جمعيات تتحد ضمن شبكة للمساعدة الاجتماعية

العمل الجواري للتوعية بخطر ارتفاع الضغط

العمل الجواري للتوعية بخطر ارتفاع الضغط
  • القراءات: 1396
حنان. س حنان. س

تبدأ الوقاية من خطر الإصابة بارتفاع الضغط الدموي، بالعمل الجواري الذي يضمن تحسيسا أفضل للمرضى حول الأخطار الناجمة عن هذا المرض. في هذا السياق، اتفقت جمعيات مساعدة مرضى الضغط بولاية الجزائر على أهمية إنشاء شبكة اجتماعية تعمل على التنسيق بين الجمعيات بهدف تقديم المساعدات للمرضى، إضافة إلى تكثيف حملات التوعية بالمرض لصالح تلاميذ المدارس.

تقول السيدة بهيجة غزالي رئيسة جمعية مرضى السكري والضغط الدموي لجسر قسنطينة بولاية الجزائر: إن العمل الجمعوي يرتكز أساسا على مساعدة مرضى السكري والضغط الدموي قصد الحصول على الأدوية، وكشفت لـ”المساء” على هامش تظاهرة توعوية حول مرض الضغط الدموي، أن الجمعية تحصي حوالي 350 منخرطا كلهم مصابون بارتفاع الضغط أو حتى ارتفاع الضغط والسكري معا، يمثل المرضى غير المؤمنين اجتماعيا أكثر من 70 %، ولا يستفيد هؤلاء من مجانية العلاج والدواء. وعلى هذا الأساس، تتدخل جمعيتنا لمحاولة إيجاد صيغة معينة بغية مساعدة هؤلاء في الحصول على الأدوية”، تقول بهيجة، مؤكدة أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الجمعية يتمثل في إقناع المرضى بتقبل مرضهم، “لاحظنا أن نسبة كبيرة من المرضى لا تتقبل مرضها سواء تعلق الأمر بالسكري أو ارتفاع الضغط، وهنا أتحدث عن الشباب والمراهقين على وجه التحديد، ومنهم طلبة الثانويات، فالكثير منهم لا يتقبلون واقع إصابتهم بالسكري ويخفون الأمر عن أطباء وحدات الكشف المدرسي، بالتالي لا يمكن مساعدة أولئك التلاميذ المرضى إلا في حالات إصابتهم بغيبوبة نتيجة هبوط حاد في السكري، لذلك توجهت جمعيتنا قبيل سنوات نحو تكثيف الحملات التحسيسية لفائدة هذه الشريحة بالذات، حيث نجوب كل متوسطات وثانويات بلدية جسر قسنطينة وبئر خادم بغية كسر حاجز الصمت الذي يقبع خلفه التلاميذ المرضى، وهنا أشير إلى أننا وجدنا في مراحيض بعض الثانويات حقن الأنسولين مرمية عشوائيا، مما يؤكد أن التلاميذ المصابين بالسكري يتحرجون من حقن أنفسهم أمام زملائهم”، تضيف المتحدثة، داعية وحدات الصحة المدرسية إلى محاولة التركيز على خطر الأكل السريع المشبع بالدهون، إلى جانب الصودا والمملحات على صحة التلاميذ، خاصة أن الأرقام تشير إلى أن البدانة تتهدد الأطفال الأقل من 17 سنة، مما يعني احتمال دخول هؤلاء في دائرة المصابين بارتفاع الضغط مستقبلا.

من جانبه، اعتبر رئيس خلية مرضى الضغط لبئر خادم، السيد يحيى قايد، أن العمل الميداني الذي تقوم به جمعيته يهدف إلى التقرب من المرضى أينما كانوا قصد توعيتهم بحقيقة إصابتهم والتعرف على احتياجاتهم الحقيقية. وقال؛ إن الخلية تحصي أكثر من 900 مريض بارتفاع الضغط في بئر خادم، كلهم من أعضاء الجمعية أعمارهم 17 سنة فما فوق، مشيرا إلى أن عدد المصابين في ازدياد مقلق، مما يستوجب ـ حسبه ـ مضاعفة العمل الجواري التحسيسي لتفادي عوامل الإصابة بالمرض المزمن،  حيث يقول: “نقوم بأكثر من خرجة ميدانية شهريا ونستهدف أساسا المرضى غير المستفيدين من تغطية اجتماعية، هؤلاء يشكلون حوالي 90 % من عدد المنخرطين في الجمعية، نحاول إعانتهم ببعض الأدوية التي تمنح لنا من وقت لآخر، ونغتنم وجودكم اليوم هنا لرفع نداء إلى السلطات المعنية بغية النظر بعين الاعتبار إلى هذه الفئة من المرضى حتى لا يتجهوا إلى التداوي الفردي، ونقصد إما اقتناء أدوية دون استشارة طبيب كونهم لا يملكون مخرجا لتعويضها، أو حتى لجوءهم إلى العلاج بالأعشاب أو حتى بالحجامة، مما يشكل أخطارا مضاعفة على وضعهم الصحي”، يشرح المتحدث.

وعملا منها على إرساء ثقافة التوعية والتحسيس بخطر الإصابة بارتفاع الضغط الدموي، تعمل جمعية مساعدة مرضى الضغط لولاية الجزائر على لسان رئيسها، السيد خير الدين موخبي في تصريح له لـ “المساء”، على خلق شبكة للمساعدة الاجتماعية لصالح المرضى بالعاصمة كتجربة نموذجية أولى، وقال؛ “ترتكز هذه الشبكة على قيام المساعدات الاجتماعيات، وعددهن في البداية 10، قصد التوجه للمريض في مقر سكنه والوقوف على حالته المرضية لتقديم الدعم والمساعدة سواء بتوفير الأدوية أو بالتوعية لتفادي تعقيدات المرض.

نشير إلى أن ولاية الجزائر تحصي 15 جمعية لمساعدة مرضى ارتفاع الضغط، ستنضم تدريجيا إلى شبكة المساعدة الاجتماعية المنتظر انطلاقها مطلع 2014، وترتكز على العمل الجواري لضمان تربية صحية سليمة للمريض.