جمعية "الرحمة" ببومرداس

العمل على تعميق الوعي المجتمعي

العمل على تعميق الوعي المجتمعي
  • 206
حنان. س حنان. س

❊ حملات للفحص المجاني تجوب عدة بلديات وقوافل تتجه نحو المناطق الريفية 

❊ تنامي الوعي بسرطان الثدي وراء الإقبال المسجل في كل حملة للكشف المبكر

موازاة مع انطلاق فعاليات "أكتوبر الوردي" للتحسيس والتوعية بسرطان الثدي في ولاية بومرداس، نظمت جمعية "الرحمة" لمساعدة مرضى السرطان، فحصا مجانيا بالعيادة متعددة الخدمات في بلدية قورصو، على أن تُنظم حملات مماثلة في عدة، بلديات طيلة هذا الشهر، بمشاركة فرق طبية متطوعة، وانخراط بعض العيادات التابعة للقطاع الخاص، من خلال تخفيضٍ في أسعار فحص "الإيكو" و"الماموغرافي".

نظمت "الرحمة" لمساعدة مرضى السرطان لبومرداس، بالعيادة متعددة الخدمات في بلدية قورصو، يوما للكشف المبكر عن سرطان الثدي، في سياق إحياء تظاهرة "أكتوبر الوردي"، الشهر العالمي للتحسيس والتوعية بسرطان الثدي، وحسب السيدة مليكة رازي، رئيسة الجمعية، فإن "الرحمة" ستنظم طيلة الشهر الوردي، حملات مماثلة عبر عدة بلديات، بالتنسيق مع مديرية الصحة والسكان وعدة شركاء، ليس فقط للفحص والكشف المبكر عن هذا الداء، وإنما أيضا بهدف تعميق الوعي المجتمعي بأهمية الكشف المبكر لكل أنواع السرطان، هذا الداء الخطير الذي يقلب حياة المصاب وكل أسرته رأسا على عقب، بالنظر إلى ثقل الإصابة وتداعياتها على الصعيدين النفسي والمادي معا. 

اعتبرت المتحدثة، أن أول يوم للفحص المبكر كان "ناجحا"، بالنظر للإقبال المعتبر من طرف النساء من مختلف الأعمار، لإجراء كشف مبكر، مرجعة ذلك إلى تنامي الوعي الصحي بالمجتمع والاهتمام المتزايد بالصحة، وضربت موعدا لكل الراغبات في إجراء كشف مبكر عن سرطان الثدي، بالمركز الصحي الزعاترة في بلدية زموري، وبالعيادة متعددة الخدمات في تيجلابين، وكذا ببودواو البحري، لنفس الغرض، دون إغفال الأرياف، حيث ستُنظم قوافل تضم فرقا طبية وشبه طبية مع "كلينوموبيل".

كما ستنظم الجمعية، تضيف رازي، يوما للفحص المجاني للنساء العاملات بمديرية "اتصالات الجزائر"، وآخر بمديرية النشاط الاجتماعي، ويوم فحص آخر بالإقامة الجامعية ببومرداس، لتختتم الفعالية بتنظيم يوم دراسي، بحضور أطباء وعدة فاعلين في الحقل الصحي، غير أن المتحدثة أكدت في المقابل، أن العمل التوعوي لا ينتهي بنهاية "أكتوبر الوردي"، حيث تسعى الجمعية، بالتنسيق مع شركائها، إلى نشر الوعي الصحي على مدار السنة، لاسيما في مجال مكافحة السرطان، فبمجرد انتهاء حملة "أكتوبر الوردي" للتوعية والتحسيس بسرطان الثدي، تنطلق حملة "نوفمبر الأزرق" للتوعية والتحسيس بسرطان البروستات، حيث سيتم تنظيم أيام كشف مبكر عن هذا النوع من السرطان لدى الرجال، تضيف السيدة رازي.

