال. وهناك من يطلبها عند خروجهم مباشرة من صلاة الفجر، حيث تجد المطاعم التقليدية تعج بالمواطنين الباحثين عن مثل هذه الأكلات المغذية؛ منها اللابلابي، وهو الحمص الذي ينكَّه بعد تحضيره، برشة الكمون وزيت الزيتون وكذلك البصل. ويعتبره سكان بونة مضادا حيويا لأمراض الشتاء. ويصل سعر الصحن الواحد من حمص "دوبل زيت"، إلى 500 دينار في أغلب الأحيان، حسب المواد التي يحضَّر بها. ويلي هذا الطبقَ طبقُ الفول مالح وبنين، وهي أكلة شعبية تتميز بها المنطقة الشرقية للبلاد وبعض ولايات الجنوب، مكوَّنة من فول وبعض المنكهات التي تعطيه لمسة سحرية، تسيل لعاب المارة، خاصة في فصل الشتاء.

وأمام هذا التنوع الكبير في الأكلات الشعبية، تبقى المرأة غير تائهة في تحضير ما يطلبه أفراد عائلتها، خاصة في زمن البرد والثلج والتقلبات الجوية الأخيرة.