مصالح النظافة ببلدية قايس بخنشلة

العمال بدون تلقيح ولا وقاية

العمال بدون تلقيح ولا وقاية
  • القراءات: 1051
❊ ع.ز ❊ ع.ز

يعملون لأزيد من 20 سنة تحت مسمى الشبكة الاجتماعية، ومحرومون من أبسط حقوقهم؛ على غرار عطل نهاية الأسبوع والأعياد التي تُعد مناسبات خاصة يحبذ الجميع قضاءها مع ذويهم، هي يوميات عمال النظافة ببلدية قايس التي تبعد 20 كلم عن شمال عاصمة الولاية خنشلة، وهم الذين يبذلون قصارى جهودهم، ويعملون بشكل دائم على رفع النفايات المنزلية، في غياب أدنى شروط السلامة والصحة. عملٌ داوموا عليه خلال ليالي شهر رمضان الفضيل بكل إخلاص وتفان بدون كلل أو ملل، وعزاؤهم الوحيد كلمة طيبة، ودعاء صادق يتحسسونه في ظل ظروف مأساوية، تعددت بين جفاء المسؤولين والمواطنين على حد سواء.

يهرع عمال النظافة ببلدية قايس كغيرهم من عمال النظافة عبر كامل بلديات الوطن، عقب الإفطار خلال شهر رمضان المعظم الذي انقضت أيامه، للالتحاق بشاحنة رفع القمامة التي تجوب جل شوارع المدينة لتأدية مهمة الحفاظ على نظافة المحيط والمدينة، حيث أوضح عمي محمد أحد عمال النظافة ببلدية قايس، أن هذه المهنة صعبة جدا في ظل الأخطار التي تحدق بهم، خاصة الصحية منها على وجه الخصوص، مؤكدا: لم نلقَّح ضد الأمراض منذ 4 أشهر، ونعمل في إطار الشبكة الاجتماعية، ونبذل مجهودا يفوق طاقتنا. أعيل عائلة من 5 أفراد، ولازلتُ على هذه الحال منذ 12 سنة.

الوضعية نفسها تقريبا لباقي رفقاء عمي محمد، الذين يناشدون المسؤولين المحليين النظر إليهم بعين الاعتبار، وترسيمهم في مناصب عملهم، لتمكينهم من إعالة أفراد أسرهم، خاصة أن مبلغ 5 آلاف دج كمنحة، لا يسمن ولا يغني من جوع. كما طلبوا من المواطنين والسكان النظر إليهم بعين الرأفة؛ بتسهيل مهمتهم؛ من خلال احترام توقيت إخراج القمامة، ومحاولة ترتيب وتوضيب نفاياتهم؛ تجنبا لإلحاق الضرر بهم.

يُذكر أن العدد الإجمالي لعمال النظافة بحظيرة بلدية قايس، 8، يتولون بالتناوب وبصفة مستمرة، رفع قمامات ثالث مدينة من حيث تعداد السكان بولاية خنشلة، وكلهم يعملون في إطار الشبكة الاجتماعية منذ أكثر من 14 سنة، ويعيلون في مجملهم أسرا، وينتظرون من السلطات التفاتة جادة.

من منزل إلى منزل ومن شارع إلى شارع أدى عمال النظافة ببلدية قايس عملهم في الشهر الفضيل، متحملين أيما مشقة في ظل تنكّر السلطات وحتى المجتمع لدورهم النبيل، بل ويتعرضون في كثير من الأحيان لكل أشكال السباب والشتائم وحتى الضرب من بعض المواطنين، ليمضوا في صمت، لا ينالون من مهنتهم سوى الروائح الكريهة، والجروح التي تحمل في الغالب أصنافا متعددة من الأمراض التي لم تعد أجسادهم تقوى على مقاومتها بعدما توقفت حتى التطعيمات التي كانوا يتلقونها كل 3 أشهر لحمايتهم، ليبقى هؤلاء العمال رغم الظروف الصعبة والمنحة المحنة التي يتقاضونها، يمضون دائما بابتسامة، يواجهون بها قساوة الحياة والمجتمع معا، وأملهم أن يلقوا يوما ما الاحترام الذي يستحقونه وسط مجتمع تغيرت فيه العديد من الأسس والقيم التي كانت تحكمه، كما هو الأمل أيضا في أن يُرسَّموا في عمل منحوه زهور أعمارهم، عمل يكفيهم حاجة السؤال.