في الوقت الذي يرى البعض أن العنايةتقتصر على تنظيفها فقط

العناية بالأسنان تبدأ بنظام غذائي سليم

العناية بالأسنان تبدأ بنظام غذائي سليم
  • القراءات: 647

تشكل العناية بالأسنان من أكثر المواضيع التي يوليها الفرد اهتماما خاصا، لما تمثله هذه الأخيرة من معيار للجمال من جهة وللصحة الجيدة من جهة أخرى وتتمثل  العناية في التنظيف، فضلا عما يتم استهلاكه من أغذية مفيدة لها، ولمعرفة مدى اهتمام الجزائريين بذلك، كان لـ«المساء» جولة استطلاعية بين المواطنين لمعرفة مدى اهتمامهم بأسنانهم.

وقد تبين لنا  اختلاف ثقافة العناية بالأسنان بين أوساط المجتمع، فمن الأفراد من يرى أن الاهتمام بها يقتصر على تنظيفها يوميا قبل النوم، في حين يرى آخرون أن ذلك  لابد أن يتم بعد كل وجبة غذائية، وهم نفسهم الأشخاص الذين يمتلكون قناعة مفادها أن ما يتم تناوله من أطعمة له تأثير مباشر على صحة  الأسنان، منها الأطعمة المفيدة لها وأخرى المضرة بها، من جهة أخرى هناك من يعتبر زيارة طبيب الأسنان من الأولويات، وعلى علم أن وجود مشكل في الأسنان أو في اللثة هو بداية مشكل آخر في الصحة بشكل عام، إذ أن العديد من الأمراض قد تحفزها تلك المشاكل مثل التسوس.

في البداية كان لنا حديث مع الآنسة «فريدة»، 30 سنة، أوضحت أن ثقافة العناية بالأسنان غائية نوعا ما لدى الأسر الجزائرية، وهذا بحكم التاريخ إذ أن قديما لم يل الأجداد عناية خاصة بهذا الجزء من الجسم، وكان يهمش لدرجة أن الذهاب عند مختص في طب الأسنان كان يكاد ينعدم في تلك الفترة، وكانت إذا وصلت الحالة بالآم في الأسنان يذهب الفرد إلى الحل الجذري هو اقتلاعها مباشرة دون البحث عن علاجها، هذا كله في ظل غياب الأدوات اللازمة للعناية بالأسنان، مضيفة أن اليوم يعد روتين التفريش من كماليات البعض في حين يلي له آخرون اهتماما خاص، لكن يبقى ذلك بمعدل غير كاف وهو تفريش الأسنان قبل النوم.

وعلى صعيد آخر، أبدت فضيلة يحياوي، عاملة بالبنك المركزي أن الاهتمام والعناية بالأسنان من أولويات حياتها، إذ أن ابتسامة جميلة هي مرآة الجسم السليم، مشيرة إلى أنها تهتم بشكل خاص بأسنانها، سواء من حيث التفريش، أو استشارة الطبيب المختص لعلاجها في حالة وجود أي تسوس، إلى جانب الاهتمام بما تتناوله، قائلة أن ما نستهلكه يلاحظ مباشرة على الأسنان، ولأسنان بيضاء لابد من الابتعاد عن كل ما يتسبب في اصفرارها، كالمواد المصنعة التي تحتوي على ملونات، وكذا القهوة والشاي، في حين تكثر من استهلاكها للحليب ومشتقاته لغناه بالكالسيوم الذي يقوي الأسنان ويحميها من التسوس، وأضافت أن اليوم العديد من مراكز التجميل تدخل في عروض خدماتها خدمة تبييض الأسنان وذلك دليل على الوعي الذي بات يميز البعض في هذا المجال، ولعل تراكم هذا المشكل وتسببه في مشاكل صحية أكبر هو ما جعل المواطنين يعيدون التفكير في أهمية الاعتناء بالأسنان، إذ أن بعض حالات أمراض القلب أو التهابات في الرئة أو غير ذلك ما هي إلا تراكم لمشكل الأسنان، حيث أثبتت دراسات طبية أن تراكم الجراثيم في الأسنان من الممكن أن ينتقل إلى الرئة مع تقدم السن، فيسبب نوعا خطيرا من أمراض التهابات الرئة، أو انتقال ذلك الالتهاب إلى عروق الدم التي تصل إلى القلب.

من جهته، قال عز الدين برطالي طالب، في الطب إن العناية بالأسنان بشكل خاص له العديد من الأوجه، فالعناية حسبه لا تقتصر فقط في فرش الأسنان وإنما صحتها مرتبط أيضا بما نتناوله، فمثلا تلك الأطعمة التي نستهلكها والتي تحتوي على كميات عالية من السكر تحفز بشكل كبير تسوس الأسنان، إلى جانب الملونات الغذائية التي تساهم في اصفرار الأسنان وبذلك القضاء على الجانب الجمالي لها، وكذا استهلاك كمية كبيرة من القهوة والشاي، التي من المعروف أنها تتسبب في اصفرار الأسنان، مضيفا أن بعض مما نستهلكه يحتوي على العديد من الأحماض كالمشروبات الغازية، والخميرة الكيماوية، وبعض المأكولات التي تدخل في تركيبتها بعض المواد الحامضة، كلها تساهم في إضعاف الطبقة السطحية للأسنان التي تعمل كواق لها وبالتالي تصبح هذه الأخيرة معرضة لكل تلك المهددات التي تجعلها ضعيفة ويظهر عليها التسوس، إلى جانب مشاكل في اللثة.

 

نور الهدى بوطيبة