خبير التطوير والتدريب مجدي حمدان:

العالم العربي بحاجة إلى إعلام وقائي يعزز حقوق الطفل

العالم العربي بحاجة إلى إعلام وقائي يعزز حقوق الطفل
  • القراءات: 370
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

أثنى مجدي حمدان الخبير المختص في التطوير والتدريب في الطفولة من الأردن، على العمل الذي تقوم به الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، التي تعد الأولى على مستوى الشرق الأوسط، مما يعكس اهتمام الجزائر وحرصها على تعزيز حماية الطفل الجزائري، وقال في حديثه لـ«المساء"، على هامش إشرافه على دورة تدريبية لفائدة إعلامي الشبكة الجزائرية لتعزيز حقوق الطفل "بأن الإعلامي بأية وسيلة كانت سمعية، بصرية أو مكتوبة، بحاجة، في ظل اتساع مصادر الخبر بفعل التطور التكنولوجي، إلى أن يعرف كيف يستثمر في كتابته الموجهة لفائدة الطفل"، وهذا لا يتحقق، يؤكد "إلا بتحويلها من علاجية إلى وقائية، وهو الهدف المنشود لتعزيز حماية الطفل".

لا يتحقق، حسب الخبير الدولي، بلوغ الهدف الوقائي في نقل الرسالة الإعلامية الموجهة للطفل، إلا إذا كان الصحفي على دراية واسعة بكل ما يتعلق بحقوق الطفل التي نصت عليها الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل، والتي جسدها قانون الطفل الجزائري الصادر في جويلية  2015، الذي أكد على المبادئ الأربعة الممثلة في "عدم التمييز، المصلحة الفضلى للطفل، الحق في البقاء والنماء والحق في المشاركة" والعمل على توظيفها في الخبر المكتوب أو المصور بما يحقق مصلحة الطفل الفضلى، التي تأتي على رأس المبادئ، وهي ـ يعلق ـ "الغاية المنشودة في آخر المطاف".

حول أهمية تكوين الإعلاميين المهتمين بالكتابة لفائدة الأطفال، أشار الخبير إلى أن المقصود بالاعتماد على الكتابة العلاجية قبل الوقاية، أن يكون الإعلامي سابقا بخطوة من الحدث، بنقل رسالة قيمة تقوم على تقديم خدمة توجيهية لفائدة الأطفال من مختلف المخاطر التي عادة ما يتعرضون لها أو يكون عرضة لها، بالتالي وكما هو معروف، يشرح "الأطفال في كل دول العالم معرضون يوميا إلى شتى أنواع المخاطر، ومن هنا يظهر دور الإعلامي من خلال المبادرة إلى نشر ثقافة الوقاية ومعرفة كيفية التنوير، بالاعتماد على نشر ثقافة حقوق الطفل". مشيرا إلى أن الجزائر من خلال قانون الطفولة والهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، وضعت الكثير من الآليات، مثل الرقم الأخضر 11/11 الذي يساهم عن طريق الإعلام في التوعية بوجوده، ومن ثمة بلوغ الكتابة الوقائية التي تقود في آخر المطاف إلى تأمين الحماية اللازمة للطفل من أي شكل من أشكال الخطر. موضحا أن هذا كله لا يتحقق إلا إذا كان الإعلامي على درجة عالية من التكوين، يزوّده بنظرة ثاقبة عندما يتعلق الأمر بقضايا الطفولة، ولعل هذا هو الهدف المنشود"، من خلال إشرافنا مؤخرا ـ يقول ـ رفقة الخبيرة في التدريب الإعلامي نهاد الجريري، على تكوين عدد من الصحفيين الذي بادروا إلى تشكيل شبكة الإعلاميين الجزائريين في سبيل تعزيز حقوق الطفل، تحت إشراف الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، مما يعكس وجود الإرادة والعزم على جعل الطفل الجزائري عارفا بحقوقه ومحميا من كل الأخطار".

عن مدى اعتماد الإعلام العربي على منهج الكتابة الوقاية التي عادة ما تدخل في العمل التحسيسي والتوعوي، والابتعاد عن العمل العلاجي الذي يأتي في مرحلة يقع فيها الطفل ضحية خطر ما، أشار الخبير إلى أن الإعلام العربي في السنوات الأخيرة بدأ يهتم بالتكوينات، فلدينا ـ مثلا ـ يقول "الميثاق العربي للإعلاميين العرب بما يخص الطفولة، حمايتهم وترقيتهم"، ونلاحظ يردف "منذ سنتين بدأ الاهتمام بالتوجه نحو الكتابة الإعلامية الوقائية في مختلف القنوات والصحف"، مشيرا إلى أن التجربة لا زالت في بدايتها، وهي بحاجة إلى اهتمام وتطوير أكثر ليتمكّن الطفل من الحصول على جزء من المنظومة الإعلامية المتنوعة في البرامج الوثائقية صاحبة الرسالة، والابتعاد قدر المستطاع عن استغلاله في الومضات الإشهارية كسلعة، لأنه في الأول والأخير، إنسان له حقوق ومكون رئيسي للمستقبل، ولأن للإعلام تأثير كبير، لابد من الاهتمام بنشر صور إيجابية تخدم المصلحة الفضلى له في المقام الأول. 

رشيدة بلال