يعد الفنان محمد سعيداني، إطار بمديرية الصيد البحري في عنابة، ممن روضوا الأشياء البسيطة وحولوها إلى تحف فنية، بعد أن اقتحم عالم الإبداع وصناعة التحف الفنية المستوحاة من الطبيعة وأغصان الأشجار القديمة، ولحائها المائل إلى البني والأصفر، وحتى الأحمر، منذ أكثر من عام تقريبا، حيث شعر بإحساس داخلي دفين يلاحقه منذ صغره، إلا أن ضيق الوقت وانشغاله بالعمل وأسرته أجل حلمه الجميل، إلى أن تفتق وظهر فجأة بعد حكايته التي بدأت في البحث عن ديكورات جميلة يزين بها المنزل، فوجد أن أغلبها باهظ، رغم بساطتها، ومن هنا فكر محمد في العودة إلى صناعة تحف ذات أشكال وألوان مختلفة، وجدت مكانا لها وسط عالم الديكورات، فالإقبال عليها واسع، وأصبح الفنان محمد سعيداني من صناع التحف الرائعة والديكورات التي تضفي جمالا ورونقا على المنازل والمكاتب، وحتى السكنات الفخمة.

خلال جلسة فنية جمعتنا مع الفنان محمد، الذي وجدناه منهمكا في صناعة قطعة فنية فريدة من نوعها، وببساطته المعهودة فتح لنا قلبه، وبحياء وكلمات نابضة من دواخله، قال الشاب محمد، إن أول خطواته في مجال الإبداع، بدأت مع الرسم سنة 1989، حيث رسم لوحة فنية لديك، وقد تم اختيار هذه اللوحة كأحسن رسم تم عرضه في معرض خاص بقصر الثقافة في عنابة، من هنا انطلقت رحلته مع الإبداع، والذي يعتبره شعورا جميلا يعطي للإنسان إحساسا بالقطع المقدمة، والتي تكون في بدايتها مواد خام، وبواسطة مبرد وبعض المواد البسيطة جدا، يحولها مرة إلى مزهرية، ومرة إلى سمكة، وفي أغلب المرات إلى ثرية تضيء منازل الناس، أما عن المواد المستعملة، يضيف الأستاذ محمد سعيداني، فإنه يبحث عن بعض بقايا الأشجار المعمرة والقديمة ليأخذ منها الخشب ويصنع تحفا، حسب طلبات الزبائن، مع مزج مجموعة من الألوان التي تتناسب والتحفة المقدمة للزبائن.

للتعريف بتحفه والترويج لها عن طريق التسويق الإلكتروني، فتح محمد صفحة على "الفايسبوك" اسمها "Artdeco Wood"، ومن خلال صفحته، نجد الشاب يبذل كل جهده لتوسيع تواصله مع المعجبين بتحفه، وتقديم لهم كل ما يريدون، مقابل سعر بسيط، مقارنة بما تتوفر عليه المجالات من ديكورات. من بين أمنيات الفنان وصانع التحف الفنية الجميلة محمد سعيداني، المشاركة في معرض وطني خاص بالتحف والبحث عن آليات جديدة لتسويق منتوجه، في سبيل مواصلة نشاطه الذي يتطلب صراحة الصبر والجهد الكبير، فهذا المبدع تجده يتنقل للبحث عن الأشجار القديمة، من أجل استخراج الخشب وتحويله إلى النجار من أجل تقطيعه، ومن ثمة ينزوي لوحده وتبدأ رحلة الانشغال على التحف الجميلة، التي تقدم لمحبيه وأصدقائه وكل باحث عن جمال الديكورات المقدمة من يد محمد، صانع التميز والتفرد، رغم بساطة المواد الموجودة.