فتيحة عاملة نظافة

العمل عبادة ولولاه لما تمكنت من تربية أبنائي

العمل عبادة ولولاه لما تمكنت من تربية أبنائي
  • القراءات: 1956
❊محمد عبيد ❊محمد عبيد

اختارت "المساء" بمناسبة الاحتفال بالعيد العالمي للمرأة، أن تسلط الضوء على فئة من النساء قلّ ما يرغبن في الظهور، بسبب الخجل من عملهن. وانطلاقا من القاعدة التي تقول بأن العمل عبادة، اقتربنا من عاملة النظافة السيدة فتيحة التي اختارت أن تخرج عن صمتها وتحدثنا عن هذه المهنة التي ينظر إليها دائما المجتمع بنظرة جانبية.

تقول السيدة فتيحة في بداية حديثها بأن ولوجها مهنة التنظيف لم يكن واردا مطلقا، لأنها كانت تؤمن دائما بأن مكان المرأة هو البيت،   للإشراف على شؤونه وتربية الأبناء، إلى أن حدث ما لم يكن متوقعا،  تقول "أصيب زوجي بمرض عضال لازمه مدة طويلة إلى حد فقدان البصر، الأمر الذي جعله يحال على التقاعد المسبق بمنحة هزيلة، هذا الحادث دفعني إلى رفض هذا الواقع، ومن ثمة قررت أن أقتحم عالما  كنت أسمع به فقط لأعيل زوجي وأربي أبنائي".

لم يكن من السهل على السيدة فتيحة ارتداء المئزر والعمل في التنظيف، وتقول "أتذكر جيدا أن التحاقي بالشغل كان نظير تقديم ملف الزوج الكفيف والشهادة العائلية التي تحمل تسعة أطفال، كل هذه المعطيات سهّلت قبول ملفي للعمل في مجال التنظيف". مشيرة إلى أن العمل في البداية كان شاقا، خاصة أنها غير متعودة عليه، لكن شيئا فشيئا، تقبلت الوضع من أجل إعالة زوجها وتلبية احتياجات أطفالها الكثيرة.

أكثر ما تسعد به السيدة فتيحة، أن خروجها للعمل لم يؤثر على أبنائها الذين ساعدوها من خلال الاعتماد على أنفسهم وتلبية كل حاجاتهم بأنفسهم، وتقول "لعل هذا ما جعلني في العديد من المرات أقوم بأعمال إضافية في المطاعم لدى الخواص، قصد توفير مستلزماتهم، لاسيما في الدخول الاجتماعي والأعياد ولعله الانتصار الكبير الذي أعتبر نفسي حققته"، وتعلق "أبنائي أصبحوا اليوم ناجحين وإطارات في الدولة، كل ذلك بتوفيق من الله وبفضل المهنة التي ينظر إليها بنظرة جانبية".

عن نظرتها إلى عمل المرأة بصفة عامة، ومهنتها كعاملة نظافة، أشارت إلى أن خروج المرأة للعمل لا ينقص مطلقا من أنوثتها، بل على العكس، لو لا خروجها للعمل لما تمكنت من تربية أبنائها، والعمل في التنظيف أو في أي منصب آخر بالنسبة لها هو نفس الشيء، لأن  المهم في كل هذا أن يؤدي الفرد واجبه على أكمل وجه ويحفظ كرامته، وتعلق "أفتخر بالمهنة التي ساعدتني على تربية أبنائي"

محمد عبيد