رئيس المجلس المهني المشترك لتربية النحل بالبليدة لــ"المساء":

العسل يشد الرحال إلى الجنوب

العسل يشد الرحال إلى الجنوب
  • القراءات: 738
رشيدة بلال رشيدة بلال

يرى محمد مالكي، رئيس الفرع المهني المشترك لشعبة تربية النحل لولاية البليدة، بأن الجزائر تسير في السنوات الأخيرة نحو تضييع عسل الحمضيات بنسبة 90 بالمائة، بالنظر إلى الاستعمال غير المدروس للمبيدات لعلاج أشجار الحمضيات، التي تعاني من عديد الأمراض، الأمر الذي أدى، حسبه، إلى الإضرار بالنحل، ومن ثمة التأثير على إنتاج هذا النوع من العسل، مما جعل النحالين يشدون الرحال إلى الصحراء وإنشاء واحات تتكفل بغرس مختلف النباتات لتغذية النحل.وحول واقع إنتاج العسل، وآخر المستجدات المتعلقة بمشروع واحات تربية النحل بالجنوب، زارت" المساء" مربي النحل ورئيس الشعبة محمد مالكي في ورشته بالعفرون في ولاية البليدة، وكان هذا اللقاء.

بداية كيف تقيمون إنتاج العسل، خاصة أن الموسم المنصرم كان ماطرا؟

❊❊ للأسف الشديد، إنتاج العسل خلال الموسم المنصرم لم يكن في مستوى تطلعات النحالين، حقيقية عرف الموسم المنصرم هطول كميات كبيرة للأمطار، ترتب عنها انتعاش الزهرة وتواجد مكثف للنحل، حيث شرعنا في استهداف أشجار الحمضيات، لكن للأسف الشديد، الأمطار سرعان ما تراجعت، الأمر الذي جعل الأزهار تجف، مما أثر سلبا على غذاء النحلة التي لم تجد ما تتغذى عليه، وبالنتيجة، فإن إنتاج العسل خلال هذه الموسم ضئيل جدا، على غرار السنوات الأربع الماضية، وأكثر من هذا، فإن الأنواع المتوفرة أغلبها من الصحراء، ممثلة في عسل الشوكيات، كون إنتاج عسل الحمضيات لم يأت بالنتيجة المرجوة، بسبب الاستعمال الكبير للأدوية، الأمر الذي أضر بالنحلة وجعل النحالين يسارعون من أجل إنقاذ الموسم، من خلال ترحيل النحل نحو الصحراء والمراهنة على ما تجود من نباتات مزهرة.

كيف كان إنتاج مادة العسل بالصحراء ؟

❊❊ سارع النحالون، أمام شح الأمطار وجفاف الإزهار بالشمال، إلى استهداف ما تقدمه الطبيعة الصحراوية من أزهار ممثلة في أزهار الحارة أو "الخرديل"، حيث تمكنا من إنتاج بعض الأنواع من العسل، لكن في الواقع ظل الإنتاج ضيعفا، وخلال هذا الموسم، نستهدف نوعين من العسل، عسل الحمضيات وعسل الكاليتوس الذي يسجل تراجعا كبيرا، بسبب الأمراض التي أصابت أشجار الكاليتوس، وكذا الاستعمال الكبير للمبيدات بالنسبة لأشجار الحمضيات، أما بالنسبة لعسل الشوكيات، مثل عسل السدر، فكان جد قليل، بسبب الجفاف وتراجع الأمطار.

إذا إنتاج العسل خلال الموسم المنصرم أيضا كان قليلا؟

❊❊ المعطيات الأولية التي خرج بها مربو النحل، تشير كلها إلى أن الموسم المنصرم فيما يخص إنتاج العسل كان ضعيفا جدا، بسبب الجفاف وكذا الاستعمال الكبير للأدوية، حيث كان النحال يستخرج إلى غاية 10 كلغ في الخلية الواحدة، لكن خلال الموسم المنصرم المعدل بلغ حدود كيلوغرامين فقط في الخلية الواحدة، وأكثر من هذا، هنالك بعض النحالين من المهنيين راهنو بنقل حوالي 400 خلية إلى الجنوب، غير أنهم لم يأتوا بأي رطل من العسل، بسبب الجفاف.

