ترى وداد صالحي، مسيرة "تكنوبول هضبة قسنطينة"، وعضو في اللجنة الوطنية لتنسيقية متابعة الابتكار وريادة الأعمال الجامعية، المكلفة بمجمعات المؤسسات الناشئة و«فاب لاب" لجهة الشرق، أن التسهيلات التي تقدمها الدولة، من توجيه وتكوين ومرافقة للطلبة الجامعيين في مجال المؤسسات الناشئة، يمكن أن تحقق نتائج مثمرة في المستقبل، بما يسمح بتنويع مصادر الثروة وتوفير مناصب الشغل. وقد ثمنت المكلفة بمجمعات المؤسسات الناشئة و"فاب لاب" لجهة الشرق، استراتيجية الدولة، الرامية إلى جعل الجامعة قاطرة للتنمية المستدامة.

❊ ماذا تقول العضوة في اللجنة الوطنية لتنسيقية متابعة الابتكار وريادة الأعمال الجامعية، الأستاذة وداد صالحي، عن القرار 12/ 75؟ هل ترين أن التوجه نحو حاضنات الأعمال بات اليوم أمرا مهما؟

** أرى أن القرار الوزاري 12/ 75 الخاص بتحديد كيفيات إعداد مشروع مذكرة تخرج، للحصول على شهادة جامعية ـ مؤسسة ناشئة- من قبل طلبة مؤسسات التعليم العالي، كان أكبر تحفيز للطلبة، خاصة في ظل وجود التسهيلات التي توفرها الدولة في مجال تمويل براءات الاختراع والنماذج الأولية، وأُأَكد هنا، على أن التنوع الاقتصادي ضرورة ملحة في الوقت الراهن، لأن الجزائر ثرية بمواردها، ومن الضروري استغلالها للحصول على مصادر دخل إضافي، لهذا فقد وجهت الدولة أهدافها نحو هذا المجال. وبات التوجه نحو حاضنات الأعمال ضروري.

❊ كيف يمكن تطوير مجال ريادة الأعمال في بلادنا؟

❊❊ أكيد أن التوجه نحو المقاولاتية والمؤسسات الناشئة، يعتبر ثورة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، خاصة أن الجامعة تتوفر على البذرة الأساسية للنجاح، وهي الطالب، كما أن العديد من المشاريع المقترحة أثبتت مهارات الذكاء المقاولاتي عند الطلبة، من بين المشاريع المقترحة، تطبيقات ذكية وأفكار تعتمد بالأساس على الذكاء الاصطناعي، هذا الأخير الذي أثبت مهارة عدد كبير من الطلبة الجزائريين، الذين طوروا مهارات الذكاء الاصطناعي. أما التخصصات فهي كثيرة، على غرار العلوم الإنسانية، العلوم الدقيقة وغيرها.

❊ تم تنصيبك مسيرة "تكنوبول هضبة قسنطينة"، ما الهدف من إنشاء هذا القطب؟

❊❊ "هضبة قسنطينة"، أو كما يطلق عليها "سيلكون فالي الجزائر"، سميت بهذا الاسم، كون موقعها جاء على شكل هضبة، أعلى جامعة قسنطينة "3" (صالح بوبنيدر)، كما أنها تستحوذ على 60٪ من المساحة الإجمالية للجامعة. الهدف من هذا القطب التكنولوجي، أن يكون مدينة تكنولوجية نموذجا، ممثلا للمدينة التكنولوجية الأمريكية التي كانت منشأ أكبر الشركات العالمية، مثل "غوغل" وغيرها، سنعمل على تشجيع وتسهيل عمل حاملي المشاريع المبتكرة لتجسيد مؤسساتهم. تضم الهضبة ثلاثة أجنحة، وكل جناح مكون من طابقين، حيث يضم كل طابق مكاتب سيتم تخصيصها لحاملي المشاريع المبتكرة، كما تم تخصيص أزيد من 400 مكتب مجانا لأصحاب المشاريع، لمدة سنة قابلة للتجديد، فضلا عن أن صاحب المشروع يتوطن داخل الهضبة بعد دراسة ملفه من قبل لجنة توجيه حاملي المشاريع الإبتكارية. كما أن هذا القطب التكنلوجي، الذي خصص للطلبة المتخرجين، أو في طور الدراسة، من حاملي علامة "مؤسسة ناشئة" أو علامة "مشروع مبتكر" من قبل وزارة اقتصاد المعرفة في صالحهم، كونه سيحميهم من عبء الكراء وتكاليف أخرى، ويساعدهم على الحصول على سجل تجاري.

