علم الاجتماع يؤكد:

العلاقات العابرة قبل الزواج تعزز الخيانة

العلاقات العابرة قبل الزواج تعزز الخيانة
  • القراءات: 1528
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أوضح الأستاذ عبد الوهاب سقال، مختص في علم الاجتماع، أن مشكل الخيانة الزوجية يمكن وصفها بالمشكل الاجتماعي الحقيقي، الذي بات موجودا بسبب دخول الشباب، وحتى الكهول، بصفة دورية في علاقات "عابرة" لإشباع رغبات متنوعة.

ويشرح المختص قائلا: "مثل هذه التصرفات تجعل الفرد يعتاد على هذا النوع من العلاقات، سواء بالنسبة للرجال أو النساء، رغم كونهم مرتبطين، لتصبح شيئا عاديا في نظرهم، دون اعتبار مقياس حجم الضرر الذي قد ينجم عن تلك التصرفات، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك بعض حالات الزواج المبكر، وعدم قناعة الفرد بشريكه، فبعد سنوات قليلة من الزواج يدرك البعض أنه (ربما أخطا في الخيار)، مما يجعل بعض الميول تتغير، وبذلك تكون "الخيانة الزوجية" طريقة للبحث عن (النصف الثاني) أو توأم الروح.

ونصح المختص الزوجين بالحرص على إشباع الطموحات العاطفية والحسية للطرف الآخر، وأن يحرصا على الاحترام المتبادل بينهما، خصوصا احترام تلك الثقة التي يضعها الواحد في الآخر، فالخيانة الزوجية لا تكون في بعض الأحيان بحثا عن المتعة الجسدية، لكن بحثا عن أمور عاطفية أخرى قد يفتقدها من الطرف الآخر، أو هروبا من بعض الضغوطات الاجتماعية والأسرية، والبحث عن متنفس جديد.

ويضيف محدثنا قائلا: "ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في رفع معدلات الطلاق، وتجدر الإشارة إلى أن الدخول في هذا النوع من العلاقات لا يعني بالضرورة عدم وجود تفاهم بين الزوجين، وإنما يعتبر (الفايسبوك) وسيلة (مغرية) لتجريب شيء جديد، وقد تنطلق العلاقة من مجرد دردشة بسيطة ساذجة إلى علاقة متطورة يبحث فيها الطرفان تغذية تلك العلاقة باتصالات، لقاءات أو غيرها. 

يصف بعض علماء الاجتماع هذه المواقع "بالمستفزة للعلاقة الزوجية" حسبما أكده الأستاذ سقال، مبررا حديثه بالقاعدة "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، مشيرا إلى أن قطع مسببات الطلاق من الجذور في بداية العلاقة الزوجية فعال في تفادي العديد من المشاكل، أهمها "الغيرة"، حيث قال: "الغيرة طبيعية، ولا يمكن أن نجزئها من أية علاقة مهما كان نوعها، لهذا لابد من تفادي كل التصرفات التي تؤدي إلى اشتعالها بين الزوجين، ولا يمكن نكران أنها أحيانا تكون مبررة، لكن في أحيان أخرى تكون مجرد "وسواس". 

وأضاف المختص أن هناك معايير أخلاقية اجتماعية لابد من احترامها بعد الزواج، فالمتزوج غير الأعزب أو العزباء والمتزوجة، فللعزاب حرية مختلفة عن حياة المتزوجين، لأن تعدي بعض الحريات بين المتزوجين انتهاك لحق من حقوق الطرف الثاني، من جهة أخرى، لا يمكن وصف مستعمل هذه المواقع "بالخائن أو الخائنة"، فإذا كان هناك احترام للمعايير الأخلاقية مع التكنولوجيا الحديثة، باستعمالها في إطار تبادل معارف محترمة ليس فيها تعدٍ على حقوق الآخر، مع الحرص على معرفة من يتم إضافتهم إلى قائمة الأصدقاء لحماية النفس من الوقوع في خطأ، ومشاركة الطرف الآخر التصفح "الشفاف" وتبادل النقاش حول منشورات تلك المواقع" يخلق الثقة بين الزوجين، وبهذا لا يكون هناك مانع في استعمال "الفايسبوك" من طرف الأزواج.