رغم ارتفاع أسعارها

العطور العالمية تأسر قلوب الجزائريين

العطور العالمية تأسر قلوب الجزائريين
  • القراءات: 5598
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

في جولة قادت "المساء" إلى بعض المحلات بالعاصمة، حاولنا رصد مدى اهتمام المواطن بالعطور العالمية، وهل هو قادر على تخصيص جزء من ميزانيته لتلك القنينات مرتفعة السعر؟ هي أسئلة حاولنا مناقشتها مع بعض الزبائن والتجار المختصين في هذا المجال. قبل 4 سنوات، لم تكن هناك محلات اختصت في بيع العطور دون غيرها من المواد التجميلية الأخرى، فقد كانت هناك محلات تتعدد منتجاتها بين العطور ومواد من ماكياج وشامبوهات، لكن خلال السنوات الأخيرة، اختص البعض في فتح مساحات كبرى مختصة فقط في بيع العطور، ذلك يدل على أن تلك العطور أصبحت ثقافة وفنا قائما بذاته، عالم واسع ومتفرع له محبوه، مثل الساعات أو النظارات الشمسية أو الملابس الجاهزة، وأصبحت هذه التجارة تنتعش بصفة مثيرة للاهتمام، حيث قدر تقرير دولي حجم نمو تجارة العطور في السوق الجزائرية بنحو 20 في المائة، حسب تصريح مقتضب لـ«المساء"، من مصدر من المساحات الكبرى المختصة في بيع العطور.

اقتربنا من محل مختص في بيع العطور، حيث استقبلتنا الروائح العطرة الجميلة، اعتمد صاحب المحل على الألوان الفاتحة من تدرجات الوردي الفاتح والأبيض والألوان المخملية الناعمة، رفوف من الزجاج لم تأخذ مساحة كبيرة، معلقة على الجدران تاركة باقي المساحة للزبائن للتجول بأريحية في المكان، قنينات تفنن أصحاب الشركات في تصميمها بفضل مختصين في المجال، بألوان هادئة تسر الناظر إليها... أوضح لنا فريد مسؤول التخزين بالمحل، أن الإقبال على تلك العطور في تزايد مستمر، بفضل انتشار ثقافة العطور عند المواطن، لتفتح هذا الأخير على الدول الأوروبية، وتبني البعض من ثقافتها، وأشار إلى أن ارتفاع سعر تلك القنينات، لا يمنع من اعتاد على استعمالها من إعادة شرائها مرة أخرى، موضحا أن الجزائري العاشق للعطر قادر على إنفاق من 30000 إلى 70000 دينار على العطر في السنة الواحدة، حيث قال: "لا يكتفي البعض بشراء قنينة واحدة وإنما يفضلون اقتناء عطر خاص للحياة العملية، وآخر للفترات المسائية، إلى جانب عطر لموسم البرد وآخر لموسم الحر".

عطور من ربوع العالم

كما أكد فريد أن الجزائر تستورد مما يزيد عن 15 دولة في مقدمتها فرنسا، ألمانيا وإسبانيا، إلى جانب المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة، وتتصدر فرنسا قائمة الدول التي تستورد منها الجزائر العطور، من عطور غير كحولية وأخرى كحولية، وكذا الماء المعطر غير الكحولي، وماء معطر كحولي، وأوضح المتحدث أن سوق العطور تدخل في منافسة شديدة، البعض يبقى في الروائح التقليدية والآخر في عطور عصرية، في حين يبقى البعض الآخر يمزج بين التقليد، الأصالة والتطورات الجديدة في هذا المجال، مثلما نلاحظه بالنسبة لـ«العود" التقليدي الذي أطلقته مختلف الماركات كعطر جديد في مجموعتها، ومن أشهر الدول المصدرة للعطور؛ فرنسا.

جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع

هذا ما أوضحته الزبونة راضية في المحل، مشيرة إلى أنه رغم ارتفاع سعر تلك القنينات، إلا أنها تخصص ميزانية خاصة لشراء عطر ولو مرة في السنة، مؤكدة أنه بعدما يعتاد الفرد على عطر أصلي يصبح من المستحيل استعمال العطور المزيفة التي لا تدوم، كما أنها غير طبية، و قد تكون مضرة بالصحة. وعن أنواع العطور، تقول نفس الزبونة بأن هذا العالم واسع، وما على الفرد إلا اختيار العطر الذي يليق بطبيعة شخصيته الهادئة، القوية، الجريئة أو الشفافة..، فذلك يتغير بتغير المكونات من الزهور والياسمين والريحان والفل ومواد مستمدة من البيئة الطبيعية لتعطير الكحول أو ماء الكولونيا.