❊ بالموازاة مع منح الوزارة هذه الفضاءات، ماذا عن مشروع إنشاء مخبر للتصنيع؟

❊❊ وزارة التعليم العالي قامت، مؤخرا، بفتح أرضية تكنولوجية، تمكن حاملي المشاريع الابتكارية من الاستفادة من خدماتها، وهي كلها تسهيلات لتوجيه وتدريب ومرافقة المعنيين، لطرح وتطوير الأفكار والحصول على وسم المؤسسة الناشئة، وبدورها تقوم وزارة اقتصاد المعرفة، بتمويل المشروع عن طريق صندوق المؤسسات الناشئة. كما سيحتضن القطب التكنولوجي، مشروع إنشاء مخبر تصنيع لفائدة أصحاب المشاريع، حيث تم تخصيص 2500 متر مكعب تابع لوزارة المعرفة، بهدف فتح فرع للصندوق الجزائري لتمويل المؤسسات الناشئة، وفرع لمسرع المؤسسات الناشئة، من أجل تقليص معاناة التنقل إلى العاصمة.

❊ ماهي أهم الاختصاصات التي شارك بها الطلبة أصحاب المشاريع؟

❊❊ المؤسسات الناشئة المموطنة على مستوى "تكنوبول"، تضم العديد من الاختصاصات، كمؤسسات في الاقتصاد الأخضر، الطاقات المتجددة، الألواح الشمسية، سبورة ذكية، روبوتيك، تطبيقات ومواقع إلكترونية في الصحة، التعليم، السياحة، التربية وغيرها. بالهضبة يوجد أرضيتان تكنولوجيتان، إلى جانب المحطة التكنولوجية للمدرسة متعددة التقنيات، وهي أكبر محطة تكنولوجية في إفريقيا، إلى جانب دار الذكاء الاصطناعي والمخبر الجهوي للبيوتكنولوجيا، كلها متوفرة في القطب التكنولوجي.

❊ تحدثتم عن صندوق تمويل المؤسسات الناشئة، هل من توضيح أكثر عن الموضوع؟

❊❊ نعم، سيتم تنصيب صندوق تمويل المؤسسات الناشئة "لااساف" ومسرع المؤسسات الناشئة "الجيري الفانتر" على مستوى الهضبة، خلال الأسابيع القليلة القادمة، حيث خصص لها على مستوى جناح رقم "1"، طابق بمساحة 2500 متر مكعب، إلى جانب وجود حامل المؤسسات الناشئة في بيئة مقاولاتية بامتياز، في ظل توفر عدة محطات تكنولوجية ذات مستوى عال. كما سيتم فتح مخبر "فاب لاب"، جهوي من قبل وزارة اقتصاد المعرفة.

❊ بحكم إشرافك على هذا القطب التكنولوجي، حديثينا عن التكوينات وعمل الهضبة؟

❊❊ لقد باشرنا منذ 4 ماي الجاري، بهضبة قسنطينة، تنظيم أيام تكوينية حول كيفية إيداع وتحرير براءة اختراع، بمناسبة اليوم العالمي للمكية الفكرية، حيث تم الوقوف، من خلال جلسة عمل مع المؤسسات الناشئة، على أنه لم يقم الكثير منهم بإيداع براءة الاختراع، بسبب جهلهم بكيفية تحرير وإيداع براءة الاختراع، ما يعني أن مؤسساتهم غير محمية، وقد يكونون عرضة للسرقة، وهو ما دفع مسيري الهضبة، بالتعاون مع المعهد الوطني للملكية الصناعية، إلى تنظيم هذا التكوين، لصالح 18 مؤسسة ناشئة ينشطون في مجالات مختلفة، على غرار تربية المائيات، الألواح الشمسية، منصات وتطبيقات متطورة، روبوتيك وغيرها.

❊ هل من برامج تكوينية أخرى؟

❊❊ احتضن "تكنوبول هضبة قسنطينة"، منذ افتتاحه، أياما تكوينية لفائدة الطلبة المسجلين، تطبيقا للقرار 12/75، بهدف منح شهادة مؤسسة ناشئة أو شهادة براءة اختراع، من تأطير خبراء وأعضاء اللجنة الوطنية التنسيقية لمتابعة الابتكار وريادة الأعمال الجامعية، كما سيتم تنظيم تكوينات أخرى، حسب احتياجات المؤسسات الناشئة الموطنة.