القابلة التقليدية تحافظ على مكانها بالطارف

- 1014

ما زالت الولادة في البيوت سائدة في العديد من المشاتي في ولاية الطارف، إذ تقوم القابلة التقليدية بتوليد النساء، وهي مفضلة لدى العديد من العائلات بمشاتي بلدية وادي الزيتون، حدود ولاية سوق أهراس، وبالتحديد بمشاتي أم حصان ولمراس وبومدين وخامسة. وقد توارثت العديد من النسوة هذه العادة بفضل مرافقة القابلات بالأمس، عندما كانت الولادة التقليدية سائدة بكثرة في المجتمعات.
النساء الحوامل بهذه المشاتي لا يتجهن إلى الأطباء للفحص، بل يكتفين بإرشادات من طرف القابلات التقليديات المتواجدات بمقر مشاتيهم. وقد سادت هذه العادات بسبب غياب الأطباء عن قاعات العلاج بهذه المشاتي وكذا انعدام المسالك المؤدية إلى المناطق الحضرية الموجودة بها المستشفيات، وكذا غياب النقل في هذه المناطق الريفية. وقد كانت لـ«لمساء" جلسة مع الحاجة أم الخير، 80 سنة، من بلدية وادي الزيتون، حدثتنا فيها عن العدد الكبير من الأطفال بمشاتي وادي الزيتون، تمت ولادتهم على يديها في أوقات متأخرة من الليل، تقول: "لقد ورثت عمل القابلة التي اعتز بها كثيرا من أختي التي كانت تمتهن مهنة توليد النساء، لكن في ذلك الوقت بدون مقابل، بل كانت تكتفي بهدية تقدمها أم المولود لها وأنا على عهدها حتى الآن، كما أن طريقة الولادة التقليدية في البيوت التي باشرتها بيدي لم تسجل أي نزيف دموي أو أي حادث يذكر، عكس ما يتداول اليوم في الطب الحديث عن وقوع النزيف الدموي عند المرأة أثناء الولادة والجراحة القيصرية، فكل هذه الأشياء لم تصادفني لأن النساء الريفيات يعملن كثيرا، لذلك تكون ولادتهم سهلة". للعلم، فإن النساء الحوامل بهذه المناطق لا يخضعن للتطعيم بمصالح الأمومة والطفولة المتواجدة بالوحدات الصحية، كما أن العديد من الأطفال يقضون من شهر إلى شهرين حتى يتم تسجيلهم بمصالح الحالة المدنية، بحضور شاهدين عن حدوث هذه الولادة. كما تفتقر معظم مستشفيات الولاية لأخصائي طب النساء، إذ يقتصر الأمر على قابلات في شبه الطبي.