بعدما كان تقليدا لا تستغني عنه المرأة الجزائرية

العاصميات يُعدن الاعتبار لـ "القردون"

العاصميات يُعدن الاعتبار لـ "القردون"
  • القراءات: 640
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

عادت العديد من الفتيات العاصميات إلى أحد أقدم تقاليدهن في العناية بجمالهن وبالأخص شعرهن، وهو شريط "القردون" المعروف بلونه الأحمر والبرتقالي، والذي استُعمل من طرف جداتنا وأمهاتنا للعناية بشعرهن قبل خلودهن إلى النوم للحفاظ على سلاسة الشعر وتطويعه، ولضمان تسريحته في اليوم الموالي.

بعيدا عن أحداث كوفيد 19 الذي طال الحديث عنه منذ شهر مارس، حدثتنا نوال زغيبي، مختصة في الثرات الشعبي، عن أحد أقدم تقاليد الفتاة الجزائرية، وهو "القردون"، وهو عبارة عن شريط من القماش لم يتغير لا لونه ولا المادة المصنوعة منه منذ حياكته لأول مرة، تلفه الفتاة أو تساعدها أمها في ذلك، حول شعرها بشكل محكم بعد مشطه، لإزالته في اليوم الموالي عند الاستيقاظ؛ لضمان شعر حريري وانسيابي، علما أن بعض الفتيات الصغيرات في السن لا ينزعنه ليوم كامل؛ لأنه يزيد في طول الشعر.

وقالت المتحدثة إن "القردون" من العادات الجمالية التي اختفت لسنوات عديدة من يوميات جمال الجزائريات، لا سيما فتيات المدينة، التي طغى عليهن التفكير العصري، وصرن يتحرجن في استعمال بعض تقاليد الجدات، لاسيما أنهن وجدن بدائل لذلك في التكنولوجيات الحديثة، على غرار مجفف الشعر، وغيرها من تلك الأدوات التي تمنحها التسريحة التي تريدها من شعر أملس أو مجعد أو غير ذلك. وقالت المتحدثة إن "القردون" استعملته النساء في الثمانينيات، وكان جزءا من ثقافتهن التي يهتممن بها بشكل خاص، ورغم الوسائل القليلة المتاحة للاهتمام بالمظهر والجمال كانت النساء يلجأن إلى الوصفات التقليدية التي لا أعراض جانبية لها، لكن تفكير الفتاة تغير مع مرور السنوات وباتت تركض وراء الوسائل الجديدة المتاحة في السوق التي تعدها بنتائج سحرية، هذه الأخيرة التي جربتها لسنوات، وأعطتها نتائج سلبية أكثر من إيجابية؛ إذ تبقى ظرفية فقط؛ ما أعاد التفكير مليا في أكثر السبل نجاعة في الحفاظ على جمالها طبيعيا.

وأوضحت نوال زغيبي أن عودة الفتاة إلى القردون خصوصا الفتاة العاصمية، زادت خلال السنوات الأخيرة؛ حيث زاد الطلب على هذا الشريط الذي ظهر في أحد عروض الأزياء العالمية؛ الأمر الذي رد الاعتبار للقردون الذي تخلت عنه الفتاة لفترة ما بالرغم من مزاياه في الحفاظ على جمال الشعر وطوله.

وقالت المتحدثة إن القردون على غرار أشياء جميلة أخرى كانت تميز مجتمعنا، اختفى عن الأنظار منذ زمن مقارنة بما كان، واختفى على الأقل من رؤوس البنات الصغيرات اللواتي كنا نصادفهن في الشوارع، بعد أن كان يزين جميع الرؤوس التي أينعت، وأصبح مقتصرا على جدران البيت؛ كأنه لا يجوز أن تخرج به خارجا..! ولا يمكن الإنكار أن استعماله اليوم يكون ليلا فقط قبل النوم؛ حيث ملت الفتيات من استخدام مجفف الشعر الذي يتسبب في حرق الشعر وتقصفه.