رئيسة الجمعية الوطنية لاضطراب التوحد لـ "المساء":
العلاج بالخيل.. تقنية متطورة ساهم فيها الحرس الجمهوريّ

- 1001

وقفت "المساء" على فرحة أطفال مرضى التوحد التي رُسمت على وجوههم وهم يمتطون ظهور الجياد، وهي السعادة التي لا يمكن العثور عليها عند هؤلاء إلا من خلال تقنية العلاج بالخيل، أو ما يُعرف بـ "إيكي تيرابي" أو ممارسة العلاج النفسي بالخيول لمرضى التوحد، وهي الطريقة التي انتهجتها فرق الحرس الجمهوري الجزائري في علاج هذه الفئة منذ سنة 2014، حسبما أكدت العقيد مومن آمال رئيس مصلحة الصحة بقيادة الحرس الجمهوري، في تصريح لـ "المساء"،وهي التقنية التي رفعت الغبن عن الآباء، وفتحت أمامهم أبواب أمل لعلاج فلذات أكبادهم. كما أكدت سامية والي رئيس الجمعية الوطنية لاضطراب التوحد بالجزائر.
كشفت الأبحاث الطبية عن إمكانية علاج أمراض الشلل وغيرها من الإعاقات الجسدية، باستخدام وسيلة علاجية طبيعية تقوم على امتطاء الخيول؛ إذ تساعد هذه الطريقة على تطوير توازن الجسم، وتنشيط بعض العضلات المهمة كعضلات الظهر والأرجل. كما يُعد التداوي بالخيل من الوسائل العلاجية الحديثة المستخدمة في علاج الكثير من حالات الإعاقة؛ كشلل الدماغ، والعديد من الاضطرابات الحسية والحركية؛ إذ يُعد ركوبه تدريبا موجها للجهاز العصبي والعضلي. وحيال هذه التقنية وكيفية استفادة مرضى التوحد منها حدثتنا ليلى والي، أم لطفل توحدي ورئيسة الجمعية الوطنية لاضطراب التوحد بالجزائر، عن تجربتها العلاجية التي انطلقت مع قيادة الحرس الجمهوري سنة 2014، تقول: "تلقت الجمعية دعوة لاحتفالية 1 جوان، وهناك تعرفنا على العقيد مؤمن المختصة في العلاج بالفروسية، ومن يومها أصبحنا نحضر جلسات العلاج كل خميس؛ حيث استفاد أبناؤنا من هذه التقنية بعدما عانينا مع أطفالنا، الذين كنا نأخذهم إلى غابة بوشاوي، ليستفيد الطفل من لفة في ركوب الخيل والجدمات "البوني".
وتشرح رئيسة الجمعية الفرق الكامن بين الركوب والعلاج النفسي قائلة: "هناك فرق بين ركوب الخيل والعلاج بالخيل؛ من خلال طريقة التعامل مع الخيل، وإنما التعايش مع الخيل والتعامل معه، والاقتراب منه، ولمسه، وكلها طريقة علاجية للطفل التوحدي، ولديها نتائج مبهرة. وللعلم هي ليست العلاج الوحيد، لكن تقنية علاجية رائعة، أعطت نتائج في المساعدة على امتصاص السلوك غير المرغوب فيه للطفل التوحدي، وتشجيعه على التواصل مع الآخرين، وهو ما تؤمّنه هذه التقنية بقوة". وتشير السيدة والي في نصيحة مهمة إلى الآباء حيال طريقة التعامل مع ابنهم المتوحد قائلة: "إذا أردت أن يتواصل معك ابنك فلا بد أن تعرف مراكز اهتمامه وما يحبه؛ فمن خلال ذلك يمكن اكتشاف ما يحب، ومنه نعمل على مساعدته. ومن خلال عملية العلاج النفسي بالخيل نعلّم الطفل التواصل الاجتماعي، واللغوي والبصري".
وفي ما يخص مستوى العلاج بالفروسية قالت المتحدثة: "بدون مبالغة، لاحظنا أن أطفال التوحد بعد ركوب الخيل، يتغيرون. إحدى الأمهات في الجمعية اندهشت وهي ترى ابتسامة ابنها لأول مرة، قالت إنها أول مرة ترى فيها ابنها يضحك! مضيفة في هذا الصدد، أن هذا الطفل كان عنيفا جدا ولديه مشاكل في الدمج، مؤكدة: "مع الوقت ومع ممارسة هذه التقنية وبمرور الأسابيع، تحسن، وأصبح غير عنيف، وهو الانطباع الذي سمعناه من المساعدين من رجال الحرس الجمهوري، لكن، للأسف، الوضع الصعب الذي عشناه بفعل كوفيد 19، حرمنا من ممارسة العلاج بأريحية، علما أن قيادة الحرس الجمهوري أعطتنا أحصنة نمارس بها العلاج بمركز خروبة للخيل؛ لذا نتمنى زوال هذا الوباء كليا، لنعود إلى هذه التقنية العلاجية في أحسن الظروف".
وفي ما يخص الدور الجوهري للإعلام في إيصال صوت مرضى التوحد وأهاليهم إلى العالم، قالت والي: "لا بد أن يعرف الإعلام أنه أداة مهمة لإيصال صوت مرضى التوحد إلى العالم؛ فهو مهم جدا بالنسبة للمجتمع المدني ولعائلات مرضى التوحد؛ إذ يمكن من خلاله إيصال المطالب والانشغالات إلى الجهات المختصة".