حميدة عمراني مختصة نفسانية

العنف ضد الزوجة ظاهرة مرضية تحتاج إلى مرافقة نفسية

العنف ضد الزوجة ظاهرة مرضية تحتاج إلى مرافقة نفسية
  • القراءات: 773
رشيدة بلال رشيدة بلال

ترى المختصة في علم النفس الأستاذة حميدة عمراني في معرض حديثها مع "المساء"، بأن العنف في المجتمع الجزائري عادة يبدأ بعنف لفظي يبادر به الزوج نحو زوجته، ومن ثمة ينتقل إلى العنف المادي؛ من خلال تحطيم ما يتوفر في المنزل. وعندما يجد استجابة من الزوجة، التي، هي الأخرى، تردّ على  العنف اللفظي بآخر مثله، ينتقل الزوج إلى العنف الجسدي من خلال التعدي عليها بالضربوحسبها، فإن بعض الرجال يبررون العنف من وجهة نظر شرعية، وهي أن الدين يمنحهم الحق في تأديب النساء، غير أن هذا المفهوم ـ تقول ـ "خاطئ"، وهو  ما عزز وعمّق ظاهرة العنف المسلط على الزوجة.

ومن جهة أخرى، ترى المختصة النفسانية من خلال الحالات الوافدة عليها طلبا للاستشارة، أن "الأسباب التي تجعل الزوج يعنّف زوجته تغيرت؛ إذ كانت في ما مضى، محصورة فيما بينهما، ولكن اليوم  أصبح مجرد التعبير عن الرأي سببا لأن يعتدي الزوج على زوجته بالضرب لمجرد أنها خالفته  في الرأي، أو أعطت رأيها  في موضوع ما"، إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي، التي عمّقت مفهوم الخيانة الزوجية الذي تواجه به الزوجة زوجها، مما يدفع بالزوج إلى ضرب زوجته من أجل التهرب؛ تقول: “وبالتالي فإن مواقع التواصل الاجتماعي فتحت باب المقارنة، وغذّت العنف الزوجي بين الطرفين"وأكدت المختصة الاجتماعية أنها تتلقى من 3 إلى 5 حالات لنساء معنفات يطلبن الاستشارة، ويقدمن شكوى ضد أزواجهن، لافتة في السياق، إلى أن العنف لا يرتبط بالمستوى الثقافي والاجتماعي لدى الفئات الهشة فقط، وإنما نجده أيضا، لدى أشخاص واعين ومثقفين؛ ما يعني أن الزوج الذي يصل إلى تعنيف زوجته للتنفيس عن غضبه وتفريغ الضغط الذي عاشه أو يعاني منه، يحتاج إلى مرافقة وتكفل نفسي، مؤكدة أن هذه الفئة بالذات، لم تتربّ على كيفية حل الأزمات، وإنما على ممارسة العنف لحل المشاكل.