وبالعيادة متعددة الخدمات "المجاهد المتوفي رحيم مختار" بقورصو، تحدثت "المساء" إلى نساء تقدمن من أجل إجراء فحص مبكر لهذا الداء، حيث أجمعن على أن الكشف المبكر يبقى السبيل الأنجع، لتفادي الإصابة بهذا الداء، مرجعات الفضل في ذلك إلى العمل الذي تقوم به جمعية "الرحمة"، حيث تسمح لهن بإجراء كشف مبكر بصفة مجانية، فيما يتم إجراء فحص ماموغرافي في عيادات خاصة، بسعر ترويجي لا يتعدى 2000 دينار، عوض 5 آلاف دينار في باقي أيام السنة. 

في هذا الصدد، أكدت سيدة (47 سنة وأم لـ04 أطفال)، أنه لم يسبق لها إجراء كشف مبكر عن سرطان الثدي، بسبب الخوف، وهو نفس العامل الذي جعلها اليوم، تتقدم طواعية لإجراء فحص مبكر، وتشرح ذلك بقولها، إنها ظلت لسنوات تتهرب من إجراء فحص مبكر، خوفا من احتمال الإصابة، لكنها تقدمت لإجراء هذا الفحص، بعد أن أحست في الفترة الأخيرة، بوخز بأحد ثدييها، ما جعلها تستجمع قوتها وتقرر أخيرا إجراء كشف، فيما ستجري فحص الماموغرافي بعيادة خاصة، حسب توجيه الطبيبة.

وبالمثل، قالت نسوة تحدثن معنا في نفس الموضوع، إن عامل الخوف من احتمالية الإصابة جعلهن يؤخرن الكشف، رغم أنه يعد السبيل الأنجع للعلاج، وتحقيق نسبة شفاء كاملة، شريطة أن يكون مبكرا، لكنهن أكدن أن الخوف ليس بسبب المرض في حد ذاته، أو الخوف من الوفاة، بقدر ما هو تخوف من رد فعل المحيط التي كثيرا ما تكون سلبية، وهو ما يزيد من الضغط النفسي على المصابة بالداء.

وعن الموضوع عينه، تحدثت "المساء" مع طبيبة النساء والتوليد، أحلام بوراس، التي قالت، إنه على كل امرأة تجاوزت الأربعين، أن تجري فحص سرطان الثدي، مع التأكيد على أن ذلك يمكن أن يتم، سواء لدى استشارة الطب العام أو استشارة متخصصة لدى مختص أمراض النساء والتوليد، معتبرة هذا الأمر كفيل بتطويق الإصابة بهذا الداء، الذي تشير الأرقام إلى ارتفاع نسبة الإصابة به السنة تلو الأخرى، وقالت إن كل امرأة تجاوزت أربعين سنة تتقدم إلى عيادتها إلا وأجرت لها فحصا عن الثدي بطريقة آلية، بينما لدى النساء الأقل من 40 سنة، يكون في حالات يوصى بها، مثلا، عند الإحساس بوخز أو ألم في الثدي، أو عند وجود كتلة عند الفحص الذاتي.

أما عن حملة "أكتوبر الوردي"، فتقول المختصة إنها فعالية تعود كل سنة، لتلفت انتباه النساء إلى أهمية إجراء فحص مبكر، حيث تؤكد الدراسات تحقيق نسبة شفاء كاملة، إذا تم الكشف المبكر عن الداء، مشيرة إلى أنه من ضمن 8 حالات فحص سجلت صبيحة السبت الماضي لديها، فإنها اشتبهت في احتمال الإصابة لدى عزباء في الأربعين من عمرها، ما جعلها توجهها لإجراء فحص ماموغرافي في أقرب الآجال. 

وهو نفس ما سجلته الطبيبة حكيمة أرزقي، مختصة في الأمراض المعدية بمستشفى برج منايل، مشاركة في حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، حيث سجلت حالة لسيدة في 43 سنة، يشتبه إصابتها، وجهتها لإجراء فحص ماموغرافي، مؤكدة أنه في كل حملة تشخيص مبكر، تسجل حالات يشتبه إصابتها بالداء، ما يبين أهمية مثل هذه الحملات، داعية النساء إلى استغلال حملة "أكتوبر الوردي" والتقرب من العيادات متعددة الخدمات، لإجراء فحص مبكر سواء حول سرطان الثدي أو عنق الرحم، لاسيما وأن عيادات القطاع الخاص تنخرط في مثل هذه الحملات، بتخفيض أسعار الفحوصات المتخصصة.