السلامة المرورية لولاية البليدة تؤكد على العقاب
العمل التحسيسي ضعيف ولا يحد من إرهاب الطرق

- 589

دفع التنامي المسجل في حوادث المرور منذ بداية الصائفة، بجمعية طريق السلامة، مكتب البليدة، إلى الإسراع في تنسيق الجهود مع عدد من الفاعلين، على غرار مصالح الشرطة والدرك الوطني والحماية المدنية، للتوعية ضد حوادث المرور، خاصة ما تعلق منها بالسرعة المفرطة التي تعتبر سببا رئيسيا في تنامي إرهاب الطرق.
أشار رئيس الجمعية علي الصغير طوبال، في دردشته مع "المساء"، على هامش مشاركته مؤخرا، في الحملة التحسيسية التي أطلقتها مديرية النقل لفائدة سائقي وسائل النقل، من حافلات وسيارات أجرة بالمحطة البرية لنقل المسافرين في البليدة، إلى أن القائمين على تأسيس الجمعية، اختاروا أن ينشطوا في مجال التوعية ضد حوادث المرور، التي عرفت في السنوات الأخيرة تنام كبيرا، على المستوى الحضري وفي الطريق السيار وبالمدن الكبيرة والصغيرة على حد سواء، وحسبه، "فعلى الرغم من وجود عدد من الجمعيات التي تنشط في مجال محاربة حوادث المرور، غير أنها تظل غير كافية، لأن العمل الميداني يحتاج إلى تكثيف الجهود للوصول إلى نتائج مرضية".
من جهة أخرى، أوضح رئيس الجمعية بأن جمعيته تأسست في 2018، وشرعت في أول الأمر، بالعمل على مبدأ السلامة المرورية، من خلال الاحتكاك بمستعملي المركبات والمواطنين وتوعيتهم حول مخاطر الطريق، وكل ما يتعلق بقانون المرور، يردف: "بعد الجائحة، وجهت الجمعية جهودها من باب التضامن مع أفراد المجتمع، من أجل التوعية ضد الفيروس التاجي، من خلال توزيع الكمامات والمعقمات والطرود الغذائية في عز الأزمة، وحث المواطنين على ضرورة التقيد بالتدابير الوقائية، بالتنسيق مع بعض الجهات الرسمية، كالدرك والأمن والحماية المدنية".
وحول تجربة الجمعية في مجال الحد من إرهاب الطرق، أوضح محدثنا "أن تجربتهم الميدانية كشفت عن أن السب الأول في حوادث المرور بالجزائر، يعود إلى السرعة المفرطة التي تجعل سائق السيارة عاجزا عن التحكم في مركبته عند ظهور الخطر، يقول: "إلى جانب قيادة المركبة في حالة إدمان"، لافتا إلى أن أكثر ما يقلق الناشطين في الجمعية، هم سواق الدراجات النارية من صغار السن الذين يجازفون بحياتهم ويأبهون لتعليمات السلامة المرورية التي تقدم، حيث يقودون دراجاتهم من دون معدات السلامة، والنتيجة حوادث مرور يذهب ضحيتها شباب في عمر الزهور، بسبب السرعة والتهور والجهل ببعض قوانين المرور، مؤكدا في السياق "بأن التوعية ورغم ضعفها، تظل دائما وسيلة للفت الانتباه، في غياب الحس بالمسؤولية". في السياق، يرى رئيس الجمعية، أنه رغم أن جمعيته تؤمن بالعمل الجواري في مختلف نقاط السير على مستوى ولاية البليدة، بما في ذلك محطات نقل المسافرين، غير أنه يعتقد "بأن الردع والعقاب يضلان أحسن وسيلة لتقويم سلوك مستعملي مختلف أنواع المركبات".