تأهبا للدخول المدرسي

العائلات تقتني المستلزمات وتُعدّ أطفالها نفسيا

العائلات تقتني المستلزمات وتُعدّ أطفالها نفسيا
  • القراءات: 815
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

تستعد العائلات خلال هذه الأيام للدخول الاجتماعي، وككل مرة ينطلق الأولياء مع أطفالهم نحو الأسواق والمحلات لاقتناء كل المستلزمات، من أدوات مدرسية وألبسة جديدة لاستقبال العام الدراسي في حلة جديدة، وهي العادات التي خلقت حركة كبيرة في العاصمة، لاسيما في المكتبات والمساحات التجارية الخاصة ببيع مستلزمات المدرسة وكل ملحقاتها.

في جولة قادت المساء إلى بعض الشوارع كانت لنا فرصة للاحتكاك مع عدد من المواطنين الذين توافدوا على العاصمة منذ أولى ساعات النهار، حتى إنّ البعض تأهب قبل أن تُفتح كافة المحلات لاقتناء الأدوات المدرسية من مآزر ومحافظ، فضلا عن ألبسة جديدة لمن استطاع إلى ذلك سبيلا.

وشرعت أغلب المحلات التجارية قبل الأيام القليلة التي تفصلنا عن الدخول الاجتماعي، في عرض المآزر والأدوات المدرسية، وتزيّنت بعض المحلات في العاصمة بالألوان الخاصة بالأطفال؛ من ملابس ومآزر ومحافظ مدرسية، فيما عرضت محلات أخرى الأدوات المدرسية، وهو ما لاحظته المساء خلال جولتها الاستطلاعية التي قادتها بداية إلى سوق ساحة الشهداء بالعاصمة، الذي يعرف انتعاشا في العرض وسط إقبال منقطع النظير من طرف الأولياء الباحثين عن أسعار منخفضة في ظل العدد الكبير للمشتريات التي يحتاجونها في هذه الفترة، لاسيما بالنسبة للعائلات التي تحصي عددا كبيرا من الأطفال المتمدرسين. وفي هذا الخصوص تحدثنا مع بعض العائلات، فقالت ز.ك التي كانت رفقة ابنتها، إنها خصصت ميزانية قبل فترة لاقتناء أدوات مدرسية لأطفالها الثلاثة، مشيرة إلى أن الاقتصاد هو شعارها الرئيس، لاسيما أنها في السنوات القليلة الأخيرة تبنت تلك السياسة حتى لا تقع ضحية مصاريف هي في غنى عنها؛ قالت: هذه السنة سأقتني أكثر الضروريات من كراريس وكتب وأقلام، وسأستغني عن المستلزمات الأخرى، لا سيما أن أبنائي لايزال لديهم أدوات من السنة الماضية والتي لا زالت على حالها ولم يفسدوها، مؤكدة أن السبب يعود لإشرافها عليهم وحثهم على المحافظة على أدواتهم بدون إتلافها، مشيرة إلى أن هذا الأسلوب ساعدها على تعليم أطفالها المحافظة على أدواتهم، وإقناعهم بأن المصاريف التي تقتني بها أدوات جديدة ستقتني بدلها هدية أجمل لكل طفل، قد تكون لباسا أو لعبة أو شيئا آخر بدل ما يحوزونه.

وعلى صعيد آخر، وجد أغلب أصحاب المحلات في عرض المآزر واللوازم المدرسية الحل البديل تزامنا والمناسبة التي لم يتبقّ لها سوى أيام معدودات، فقبل أقل من أسبوع من الدخول المدرسي الرسمي، أطلق العديد من التجار والباعة العنان لأنفسهم بعرض منتجاتهم من مآزر للجنسين والأدوات المدرسية وكل ما يحتاجه المتمدرس، التي تعرف إقبالا منقطع النظير من طرف بعض الأولياء، الذين يرون أن اقتناءهم الأدوات المدرسية والمآزر في وقت مبكر، هو الحل الأنسب لتفادي الاكتظاظ بالمحلات الذي يفرضه الدخول المدرسي، الذي يحوّل المحلات الخاصة ببيع الأدوات المدرسية والمآزر إلى فضاءات خانقة، لاسيما خلال الأسبوع الأول من انطلاق الموسم الدراسي؛ أي بعد أن يكشف الأساتذة عن مستلزمات السنة الدراسية، حسب المقررات، وهو ما أطلعنا عليه سمير، الذي قال إنه يفضّل اقتناء المآزر والأدوات المدرسية لأطفاله لإزاحة هذا العائق عن طريقه، مضيفا أن الدخول المدرسي يلي عيد الأضحى المبارك، وبالتالي فالمصاريف ستكون ثقيلة حتما على الأسر محدودة الدخل.

وفي حديث ذي صلة قالت نسرين إن اقتناءها الأدوات المدرسية رفقة أطفالها فرصة لتشجيعهم على الدخول المدرسي، ووسيلة لتحضيرهم نفسيا وإعدادهم هذه المرحلة المهمة في حياتهم، حيث أشارت إلى أن اقتناء أدوات مدرسية جديدة ومشاركة الطفل في ذلك، يعطيه فكرة عما هو في حاجة إليه، وواجباته تجاه نفسه وتجاه هذه مؤسسته التعليمية والتربوية.