لخلق مشاريع استثمارية مربحة

العنابيات يقبلن على قنوات الطبخ

العنابيات يقبلن على قنوات الطبخ
  • القراءات: 1396
❊سميرة عوام ❊سميرة عوام

تتهافت الفتيات والنساء الماكثات في البيت بعنابة، على متابعة قنوات الطبخ والخياطة على الأنترنت، لتعلم التقنيات الصحيحة والإطلاع على جديد الوصفات. وقد استفادت الكثير منهن، إلى جانب المتخرجات من الجامعة والمراكز المهنية، من هذه القنوات التي ساعدتهن على استحداث مشاريع منزلية، يسترزقن منها في منازلهن دون الخروج إلى الشارع، كما يختصرن الوقت، حيث يبذلن جهدا في متابعة القنوات وكتابة كل ما هو جديد في هذا الميدان، لإطلاق مشروع مربح يستحق المتابعة.

خلال جولة استطلاعية في شوارع مدينة عنابة، التقت "المساء" بفتيات وجامعيات في أحد محلات بيع لوازم الحلويات، اقتربنا منهن لمعرفة سر اقتنائهن أنواعا مختلفة من القوالب الخاصة بالحلوى العصرية والتقليدية، حسب السيدة صورية (متخرجة من جامعة باجي في قسنطينة، متزوجة بعنابة)، فإن غلاء المعيشة أجبرها على البحث عن وسيلة لمساعدة زوجها، مشيرة إلى أنها من خلال متابعتها اليومية لقنوات الطبخ على "اليوتوب"، اكتملت لديها فكرة البحث عن مشروع موسمي، وهو عقد اتفاق مع مقاهي المدينة وصنع الحلويات التي تتماشى وطلبات الزبائن اليومية منها، مثل كيكة القهوة، "الكروكي"، حلوى "الصابلي" بشتى أنواعها، والكعك القسنطيني الذي يجد مكانة كبيرة لدى عشاقه.

أضافت السيدة أن سعر القطعة الواحدة يتوقف على المكونات وكثرة الطلب على نوع معيّن، قد يصل في أبسط الحالات سعر قطعة "الصابلي" إلى 30 دينارا، مضيفة أن هذا المشروع ساعدها على شراء كل مستلزمات الحلويات، إلى جانب المكنات الخاصة بـ«البقلاوة" و«القريوش" وغيرها، كما توفر من المدخول الشهري للطلبيات الخاصة بالحلويات الموجهة للمقاهي، المال بهدف شراء حاجيات المنزل وتوجيه مصروف الدروس الخصوصية لأبنائها، مضيفة أن ممارستها لهذا العمل في المنزل ساعدها على متابعة دروس أبنائها وتغطية كل النقائص في المنزل دون تمرير واجبات على أخرى.

في زاوية أخرى من المحل، التقينا مع فاتي (تدرس فلسفة بجامعة عنابة)، وهي من الناجحات في خلق مشروع منزلي، بعد أن تابعت في إحدى القنوات على "اليوتوب" مشروع صناعة "الديول"، ونظرا لخصوصية المنطقة وتميّزها في "البوراك" العنابي، خصصت الفتاة بعضا من وقتها لصنع "الديول" وبيعها لمحلات الجزارة و«مارشي فرنيسيس" (السوق المركزية بالمدينة)، التي تعرف طلبا كبيرا على هذا النوع من "الديول"، خاصة في شهر رمضان وفصل الصيف وحتى في الأعراس والمناسبات.

حسب فاتي، فإن مشروعها نجح كثيرا وأصبح لها زبائن يطلبون سلعتها بالهاتف، إلى جانب المحلات والمطاعم وغيرها، وقد بلغ صيت "الديول" إلى ولايات مجاورة، باحثة عن "البوراك" العنابي. أكدت المتحدثة أن مشروعها اقتصادي، لأن مخصصها المالي يوجه لشراء الدقيق الرفيع والممتاز. وقد تصل عدد المشتريات إلى 20 كيسا في الشهر، خاصة في شهر رمضان، لكن يتطلب جهدا كبيرا لصناعة وريقات "ديول" ممتازة.

من جهتها، السيدتان زبيدة وليندة وأخريات يحضرن طلبيات لحلويات الأعراس العنابية، حقّقن أرباحا جيدة، إلا أنهن أشرن إلى أن سعر المواد التي تصنع منها الحلوى مرتفع في السوق المحلية، وهو ما يفسر ارتفاع أسعار الحلويات. موضحات أنه إلى جانب ذلك، يتم التعاقد مع المحلات الفاخرة الخاصة بصناعة الحلويات التقليدية، على غرار "المقروض العنابي، القريوش، المقرقشات والبقلاوة والغريبية"، التي تعد مكسبا كبيرا لسكان المنطقة الأصليين.