ضعف إنتاج العسل سينعكس بالتأكيد على أسعاره، ما تعليقك؟

❊❊ حقيقية الإنتاج الضعيف لمادة العسل في السنوات الأخيرة، أثر بشكل كبير على سعره وحرم المواطن من أن يستمتع بتناول هذا المنتج، كغذاء وليس دواء، فعسل السدر وحده يصل إلى 7 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد. أما باقي الأنواع الأخرى تتراوح بين 4 آلاف و6 آلاف دينار للكيلوغرام الواحد، غير أن ما أريد التنبيه إليه، هو أن أشباه النحالين من الذين سارعوا لحل إشكالية جفاف الزهرة، بطرح حلول نستنكرها كمهنيين ومجلس وطني، حيث لجئوا إلى  تغذية النحلة، مما يعني أن العسل المنتج عسل مغشوش، الهدف منه تحقيق الربح فقط وإغراق السوق بعسل مغشوش، وهو ما نحاول محاربته على مستوى المجلس ونرفضه كمهنين.

حدثنا عن التحضيرات المرتبطة بانطلاق الموسم الجديد؟

❊❊ بالنسبة للموسم الجديد، المساعي جارية من أجل استهداف الجنوب، حيث يتم المراهنة على الأزهار التي تنمو بالصحراء، وبالمناسبة، انتقل عدد من النحالين للشروع في تغذية النحلة، غير أن النظرة الاستشرافية التي يعتمدها المجلس اليوم، تتجاوز هذه التحضيرات، وكذا  العوائق التي تفرضها الطبيعة، من خلال المراهنة على الواحات الاصطناعية التي سبقتنا إليها الدول الأوربية، التي عملت على توفير الغذاء للنحلة من خلال زرع النباتات في واحات مخصصة لتربية النحل، وبحكم أننا نملك أراض واسعة، قدمنا ملفا للدراسة حول التأسيس لواحة من أجل تغذية النحل، وهو المشروع الذي طلبنا من خلاله بـ9 آلاف هكتار على مستوى ولاية المنيعة لإنتاج عسل وحيد الزهرة وعسل السدر، المشروع الآن يخطو بخطوات إيجابية، ونطالب فقط من الدولة أن ترافقنا، حيث نأمل في أن تتبنى المشروع ونحصل في المقابل، على حصة معتبرة من العسل، لان كل ما نطلبه فقط هو الأرض والدعم لإنجاح المشروع الذي من شأنه أن يحقق نقلة نوعية في مجال تربية وإنتاج العسل.

ما هو نوع النباتات التي تغرس في الواحة؟

❊❊ إن تم مرافقة المشروع ودعم النحالين، ستكون هذه الواحة مصدرا لأنواع متنوعة من العسل، تبعا للفصول وحسب المنطقة، خاصة العسل المطلوب في الدول الخليجية، وهو عسل السدر، حيث سيمكننا المشروع من تحقيق الاكتفاء الذاتي والذهاب إلى التصدير. وبالمناسبة، فتح المجلس المجال للتعاون مع عدد من المخابر الخاصة وبعض الجامعات التي وعدت بالمرافقة، إذ نعول بعد نجاح المشروع الذي، إن تم العمل عليه، يعطى نتائج أولية خلال سنة بالنسبة لرحيق وحيد الزهرة، أما نبات الخروب والسدر وعسل المانغا، فمن سنتين إلى أربع سنتين، مما يعني توفر العسل والقيام بعملية التصدير مباشرة من الواحة.

هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ يعتزم المجلس الوطني تنظيم معارض وطنية خلال شهر أكتوبر، تشارك فيها كل المجالس الولائية الـ43، للتقرب من المستهلكين وتمكينهم من اقتناء العسل مباشرة من النحالين.