الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى

العمل على نشر ثقافة التبرّع بالأعضاء

العمل على نشر ثقافة التبرّع بالأعضاء
  • القراءات: 705
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعا البروفيسور مصطفى حموش، رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض وزراعة الكلى، إلى ضرورة نشر ثقافة التبرع بالأعضاء وسط المجتمع الجزائري، موضحا أن هذه الثقافة إنسانية قبل كل شيء، وتساعد على  إنقاذ حياة الإنسان، مشيرا إلى أن التبرع عادة ما يكون في الجزائر من طرف واهب حي وسط العائلة.

أشار رئيس الجمعية في حديثه لـ«المساء"، إلى أن العديد من المشاكل الصحية لا يمكن حلها إلا بإعادة زرع أعضاء سليمة لواهبين أحياء أو موتى، على غرار المصابين بالعجز الكلوي، وقال إن الجزائر تحصي اليوم أكثر من 27 مليون مصاب بعجز كلوي، غالبيتهم يخضعون لغسيل الكلى، منها حالات تستفيد من غسيل "بريتوني" للكلى، أي كلي، في حين نسبة قليلة فقط تستفيد من عملية زرع كلى سليمة، من طرف أحد أعضاء العائلة فقط.

أضاف البروفيسور أن نسبة جد قليلة من المجتمع تتقبل فكرة التبرع بأعضاء موتاها، موضحا أن ذلك يتنافى ومعتقدات البقية، خصوصا أنهم يقدسون ذلك ويرونه انتهاكا لحرمة الميت، ويتنافى مع وفائهم له. في نفس الصدد، أضاف البروفيسور أنه بغياب تلك الثقافة، يعاني 12 بالمائة من الجزائريين من فشل كلوي غير خطير، مما يعادل حوالي  مليوني مصاب بأعراض صامتة، تبدأ بآلام بين فترة وأخرى، مشيرا إلى أن هذا الفشل غير خطير، لكنه يستدعي مراقبة مستمرة، لأن الأشخاص الذين يعانون من ذلك الأمر، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بقصور كلوي حاد.

وعن أسباب الإصابة، يقول المتحدث، إنه راجع إلى عوامل عديدة، أولها قلة شرب الماء، مما يجعل الكلى في حالة جفاف، أو استهلاك مفرط للأدوية التي تصيب مع الوقت العمل الطبيعي للكلى، إلى جانب استهلاك ماء غير صالح للشرب أو يحتوي على نسب عالية من الكلس، وهو ما يجعل هذه الأمراض تنتشر بكثرة في المناطق الصخرية.

قال رئيس الجمعية، إن واقع التبرع بالأعضاء في الجزائر لا زال يعاني عجزا كبيرا، أمام ما حققته دول أخرى في هذا المجال، موضحا أنه لابد من شن حملات توعية وتحسيس دائمة لنشر ذلك السلوك الإنساني، مع ضرورة إشراك الأئمة ورجال القانون لتبرير جواز التبرع شرعا، والسماح بعملية التبرع قانونا، خصوصا أن البعض يرون الأمر منافيا للعقيدة الإسلامية، ولا يمكن لمس الميت لأي سبب كان. أكد البروفيسور، أنه رغم غياب تلك الثقافة لدى الجزائريين في مجال التبرع بالأعضاء، إلا أن ثمة أملا قائما على تقبل هذه الفكرة وسط المجتمع، ويمكن تحقيق ذلك بالتوعية المستمرة بأهمية الأمر، وأن يكون أيضا من يؤمن بالفكرة من السلك الطبي للإقدام على هذه العملية.

في الأخير، قال البروفيسور، إن معظم أعضاء الجثث يمكن استغلالها لمساعدة مرضى آخرين من أجل الشفاء والقضاء على معاناتهم، خصوصا أن قوائم طويلة في كل مصلحة طبية تنتظر واهبا يمنحها أملا جديدا في الحياة، تكون أحيانا دون ذلك.