بفضل نكهتها التقليدية الخالصة...

العجائن تجذب الزبائن بالأسواق الشعبية

العجائن تجذب الزبائن بالأسواق الشعبية
  • القراءات: 2264
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
ما تزال العجائن التقليدية تحتل مكانة خاصة لدى المواطن الجزائري وتتربع على عرش مأكولاته المفضلة، الذي كان ولا يزال يعدها من التقاليد التي لا غنى عنها، من المسمن، الثريدة، المحاجب، الديول، الرشتة والشخشوخة وغيرها من العجائن هي أشهر ما عرضته مجموعة من التجار فوق طاولة بسيطة ومتواضعة في سوق باب عزون.
نزلت "المساء" إلى أحد الأسواق الشعبية التي يقصدها المواطن الباحث عن العجائن التقليدية، وبالضبط سوق "عمار القامة" بساحة الشهداء، حيث يصطف العشرات من باعة تلك العجائن ومنها "الديول" و"الرشتة" وحتى بعض الحلويات التقليدية، ولا يهم إن كان الجو صحوا أو ماطرا لأن الباعة حاضرون ببضاعتهم التي تفوح منها نكهة الأطباق التقليدية، وحتى المستهلكين الذين يتوافدون على هذه السوق.
وعلى طول الطريق الرئيسية لهذه السوق، إلتقينا ببعض التجار الذين لا تبعد المسافة بين طاولة كل واحد عن الآخر سوى ببضعة أمتار فقط، اختص هؤلاء منذ سنوات في بيع بعض ما جادت به أيادي النسوة الماكثات بالبيت اللواتي اتخذن من صنع العجائن مصدر رزق لهن.. تلك العجائن كانت مغلفة بطريقة بسيطة داخل أكياس تبريد شفافة فوق طاولات يكسوها بياض العجين الطازج، حتى أن بعضها كان دافئا عند ملامسته مما يؤكد أنه حُضر حديثا، وهو العامل الذي غالبا ما يكون وراء جذب الزبائن نحو هذه الطاولات.
اقتربنا من سفيان أحد باعة العجائن التقليدية، الذي صرح أنه يمارس هذه الحرفة منذ أكثر من 10 سنوات، مُبينا أنها مربحة ، نظرا لإقبال الناس على هذا النوع من العجائن، بالنظر لشعبية الأطباق التي تدخل في تحضيرها. وأوضح أن الاقبال على هذه العجائن لا ينحصر وسط سكان الأحياء الشعبية وإنما هناك من يقبل عليها من أحياء راقية لاقتناء الرشتة والديول والشخشوخة، مؤكدا أن النساء اللواتي يحضرن هذه العجائن يجنين ثروة مصغرة وراء عملهن هذا، بالنظر إلى تفضيل التقليدي على المُصّنع من العجائن.
وتنتعش هذه التجارة ـ حسب جمال ـ بائع آخر بذات السوق، خلال المناسبات الدينية وعلى رأسها شهر رمضان الكريم، المولد النبوي الشريف، وكذا عيدي الفطر والأضحى، حيث تشهد هذه العجائن حركة إقبال مكثفة حتى لا تفوت الأسر الاحتفال بهذه المناسبات في جو عائلي ولمة حول الأطباق التقليدية.
من جهته، راح سمير (15 سنة) يبيع بعض العجائن التقليدية، ويعرفنا بأسماء أشهر أنواع العجائن المعروضة على طاولته، التي تحضرها أمه يدويا بالبيت باستعمال آلة بسيطة تتطلب منها جهدا بدنيا طوال الليل لتحقيق الكمية المطلوبة لبيعها في النهار، ومنها الرشتة والشخشوخة والثريدة إضافة إلى أنواع الحلويات التقليدية كالبغرير، المقروط التقليدي المطلوع، الفطير وغيرها. وعن مكونات تحضيرها، قال إنها بسيطة وغير مكلفة، إذ تعد العجينة غالبا من الدقيق والماء والملح وأحيانا القليل من الزيت، لتعجن وتترك لترتاح مدة معينة ثم تأتي عملية التقطيع، والتجفيف بالنسبة للرشتة والشخشوخة، مشيرا إلى أن والدته حريصة دائما على اختيار أجود أنواع الدقيق للحصول على أفضل العجائن. وهنا تتدخل زبونة لتقول إنها تفضل اقتناء الرشتة أوالديول وغيرها من العجائن التقليدية جاهزة من السوق الشعبية كون تحضيرها يتطلب وقتا طويلا وهو العامل الذي لا يتوفر لديها بالنظر لكثرة انشغالاتها، ولعله العامل الذي تتقاسمه العديد من النسوة، وهن الزبون الأول للعجائن التقليدية.