الدخول المدرسي

العائلة السكيكدية بين مطرقة الغلاء وسندان رداءة النوعية

العائلة السكيكدية بين مطرقة الغلاء وسندان رداءة النوعية
  • القراءات: 799
تعرف جل المحلات التجارية بمدينة سكيكدة مع الدخول المدرسي الجدي، ازدحاما كبيرا من قبل العائلات لاقتناء ما طاب لها من ألبسة وأحذية ومآزر جديدة لأبنائها، في أجواء تطبعها الحيرة أمام الارتفاع الفاحش الذي تعرفه الأسعار، سواء على مستوى المحلات التجارية أو عند باعة "الشيفون"، بغض النظر عن نوعية المنتوج.
المتوفر حاليا في السوق المحلية السكيكدية، سواء بالمحلات التجارية التي يقوم بعضها بعرض بضاعة مقلدة لعلامات وماركات عالمية، والبعض الآخر يعرض سلعا تركية أو صينية، أو بأسواق "الشيفون" يعرضون بضاعة "مجهولة الهوية" تنبعث من أغلبها روائح كريهة. والمُحير في كل هذا، كما وقفنا عنده في العديد من المحلات التجارية والأحياء والأزقة الناشطة تجاريا، الغياب شبه الكلي للمصالح المختصة سواء التابعة لمديرية التجارة أو المصالح الأخرى التي يفرض عليها القانون محاربة التجارة الطفيلية التي تعرض منتجات خطيرة على الصحة العمومية، أمام غياب ثقافة الاستهلاك لدى عامة العائلات السكيكدية التي لا تهتم بنوعية المنتوج بقدر اهتمامها بالسعر.
تجار المناسبات يلهبون السوق عشية الدخول المدرسي
التقت "المساء" قبيل أيام، بعض العائلات على مستوى شارع علي عبد النور بوسط المدينة، وعبرت عن استيائها للغلاء الفاحش الذي يطبع النشاط التجاري بسكيكدة، خصوصا على مستوى محلات بيع الألبسة والأحذية، فالأسعار بوجه عام لا تتماشى وميزانية عوام العائلات بعد أن عرفت الأسعار ارتفاعا فاحشا، فكسوة كاملة لطفلة ذات 6 سنوات تتراوح بين 2000 دج إلى 3000 دج حسب النوعية ومصدر المنتوج وللجنسين، أما الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة فتتراوح أسعارها بين 3000دج و9000 دج، وهذا للتلميذ الواحد.
أما على مستوى الأسواق الفوضوية، فإن أسعار ألبسة "الشيفون" تتراوح بين 1000 دج و1500 دج لبعض القطع المقبولة. ربة عائلة متوسطة الدخل أكدت لنا صراحة على عدم قدرتها على تلبية طلبات كل أبنائها الـ 5 المتمدرسين، 2 منهم في التعليم الابتدائي وواحدة في التعليم المتوسط و2 في الثانوي منهم واحدة في القسم النهائي، "لأن الميزانية لا تكفي إطلاقا أمام المصاريف الكبيرة التي تم إنفاقها خلال الشهرين الأخيرين (رمضان وعيد الفطر والمناسبات الأخرى)"، تشرح المتحدثة. فيما تعلق أخرى بقولها بأن ما يزيد في حيرة الأولياء، مطلب الأبناء الذي يتجاوز أحيانا الحد المعقول بسبب أذواقهم التي أضحت تتماشى مع الموضة.
نفس مظاهر الازدحام تعرفها جل الأسواق الفوضوية سواء بوسط المدينة أو على مستوى شارع الممرات الذي أصابته هو الآخر حمى التجارة الطفيلية، حيث تحاول الأسرة برفقة أبنائها إيجاد ما يتلاءم والجيب والذوق في آن واحد. كما تضطر بعض الأسر ميسورة الحال إلى التسوق على مستوى بعض المدن المجاورة لسكيكدة؛ كالعلمة أو الخروب أو عين مليلة وعين فكرون بما في ذلك عنابة وقالمة وأحيانا قسنطينة، خاصة أن الأسعار المعروضة هناك، حسب السيد كمال ذيبون، منخفضة نوعا ما مقارنة مع ما هو موجود بسكيكدة، أضف إلى ذلك النوعية. وهناك صنف آخر يجد في بعض محلات بيع الألبسة القديمة مخرجا حتى وإن كان الإقبال عليها قليلا.
ارتفاع فاحش للأدوات المدرسية
نشير هنا إلى أن لهيب أسعار الألبسة امتد حتى إلى الأدوات المدرسية، سواء تعلق الأمر بالكراريس ذات الأحجام المختلفة أو الأقلام، أما المحافظ فحدث ولا حرج، فسعر الواحدة منها يتراوح بين 2000 دج من نوعية رديئة إلى 3500 من نوعية متوسطة، أما المحافظ ذات النوعية الجيدة فيصل سعر الواحدة منها إلى 4500 دج، بينما تعرف الأسعار انخفاضا على مستوى الأسواق الفوضوية التي تقوم ببيع أدوات مدرسية مقلدة، منها ما هو مجهول المصدر ومنها ما هو من صنع صيني، لكن السمة المشتركة بينها أنها مصنوعة من مواد قد تسبب أخطارا على الصحة. وفي كل هذا يبقى المواطن البسيط بسكيكدة يعاني من الغلاء الفاحش ورداءة المنتوج، أمام غياب فضاءات تجارية واسعة تعرض سلعا في متناول الجميع وذات نوعية.