معرض للصناعة التقليدية بـ "ميدياتيك أغا"

الـتعـريف بإبداعات المـرأة

الـتعـريف بإبداعات المـرأة
  • القراءات: 891
تعمل العديد من الحرفيات على التعريف بأنفسهن وحرفهن، سواء أولئك المنتميات إلى جمعيات متخصصة أو المنضويات تحت لواء الفيدرالية الوطنية للحرفيين أو حتى تلك اللائي يبدعن بصفة خاصة، لأن المعارض تعتبر القناة الوحيدة للتعريف بأنفسهن وحرفهن، وفرصة تجارية لا تعوض لتصريف إبداعاتهن وتحقيق مدخول مادي لا بأس به. هكذا اتفقت معظم الحرفيات المشاركات مؤخرا في معرض للصناعات التقليدية احتضنته "ميدياتيك أغا" ببلدية الجزائر الوسطى.
شاركت 7 حرفيات من ولاية الجزائر في معرض للصناعة التقليدية بـ’ميديايتك أغا’ بين 11 و20 أكتوبر الجاري، عرضن خلاله إبداعاتهن في مجال الحرف اليدوية التي تنوعت بين الرسم على الزجاج والموزاييك والطرز البربري وصناعة الصابون التقليدي. واختلفت أراء الحرفيات اللاتي يمثلن مختلف الفئات العمرية في نظرتهن إلى الحرفة اليدوية،  بين من ورثتها عن أسرتها وتلك التي تعلمتها للضرورة الحياتية وأخرى وجدت لنفسها متسعا من الوقت بعد التقاعد فحاولت ملءه بحرفة يدوية.
وقالت السيدة فاطمة ادريسي الحرفية في صناعة الصابون التقليدي؛ إن المعارض فرصة ذهبية للحرفي، خاصة المبتدئ للتعريف بنفسه وبحرفته ومحاولة إيجاد زبائن، سواء في محيط سكنه أو من مناطق أخرى، وهذا الذي شجعها في كل مرة على المشاركة في معارض جهوية وجوارية، تقول بأنها قد تصل إلى حوالي 50 معرضا، وفي كل مرة تحاول تجديد طاقتها الإبداعية بتبادل الخبرات.
هذا الذي تشير إليه الحرفية في "الموزاييك" السيدة زينب باب موسى التي تؤكد أن المعارض ملتقى يجمع الحرفي بمحبيّ الإبداع الفني، مشيرة إلى أن أحسن طريقة لملء وقت الفراغ، خاصة بالنسبة للمرأة، هو تعلم صناعة يدوية "ويمكن لأي كان أن يبدع فيها بطريقته الخاصة"، تقول الحرفية التي وجدت في حرفتها أحسن شيء يملأ وقتها بعد تقاعدها، وتضيف أن حب حرفة يدوية كان يراودها كثيرا، لكن غياب الوقت جعل تلك الرغبة تركن جانبا، إلى أن جاء التقاعد ليجعل حنينها للصنعة اليدوية يطفو مجددا، فلم تتوان عن إتقانها والبحث عن الجديد فيها. وتؤكد أن الحرفة اليدوية عالم آخر جميل يجعلها تنوء بنفسها عن مشاغل الدنيا ومشاكلها، حيث تجد نفسها في بحث دائم عن أحجار وقطع رخام وأصداف تشكل المادة الأولية لحرفتها الجميلة التي جعلتها كذلك تبحث في أغوارها، وتقرأ عنها في أمهات الكتب لتدرك أخيرا أن الموزاييك أو الفسيفساء من أقدم الفنون اليدوية التي تعود إلى القرن السادس قبل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام. كما تشير من جهة أخرى إلى أن الحرفة اليدوية التي يطورها كل حرفي حسب رغبته وإبداعاته، لابد أن تورث لأجيال لاحقة، وعليه فإن الحرفية تشرف حاليا على تقديم دروس لتلقين حرفتها بالمركز الثقافي "عيسى مسعودي" ببلدية حسين داي، حيث تتقدم فتيات ونساء لتعلم أصول هذه الحرفة اليدوية، وهو نفس ما تقوم به الحرفية في الطرز البربري وهيبة تمدراري التي تتقن هذه الحرفة منذ 25 سنة خلت، وتقول؛ إن الحرفة اليدوية أكسبتها استقلالية كبيرة، بحيث تضع لمساتها الخاصة في كل قطعة تبدعها، قد تتراءى لأي كان أن أغلب المصنوعات متشابهة، إلا أن الحرفية ترى كل قطعة محايدة عن الأخرى، والاختلاف -حسبها- يكمن في أشكال الرموز المستعملة، "في الزمن الغابر كانت المرأة القبائلية نادرا ما تتحاور مع زوجها أو أسرتها، وإذا احتاجت للحديث عن دواخلها فإنها تعبر عن ذلك عن طريق رموز تقوم بطرزها على قطع قماش، أو نحتها على الطين أو الفخار، وهي نفس النقوش التي نستعملها في طرزنا حاليا على الأقمشة، لكن بعصرنتها واستعمالها على الحرير أو الصوف وغيره".
وتعمل الحرفيات حاليا على التحضير لمعرض آخر للصناعة التقليدية المرتقب في منتصف نوفمبر القادم بقصر المعارض في العاصمة، ويأملن أن يحضره العديد من الزوار كون المعارض مهمة، لكن الأهم منها أن تكون في أماكن معروفة يتردد عليها المواطنون ليتمكن الحرفي من التعريف بنفسه على نطاق واسع. كما تعمل إدارة "الميدياتيك" على تحضير برنامج آخر وواسع للأنشطة الثقافية، حسبما تشير إليه السيدة راضية شكيراد حاجي مديرة مكتبة متعددة الإعلام "أغا"، وأوضحت أن البرنامج يدور حول الاحتفال بستينية الثورة المجيدة، بتنظيم العديد من المحاضرات والندوات التي سيشرف عليها أساتذة وباحثون في التاريخ، على غرار الأستاذ مجيد كازيتاني المرتقب أن يعرض كتابه (سجناء جناين بورزق) قريبا بنفس المكتبة.